يا أبناء الجنوب الأحرار لقد سطرتم أروع الانتصارات في ميادين الشرف والبطولة أدهشتم بها العالم .. رغم الإمكانيات الشحيحة والبسيطة التي بحوزة المقاومة الجنوبية الباسلة إلا أنها استطاعت أن تصمد وتقاوم حتى تم دحر الغزاة القدامى-الجدد من عدن ولحج والضالع وأبين وسيتم دحرهم كاملاً من كافة مناطق الجنوب إنشاء الله ، وهذه ليست بالمرة الاولى التي تنالون بها أعجاب المتابعين بالشأن الجنوبي .. لقد أذهلتم العالم في وقت سابق، عندما كنتم تخرجون بالملايين سلميا في شوارع ومدن الجنوب بما في ذلك العاصمة الجنوبية عدن دون خوف أو مبالاة من آلة الحرب والدمار الشمالية وأنتم تواجهونها بصدور عارية، حصدت الآلاف من خيرة شباب الجنوب وزهورها المتفتحة. إذن أنتم اليوم على موعد مع شهداء الجنوب الذين ذهبوا ضحية للمكر والخداع والغدر منذ الوهلة الأولى من عام 91م إلى يومنا هذا، ابتداء بالشهيد البطل عميد ركن / ماجد مرشد الذي تم سحله في شوارع صنعاء، ولحقته كوكبة من الشهداء واحدا تلو الآخر، استهدافا واضحا خططت له ونفذته القوى الظلامية الحاقدة على الجنوب ، أعداء التقدم والتنوير، أنها القوى التقليدية المتخلفة في صنعاء (عسكرية - دينية - قبلية) بقيادة عفاش اليمن ..الذي أعلن الحرب على الجنوب واحتلاله بالقوة عام 94م . ويستمر الثالوث الأسود في بسط نفوذه على الجنوب ، يخطط ويعمل ليل نهار بخبث ولؤم من أجل البقاء رابضاً على صدورنا دون مراعاة لأبسط القيم الاخلاقية والإنسانية .. يحفرون الأنفاق ويبنون المنشآت الوهمية في عدن لأهداف عسكرية وأمنية ، حتى المطاعم والفنادق والأكشاك العادية تحولت في هذه الحرب إلى غرف عمليات ومواقع عسكرية لقناصاتهم التي حصدت العشرات من شباب وأطفال ونساء عدن المسالمة . لقد حان الوقت أن نقطف ثمار التضحيات الجسيمة لشهداء الجنوب الابرار، وفاء وأجلال لهم ولدمائهم الزكية التي قدموها غرباناً وثمناً رخيصاً من أجل الحرية واستعادت الكرامة المسلوبة للإنسان الجنوبي منذ عام 94م، بسبب تسلط وهيمنة الطغاة والمتنفذين والتي واجهتها بالرفض كل شرائح المجتمع الجنوبي وفي مقدمتهم شهدائنا الابطال والمقاومة الجنوبية الباسلة التي تحقق اليوم انتصارات متواصلة ضد قوات صالح والحوثي من أجل تحقيق هدف سامي ونبيل هو (الاستقلال والتحرير) ولا مجال للمساومة أو التفريط به مهما كانت الصعوبات، والمبررات التي يصوغها البعض بهدف الالتفاف على المكاسب التي حققها الشعب الجنوبي العظيم على الارض .. (عندما تخشى الشعوب حكامها يولد الطغاة وعندما يخشى الحكام الشعوب تولد الحرية) توماس . لم يعد هناك مبرراً للتأخير في استعادة الدولة الجنوبية على كامل أراضيها وحدودها الدولية عام 90م بنظام فدرالي جديد، يشارك فيه كل أبناء الوطن دون استثناء على اساس الشراكة والتوزيع العادل للسلطة والثروة لكل مناطق الجنوب، من الكوادر المؤهلة والخبرات والكفاءات العلمية ممن تستطيع أن تقدم العطاء وتسهم في تقدم وازدهار الجنوب، عقولاً نيرة ومنفتحة على الآخر، لا مكان لأصحاب النفوس الضعيفة والمريضة والحاقدة ومن يفتشون بلؤم في الماضي .. نريد أن نفتح صفحة ناصعة البياض يرسم عليها الله الوطن الثورة والوفاء للشهداء، مع الاستفادة من كل أخطاء الماضي ليكون عبرة ودروس لبناء المستقبل المشرق للأجيال القادمة .. المطلوب اليوم وبأسرع وقت ممكن تشكيل مجلس إنقاذ وطني أو مجلس قيادة الثورة الجنوبية، بالتنسيق مع كل القوى السياسية في الساحة الجنوبية بما في ذلك المتواجدين في السلطة المؤمنين بعدالة القضية الجنوبية والاستقلال والتحرير، مع الأخذ بعين الاعتبار للمستجدات الجديدة في المنطقة والاسراع في تحريك الدبلوماسية الجنوبية والعمل السياسي والإعلامي المؤسسي المنظم بما يواكب المرحلة ومتطلباتها على الصعيد الداخلي والخارجي. إن المصلحة العلياء للشعب الجنوبي هي البوصلة الاساسية لأي خيار أو تحرك سياسي قادم ، واغتنام الفرصة السانحة ودفن الوحدة نهائياً .. ولكن لن يتحقق ذلك الا من خلال رؤية واضحة واستراتيجية وخارطة طريق ذكية تتعامل مع الوضع والمستجدات بواقعية وتوازن، دون التفريط بإرادات شعب الجنوب في الاستقلال التام .. كما أنه من الخطأ جدا أن يتم إقحام المقاومة الجنوبية للدخول في حرب المناطق الشمالية التي تستهدف إجهاض ما حققته المقاومة من نجاحات على الارض الجنوبية، لان ذلك يهدف إلى استنزاف الجنوبين وتشتيتهم ووضعهم في فخ جديد مع العربية اليمنية للعودة من جديد إلى باب اليمن .. كفى .. كفى لن يلدغ المرء من جحر مرتين . ومن المهم جدا في الوقت الحاضر القيام بإعادة بناء المؤسسات الجنوبية العسكرية والمدنية على الأرض، وبتعاون كل الجنوبين دون إقصاء أو تهميش لأي كان بما في ذلك القوى الدينية المعتدلة، والحفاظ على المعدات العسكرية والسلاح الثقيل والخفيف التي بحوزة المقاومة الجنوبية وقوى التحالف العربي وعدم التفريط بها، وتشكيل جيش وطني وقوة أمن جنوبي لمواجهة التحديات والحفاظ على أمن واستقرار البلد من العابثين فيه .