عندما كنا تلاميذ في سبعينيات القرن الماضي في مدارس عدن ، لا تبالي او يجول على خاطرك من اي محافظة او قبيلة ينتمي زميلك الجالس بجوارك في الفصل ولا أهمية تذكر لذلك ، الا انك تعرف انه يسكن في احد أحيا هذه المدينة التي تدرس فيها وهذه ثقافة تربت عليها الأجيال جيلا بعد جيل ،. وكان الفصل يحتوي على ابن التاجر وابن المهندس وابن الطبيب وابن الرئيس وابن الوزير ابن القائد العسكري وابن الجندي وابن العامل وابن الصياد وابن عامل البلدية ، ولا تمييز يذكر حتى في الملابس ، يلبس الجميع قميص ابيض وبنطلون كاكي ، وحذاء شراع ابيض ، وهذا من إيجابيات الماضي قبل الوحدة ، الى ان ورطنا في وحدة بلا تفكير ولا تحمل مشروع ، لذلك كرست دور القبيلة وقوى النفوذ بقوة وجعلت الشعب درجات أولى وثانية وثالثة وعاشرة على مستوى الجنوب فقط ، واصبح شعب الجنوب يعاني من التهميش والإقصاء والظلم بكل درجاته من قبل نظام الجمهورية العربية اليمنية القبلي الذي قضاء مع سبق الإصرار على مؤسسات الدولة وألقى الأنظمة والقوانين المعمول بها في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية عرض الحائط وتعامل مع الجنوب بنظام الجمهورية العربية اليمنية القبلي المتخلف وكرس سياسة النهب والفيد على جنوبنا الحبيب أرضا وإنسانا وفقد شعب الجنوب الكثير من المميزات التي كان يتحصل عليها المواطن الجنوبي في دولته المستقلة قبل وحدة الفيد والنهب وعدم الاستقرار وانعدم الأمن وضاع التعليم المجاني والضمان الصحي والسكن الذي كان اهم ما يتميز به شعب الجنوب ، حتى اصبح شعبنا الجنوبي يعاني من أوضاع مأساوية لا تطاق.
وهذا ما وحد الجنوبيين لمناهضة قوى النفوذ القبلي المتخلف واعلنوا مبدأ التصالح والتسامح والتضامن الجنوبي قاعدة لانطلاقة الثورة الشعبية الجنوبية ( الحراك الجنوبي ) في 13 يناير 2007م وقدمت قوافل من الشهداء في مواجهة صلف نظام صنعاء وأجهزته القمعية ، وكانت تضحيات الشهداء الأوائل في مسيرة نضال شعب الجنوب مفتاح النصر الذي تحقق على ايدي المقاومة الشعبية الجنوبية ، ولكي نحافظ على هذا النصر يجب الابتعاد عن استحضار القبيلة ومحاربة المناطقيه ضمانا لتحقيق الاهداف المرجوة التي ضحى شبابنا بدمائهم الطاهرة بعد هذا النصر العظيم ونحذو جميعا حذو شباب المقاومة الشعبية الجنوبية الذي التمسته من والد احد شهداء المقاومة.
فقد التقيت والد احد شهداء المقاومة الجنوبية في عدن ، حيث قال : تعرف ان المناطقية والقبيلة كان لا وجود لها بين صفوف شباب المقاومة الجنوبية ، قلت له كيف ؟ قال : ولدي كان يتصل به زملاءه في المقاومة عندما يزورنا ليطمئن علينا ، وأثناء وجوده عندنا تشتد المواجهات في جبهة من الجبهات ، فيتصل به زميل يخبره ان الجبهة الفلانية او الموقع الفلاني يحتاج الى تعزيز من المقاتلين ، وبدون تردد يرد ولدي على المتصل ، أبشر نحن لها ويحمل بندقيته وحقيبته وقبل ان يودعنا أساله من الذي اتصل بك مخاوف اب ، يقول : فلان ، اقول فلان من ياولدي من اي جهة ومن اي محافظة لكن هدا الهاجس لا وجود له في عقل ابني ويرد هذا احد رفاقي في الجبهة من حي السلام او من حي السعادة او من حي الرشيد او من اي حي من أحيا المدينة التي يدافعوا عنها ولا يعرف الا انه من زملاءه الجنوبيين فقط ، وهذا الحاصل في كل الجبهات كل ما يعرفوه عن بعضهم أنهم جميعا من أبناء الجنوب يقاتلون عدوا وغازي وحد ولهم جميعا هدف واحد تطهير الارض من الغزاة المجرمين ولا اهمية من اي محافظة او جهة او قبيلة هذا المقاوم سو انه جنوبي ينشد الحرية والكرامة للشعب الجنوب .. وهكذا انتصرت المقاومة الجنوبية ..