أعلنت وزارة الخارجية الروسية السبت أن الوزير سيرغي لافروف ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف سيلتقيان الاثنين لمناقشة جهود إحلال السلام في سوريا. وذكرت الوزارة في بيان أن الاجتماع سيعقد خلال زيارة عمل لظريف إلى موسكو. وتوثقت العلاقات بين روسياوإيران في السنوات الأخيرة مع اتخاذ البلدين مواقف مناهضة للسياسة الخارجية الاميركية ودعمهما لنظام الرئيس السوري بشار الأسد. ويرى مراقبون أن الملف السوري سيكون هو الأساس في محادثات لافروف وظريف نظرا لبداية التباعد في الموقفين الروسي والإيراني بشأن مصير الأسد في سوريا في ظل وجود تقارب روسي سعودي. واكد هؤلاء أن ذهاب ظريف للعاصمة الروسية يأتي خوفا من تخلي روسيا عن الأسد عقب تكثف المباحثات في الفترة الأخيرة بين موسكو والرياض. وقالوا ايضا ان اجتماع موسكو سيضع الخطوط العريضة لمصير الأسد خاصة مع تزايد الضغوط الاقليمية بضرورة إيجاد حل سياسي وتشكيل حكومة وحدة لا تشمل النظام السوري.وقال متابعون إن إيران تحاول إقناع روسيا بضرورة دعم الأسد وعدم التخلي عنه. وسيناقش الوزيران العلاقات الثنائية "آخذين في الاعتبار خطة العمل المشتركة للتحكم بالوضع المتعلق بالبرنامج النووي الإيراني". كما سيكون هناك تبادل لوجهات النظر بشأن المشاكل الأساسية على جدول الأعمال العالمي والإقليمي التي تشمل تخطي الأزمة في سوريا. وتلقت مبادرة موسكو بشأن اشراك النظام السوري في جهود مكافحة الارهاب رفضا من السعودية والمعارضة السورية. ويرى خبراء سياسيون أن اللقاءات والزيارات المتلاحقة إلى موسكو، تشير إلى وجود رغبة ملحة لدى روسيا بايجاد حل للأزمة السورية، قد يتضمن خروجا غير مباشر للأسد وإنما بعد فترة انتقالية وبضمانات تمنع محاكمته والمقربين منه. واكد هؤلاء أن روسيا يمكن وفي ظل الضغوط المفروضة عليها خاصة من السعودية أن تغير موقفها بشأن الاسد في حال تأكدت من استمرار مصالحها في سوريا. وقال رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية ان موسكو ليست متمسكة بالأسد بل بالدولة السورية. ويأتي الاجتماع وسط حملة دبلوماسية عامة تقودها روسيا في الشرق الأوسط سعيا لتقليص النفوذ الأميركي وتنصيب نفسها كصانع سلام أساسي فيها. والتقى لافروف الثلاثاء وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في موسكو كما سافر في وقت سابق إلى قطر حيث التقى بالجيبر ووزير الخارجية الأميركي جون كيري. وركزت الاجتماعات الأخيرة أيضا على جهود إقامة ائتلاف دولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية المتشدد التي تعثرت جراء الخلافات بشأن سوريا. وقام ظريف بجولة في لبنانوسوريا للبحث عن مخرج للرئيس السوري بدعوة دول الجوار الى العمل على "مكافحة الارهاب والتطرف".