نقلت حكومة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي شروطها على المتمردين لوقف الحرب عبر المبعوث الخاص للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد، بينما تتجه الأوضاع الميدانية إلى مزيد من التصعيد العسكري الواسع مع رفض جماعة الحوثي والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح الانصياع لقرار مجلس الأمن الدولي 2216، في وقت حذر فيه وزير يمني الحوثيين من إثارة النزعة المذهبية والمناطقية بهدف تدمير ما تبقى من النسيج الاجتماعي. وبالتوازي مع مواصلة طيران التحالف ضرب حركة المتمردين على جبهات عدة أهمها تعز وذمار وإب، شهدت مأرب تطوراً عسكرياً كبيراً أمس بوصول قوة يمنية ضاربة من السعودية عبر معبر «الوديعة» شرقي البلاد. وتتألف القوة من أكثر من 100 آلية عسكرية بين مدرعات ودبابات وناقلات جند وآليات ثقيلة، ووصلت إلى منطقة «صافر» على بعد نحو 70 كيلومتراً من مركز المحافظة، ومن المقرر أن تنضم لدعم «المقاومة» وقوات الجيش الموالية للحكومة في المحافظة، بغطاء جوي من التحالف. وفيما تضاربت الأنباء بشأن معركة وإنزال مظلي نفذه التحالف العربي على مخبأ لعبدالملك الحوثي في محافظة صعدة، واصلت قوات الجيش اليمني الموالي للشرعية والمقاومة الشعبية، هجماتها على معاقل ميليشيا الحوثي وصالح في محافظة تعز، بالتوازي مع استهدف طيران التحالف العربي مواقعهم في مدينة المخا ومضيق باب المندب. وذكرت مصادر محلية يمنية أن اشتباكات عنيفة تركزت بمنطقة الجحملية والمنطقة المحيطة بالقصر الجمهوري ومعسكر قوات الأمن الخاصة، مؤكدة احتدام المواجهات بين الميليشيا المتمردة والجيش الوطني مدعوماً بمقاتلي المقاومة الشعبية في المناطق المحيطة بمدينة تعز. ولفتت إلى أن المواجهات اشتدت منذ فجر أمس في أماكن متفرقة من المدينة وأسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من مسلحي الحوثي وقوات صالح. في غضون ذلك، استمعت اللجنة الأمنية العليا في المحافظاتاليمنية الجنوبية، وهي عدن ولحج وأبين والضالع، إلى إحاطة من مدير عام شرطة عدن العميد ركن محمد الأمير حول الحادث الإرهابي الذي استهدف أمس مبنى الأمن السياسي في منطقة التواهي. وكشف الأمير أن مجموعة مسلحة فجرت المبنى لتكدير الأمن العام في المحافظة، وأكد أن التحقيقات حول الحادثة جارية لإلقاء القبض على منفذيها، وأشارت مصادر متطابقة الى أن عناصر من «أنصار الشريعة» الإرهابية قامت بالتفجير، بينما حذرت الحكومة اليمنية من المخاطر الكارثية لتأجيج النزعة المناطقية التي تقوم بها ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح في عدد من المحافظات. وحملت وزارة حقوق الإنسان في بيان بثته أمس وكالة الأنباء اليمنية الميليشيا الانقلابية المسؤولية التاريخية لما ستتسبب فيه التعبئة والتحشيد المناطقي والمذهبي في تمزيق ما تبقى من لحمة النسيج الاجتماعي في اليمن والذي تعايش فيه الجميع بمختلف انتماءاتهم ومذاهبهم الدينية على مر التاريخ.
ونقلت الحكومة اليمنية مطالبها للحوثيين وحلفائهم، عبر المبعوث الخاص للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد، والتي تتمثل بسحب قواتهم العسكرية من العاصمة صنعاء وتسليم أسلحتهم، وكذلك الإعلان عن وقف شامل لإطلاق النار لمدة 15 يوماً على الأقل. ووصل ولد الشيخ إلى العاصمة العمانية مسقط، حيث قدم لوفد من الحوثيين وممثلين عن القوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح وثيقة خاصة بتلك المطالب.