أثبتت العديد من الدراسات النفسية أن الطفل العنيد ذكي بالقدر الكافي الذي يؤهله لتوجيه عناده في الوقت الذي يراه مناسبا من وجهة نظره، وأن كثيرا من الأسر تجهل الطريقة المثلى للتعامل مع هذا العناد، وربما قد تميل لاستخدام العنف الذي لا يحل المشكلة بل يزيد من تعقيدها. ونصحت الوالدين بتجنب وصف الطفل بالعنيد أمام الآخرين كي لا يزيد ذلك من شعوره بالتفاخر بعناده والرغبة في التمسك بهذا السلوك الذي يستطيع أن ينال به كل ما يريد ويطمح فيه، كذلك لابد من استخدام أسلوب الثواب وتعزيز هذه الثقافة التي تفيد كثيرا في إقناع الطفل بالتخلي عن عناده. وفي هذا الصدد، تؤكد أستاذة علم النفس ومديرة مركز دراسات الطفولة جامعة عين شمس ليلي كرم الدين، أن العناد أحيانا يكون مرحلة نفسية طبيعية يمر بها الطفل، وقد تظهر من عمر العامين حتى ست سنوات ثم تعاود الظهور مرة أخرى في فترة المراهقة، وبشكل عام هذا العناد ما هو إلا أسلوب يجد فيه الطفل طريقة التعبير الوحيدة عن ذاته وشخصيته لكي يوصل رسائل إلى الأب والأم أنه كبر ومن حقه أن يكون له كيانه المستقل، فتجده يرفض أن تفرض عليه أمه ملابس معينة، أو أكلا معينا.. وتضيف كرم الدين أن علاج هذا العناد والسيطرة عليه لا يكونان أبدا بالضرب واستخدام العنف، اللذين سيزيدان من المشكلة، ولكن لابد من توفير بيئة من الحب والاهتمام من قبل الوالدين، وأن يشعر الطفل دائما بالارتباط النفسي بينه وبين والديه وحبهما له، من ناحية أخرى على الأسرة أن تعزز أسلوب الثواب والمكافأة، كلما استجاب الطفل لنصيحة ما أو ابتعد عن عناده، وتدريجيا سيدفعه هذا الثواب إلى الاستجابة لرغبات والديه وعدم التشبث برأيه. من ناحية أخرى تؤكد الدكتورة في علم الاجتماع بجامعة عين شمس، سامية الجندي، أن العناد قد يتولد نتيجة الإفراط في تعبير الوالدين عن مشاعر الحب له أو نتيجة الدلال الزائد، وهنا لابد من وقفة من الوالدين في ما يخص أسلوب تربيته، فالوسطية في كل شيء مطلوبة، كذلك لابد من استخدام أسلوب النقاش والإقناع معه ومحاولة إثنائه عن عناده بالمعاملة اللطيفة دون تخويف أو ترهيب، ومن الممكن استخدام أسلوب النصيحة في الحوار.