هذه دعوة أتقدم بها إلى اخواني ابناء الجنوب ؛ أتقدم بها وكلي أمل في ان يعوها ويتمعنوا فيها وأن يعيروها كل انتباههم. دعوة أخ يحب لإخوانه مثلما يحب لنفسه ، ويتألم لآلامهم ويتطلع إلى آمالهم . دعوة اخوية استلزم الوقت طرحها وآن تفعيلها أنها دعوة التآخي والتآلف والمحبة والتكاتف وسد الذرائع التي من شأنها تمزيق النسيج الاجتماعي الجنوبي . تلك الذرائع التي قد يستغلها الأعداء في تصديع الصف الجنوبي وتعميق الشروخ التي تصنعها الخلافات البسيطة . ومن أخطر ما تمر به البلد فتنة التحزب والتعصب الفئوي فهو الداء العضال الذي ينخر في جسد الأخوة . فترى البعض يرفضون الشخص لأنه ينتمي إلى الفئة الفلانية ،و ينحاز إلى الحزب الفلاني مع ان الكل جنوبيون ! اخواني يجب أن نقبل بعضنا بعضا ونتعاون في بناء بلدنا ونحافظ على أمنه واستقراره بتجاوز الخلافات والأهواء التي يكون مصدرها المصالح الضيقة والحسابات الخاطئة. فاليافعي والضالعي والفضيلي والحميري والكازمي والعدني والحضرمي والمهري وكل اطياف الشعب الجنوبي اخوة وجسد واحد .
تلك الذرائع هي التي صنعها المحتل قبل خمسين عاما والمتمثلة في الخلافات المناطقية والثارات القبلية وجعلت من المحتل حاكما آمنا، ومن الشعب نسيجا ممزقا ،اليوم ولله الحمد تحرر ابناء الجنوب من ربقة الاحتلال وهيمنته و هي المرة الاولى التي ينال فيها شعب الجنوب استقلاله ويستعيد دولته ويعيد لحمته ،ومع ان هناك بعض أبواق الاحتلال مازالوا يحاولون زرع النعرات المناطقية والقبلية إلا أن مؤامراتهم اوهن من بيت العنكبوت . نعم هناك جهل في أوساط المجتمع بأمور كثيرة وخطيرة وقد يستغل العدو تلك الفئات من المجتمع الجنوبي لتسريب سمومه التي من ضمنها الاشارة إلى أهل الدين وأمثالهم من الجنوبيين واستثارة غضبهم ومعاداة برامجهم التربوية في المساجد والمعاهد الدينية وهذه من اخطر الافكار التي يمرر عبرها العدو برامجه الهدامة.