تذكرون منذ استلم السلطة ابناء الشمال في الجنوب كيف مزقوا كيان أبناء الجنوب عند أن قاموا من أول يوم من استلامهم بتصفية مرجعيات الجنوب وقياداته المخلصة من المشايخ والسلاطين والأمراء والقادة العسكريين من أبناء جبهة التحرير والقصة تطول ولكن خلاصة الأمر بين كل معركة ومعركة كان يذهب كثير من الشهداء والجرحى فكان الشهداء لا يُهتم بأسرهم كيس بر كيس شعير طنبيل زيت شهادة شكر وتقدير وبعدها يتم نسيان أسرته بصورة مُتعمدة وأما الجرحى فكان الكثير يتخلصون منه سريعا ثم جاءت الوحدة وشارك الكثير من أبناء الجنوب في حرب 94 م واستمرت الأمور بهذه الطريقة ومعركة 2015 م كل من الجرحى والذين يحتاجون لعلاج فوري وسفر للخارج يتم التنكيد وإذا تم الموافقة على سفرهم يكون عليهم المسئول من أبناء الشمال والغريبة لا يدرون الجرحى إلا وهو فوق رؤوسهم بن عمي التعزي ومن غير سابق إنذار يبدأ من أول دخول المطار فيحصل التأخير واللا مبالاة في عدم توفير ضرورات الحياة مع المريض والرمي على أرضية المطار ينتظرون اليوم واليومين في المطار ثم ما إن يصلوا إلى الأردن وهم بغير ثبوتات يحصل التنكيد في الإجراءات القانونية الغرامات وعدم دفع الغرامات والمماحكات ثم تطويل أمد المصاب والجريح حتى ينزف وينهك وبعدها يموت بالموت البطيء وبعد أن يصل المستشفى وقد جاءته آلآم ومضاعفات الجروح أضعاف أضعاف ما كان يعاني وكأنه مكتوب علينا أن ننسى أسر شهداءنا ثم معتقلينا ثم جرحانا خطوة بخطوة ولا ندري من المسئول عن هذا كله منذ خمسين عاما وأبناء الشمال العدو المنضوين تحت أحزابه هم بقدرة قادر اللجان التي تشرف على الجرحى بن عمي صاحب تعز والسمسرة مستمرة العدو بجيشه ومخابراته وكل مؤسساته، كان ولا يزال يتطلع إلى قتل الروح الوطنية الجنوبية فينا، وإحباط ومحاربة أي نوازع للمقاومة، وإضعاف قدراتها على الصمود والثبات، وهز ثقت المقاوم بعد جرحه ، ونزعه من وسطه وإبعاده عن محيطه، وإشغاله بنفسه وأسرته، وبحياته ولقمة عيشه، وإغراقه بهمومه ومشاكله، وحاجاته ومصالحه، وتوريطه في أزماتٍ وإغرائه في صفقات، لئلا يكون له دور في المعركة، ولا مساهمة في المقاومة. إذ كيف المقاوم يرى أسرة زميله الشهيد أو المعتقل وأسرته أو الجريح وكيف يُهمل وكيف يُعامل ويُمتهن حتى يتم قتله بالقتل البطيء ؟! فإنه لا محالة سيترك المقاومة بعد أن يرى لجنة الجرحى والقائمة عليهم من العدو نفسه ! وكيف تم توظيفه ! وكيف .. وكيف ؟! العدو دائماً يزيح المقاومة وحماس المقاوم من طريقه، ويبعده عن مشاريعه ومخططاته، ويقصيه من الجبهة والميدان. إنهم يخافون المقاوم الجريح وثباته وصموده، ومن جلده وصبره، ومن مقاومته وتضحيته، ومن ولائه وصدقه، بل إنهم يخشون الطفل والشيخ والمرأة من أبناء الجنوب، فيسعون بكل السبل التي من شأنها التخلص منه، ومنعه من المشاركة في المقاومة، أو تعريض أمن كيانه ومستوطنيه للخطر، لأنه يعلم أن هذا المقاوم موجعٌ في قتاله، وماضٍ في مقاومته، وشرسٌ في مواجهته، فلا ترده خطوب، ولا تمنعه صعابٌ، لذا فهو يلجأ دائماً إلى وسائل قديمةٍ معروفة، قد اعتاد عليها المستعمرون القدامى، وحدثها وطورها المستعمرون الجدد وهي في قتل الجريح في تولية أمره باسم الشرعية ليكون عبرة لزملائه المقاومين وبث في شباب المقاومة روح اليأس في عدم المشاركة إذ كيف يقاتل المقاوم وهو ينظر بأم عينيه كيف يُعامل زميله الجريح وكيف يتم إهماله والعبث به .. أسر الشهداء هم أمانة في أعناقنا والمعتقلين وأسرهم أشد أمانة في أعناقنا والجرحى وأسرهم أشد وأشد وأشد أمانة في أعناقنا عندما تتخلى حكومة الشرعية عنهم وترسل معهم عدوهم الحقيقي ليكون مشرف عليهم. وراعي الشاة يحمي الذئب عنها *فكيف إذا الرعاة لها ذئاب ؟! فحسبنا الله ونعم الوكيل..