عشية مؤتمر (جنيف 2) المقرر انعقاده رصدت (إيلاف) تصريحات من واشنطنوموسكو متناقضة حيناً ومتفقة حيناً آخر حول مشاركة المعارضة السورية وكذلك النتائج والأهداف المرجوة من المؤتمر. بينما دعا وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الخميس، الائتلاف السوري الى حسم مشاركته في (جنيف 2)، أكد وزير الخارجية الروسي أن مماطلة الائتلاف السوري في اتخاذ قراره بشأن المشاركة في مؤتمر جنيف 2 تُقلق روسيا كأحد منظمي هذا المؤتمر. وسيعقد المؤتمر الدولي الذي ستشرف عليه الأممالمتحدة بمشاركة من أكثر 30 دولة بما فيها الدول الخمس الكبرى ودول جوار سوريا، بمنتجع مونترو في سويسرا وليس في جنيف. وقال كيري إن "أي شخصية لا تستحوذ على التوافق الكامل لا يمكن أن تقود سوريا"، مشددا على أن "أي عملية سياسية في سوريا يجب أن تكون قائمة على جنيف1". وقال كيري، في ظهور مفاجئ خلال الموجز الصحفي اليومي بوزارة الخارجية، إن الإدارة تصر على أن الشخص الذي سيترأس الحكومة الانتقالية المقبلة يجب أن يكون مختاراً بطريقة توافقية بين المعارضة والنظام. ويعاني الائتلاف الوطني السوري، وهو مظلة المعارضة الرئيسية في المنفى، من الانقسامات الداخلية. ومن المقرر أن يحدد الائتلاف موقفه يوم الجمعة مما إذا كان سيرسل مندوبين الى مؤتمر السلام. وقالت هيئة التنسيق الوطنية، وهي جماعة المعارضة السورية في الداخل التي تنتمي لتيار الوسط وترفض المعارضة المسلحة للرئيس بشار الأسد- إنها لن تشارك في المحادثات. تحريف المفاهيم وفي ظهور تم الترتيب له على عجل انتقد كيري أيضا ما سماه تحريف المفاهيم في الآونة الأخيرة" فيما يتصل بالسبب الذي سيعقد من أجله مؤتمر السلام بعد ثلاثة أعوام من الحرب الأهلية في سوريا. وقال كيري إن المحادثات التي يطلق عليها "مؤتمر جنيف-2" هدفها تنفيذ طة طرحت عام 2012 وتدعو إلى تسوية سياسية يتفق فيها الجانبان معا على حكومة انتقالية. وقال كيري "لكل من يريد إعادة كتابة هذا التاريخ وتعكير المياه دعوني أؤكد مرة أخرى على الهدف من جنيف-2". وأضاف قوله "الهدف هو إرساء عملية ضرورية لتشكيل هيئة انتقالية حاكمة تتمتع بكامل السلطات التي يتم وضعها من خلال الرضا المتبادل". الرضا المتبادل وتقول الولاياتالمتحدة ان "الرضا المتبادل" يعني أنه لا ينبغي أن يشارك الرئيس بشار الأسد في أي حكومة انتقالية لأن مشاركته ستكون مرفوضة من المعارضة. وقال مسؤولون أميركيون إن كيري يعقب بذلك على رسالة من الحكومة السورية تؤكد حضورها مؤتمر السلام لكنها تقول إن الحكومة ستركز على محاربة وأضاف كيري قائلاً: "الشعب السوري هو فقط من يحدد مستقبل بلاد.. أي أسماء تطرح لقيادة الفترة الإنتقالية، يجب، وبحسب جنيف 1، يجب أن يتفق عليها الطرفان، المعارضة والنظام... وهذا هو التعريف الدقيق ل"التوافق المتبادل". وكانت مصادر في الائتلاف الوطني السوري، ودبلوماسيون من قوى أجنبية مؤيدة للمعارضة، قالت إنه لايزال من غير الواضح إن كان بالإمكان تجاوز الانقسامات الموجود بين فصائل المعارضة التي يتلقى بعضها دعما من قطر، وبعضها الآخر دعما من السعودية، بحلول الجمعة. رضى السعودية ومن المقرر أن يصوت الائتلاف، المكون من 120 عضوا، على المشاركة، غير أن بعض المراقبين يتوقع ألا تغامر قطر بإثارة غضب السعودية وتركيا والدول الغربية، بدفع حلفائها في الائتلاف السوري نحو مقاطعة المحادثات التي تؤيدها القوى الأخرى. وأكد كيري بأن "أي شخصية لا تستحوذ على التوافق الكامل لا يمكن أن تقود سوريا"، مشددا بأن "جنيف 2" سيكون تطبيقاً ل"جنيف "1"، وأن مشاركة طافة الأطراف في المؤتمر يعني قبولها بأهدافه. ويشار إلى أن "جنيف 1" دعا إلى تشكيل حكومة انتقالية تضم عناصر من المعارضة والحكومة، متوافق عليهم، تعمل على وضع دستور جديد، وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية جديدة. وشدد كيري على أن "جنيف 2" هو المسار الوحيد لوضع حد للحرب الأهلية السورية، التي أفرزت واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية وهيأت الظروف المناسبة للتطرف، على حد قوله. تصريحات لافروف وفي موسكو، أكد وزير الخارجية الروسي، الجمعة، أن مماطلة الائتلاف السوري في اتخاذ قراره بشأن المشاركة في مؤتمر جنيف 2 تُقلق روسيا كأحد منظمي هذا المؤتمر. أعرب وزير الخارجية الروسي عن قلقه إزاء عدم حسم الائتلاف السوري المعارض مشاركته في مؤتمر جنيف 2 حتى الآن. وقال لافروف في تصريح للصحافيين عقب ختام لقائه بنظيره السوري وليد المعلم في موسكو الجمعة إن مماطلة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في حسم مشاركته في مؤتمر جنيف 2 المقرر عقده في سويسرا في ال22 من كانون الثاني (يناير) تُقلق روسيا كأحد منظمي هذا المؤتمر الذي يجب أن يدشن محادثات السلام بين الحكومة السورية وجماعات المعارضة. قلق من المعارضة وأشار لافروف إلى أن ما يثير "قلقنا أنه بينما كانت الحكومة السورية أعلنت موافقتها على المشاركة في المؤتمر وشكلت وفدها، لم تُقدم المعارضة، وعلى الأخص الائتلاف الوطني، على خطوات مماثلة بعد". وعن الوضع الإنساني المتفاقم في سوريا ذكر لافروف أن الوزير المعلم أكد استعداد الحكومة السورية للقيام بخطوات لتخفيف معاناة سكان سوريا من خلال إيصال المساعدات الإنسانية إلى مناطق البلاد، وبالأخص ريف دمشق وحلب. ومن جهته، قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم إنه سلم روسيا خطة لوقف اطلاق النار في حلب كبرى المدن السورية وان حكومته مستعدة لتبادل محتمل للسجناء مع قوات المعارضة. وأعلن وزير الخارجية السوري أن دمشق تنسق مع روسيا بشكل يومي بشأن تدمير ونقل السلاح الكيماوي. أمن وإرهاب وعن الوضع الميداني قال المعلم: " اليوم قدمت مشروع لترتيبات أمنية في مدينة حلب إذا نجحت جهوده والتزم الجميع بهذه لترتيبات فنعتمد عندها نموذج حلب وننطلق إلى المناطق الأخرى". وأعرب المعلم عن تقدير بلاده لجهود العراق في مكافحة الإرهاب متسائلا "كيف تدعم الولاياتالمتحدة ذات الإرهابيين عندما يقاتلون في سوريا". وأعلن المعلم:"نحن مصممون ولدينا التوجيه من الرئيس التنسيق مع روسيا في موضوع التخلص من الأسلحة الكيماوية في ما يتعلق بخطواتنا لانهاء القتال أنا قلت أن الهم الاكبر والأهمية التي يوليها الشعب السوري هي مكافحة الإرهاب". بداية وليس نهاية وكان وزير الخارجية الروسي، اعتبر أن التاريخ المحدد لانعقاد مؤتمر جنيف 2 لحل الصراع في سوريا وهو 22 كانون الثاني (يناير)، ليس سوى بداية للمؤتمر، وليس نهايته. وجاء تصريح لافروف خلال مؤتمر صحفي عقده الخميس مع نظيره الإيراني جواد ظريف في موسكو. وأضاف لافروف "أن جميع من يهتمون بمصير الشعب السوري، ممن سيشاركون في المؤتمر سوف يعبرون عن وجهات نظرهم. وعقب ذلك سيناقش المؤتمر تطبيق إعلان جنيف 1 للتوصل إلى اتفاق مشترك". دعوة السعودية وإيران وحث لافروف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على دعوة إيران والسعودية لحضور المؤتمر، قائلا إن مشاركة القوتين الإقليميتين ستساعد على إيجاد حل سياسي للصراع السوري المستمر منذ قرابة ثلاث سنوات. من جانبه، عبر وزير الخارجية الايراني جواد ظريف الخميس عن رغبة بلاده المشاركة في المؤتمر الدولي للسلام في سوريا، لكنها لن تحضر إذا وضعت شروط لمشاركتها. وتقول الولاياتالمتحدة إن مبعوثي إيران يمكنهم حضور المؤتمر إذا كانوا مستعدين لقبول اتفاق أبرم في مؤتمر سلام عقد في جنيف في يونيو حزيران 2012 ويدعو لتشكيل حكومة انتقالية في دمشق "بالاتفاق المتبادل". وترى واشنطن أن هذه الصياغة تعني رحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة، لكن روسياوإيران ترفضان هذا التفسير. وفي دمشق، استبعد وزير المصالحة الوطنية علي حيدر ان يسفر مؤتمر جنيف 2 عن أي اختراق جدي. وقال "لا تتوقعوا الكثير من جنيف 2، فلا جنيف 2 ولا جنيف 3 ولاحتى جنيف 10 سيكون بامكانها حل الأزمة السورية".، واضاف "الحل بدأ، وسيتواصل الى ان يكلل بنصر عسكري للدولة". ايلاف