مع استئناف عودة الصحف الورقية بعد توقف قسري, ومع أنني لا أصدق ما أرى وكأنني في حلم مازال مستمرا حين ضاقت علينا الدنيا بما رحبت بعد أن عشنا حصارا فقدنا فيه كل الخدمات الأساسية المتمثلة في الماء والكهرباء والمواصلات ونزوح وعودة لمرات عدة لوقوع منزلي في أحضان المحتل.. لن أطيل في شكوى حالي وبعد سلامة رأسي سأتطرق إلى يومين عظيمين من كل عام دارت عجلة رحاهن في الاشهر الدامية التي مرت علينا وأدت إلى شلل رياضي وإعلامي في ست البنات عدن حاضنة الجنوب.. أولاهما: تاريخ 23/7/1997م ذكرى تصدح كل يوم من هذا العام فجع الوسط الرياضي بفقدان الكابتن عارف عبدربه في حادث مروري مع أعضاء نادي الشعلة في مراس الضالع بعد عودتهم من صنعاء في المباراة التي جمعتهما مع نادي الوحدة وهو عملاق رياضي حامي عرين منتخب دولة لمسحاتها وتعداد سكانها أسم يشعل بين نفوسنا وكأنه لم يذق رائحة الموت مهما قلنا في مديح الكلام فأننا لن نوفيه حقه.. للذكرى فأن البدر يفتقد في الليلة الظلماء وأن مرمانا سبيل لاستقبال أهداف من أقدام مهاجمين أراهن عدم اجتيازهم لشبكة المرحوم عارف عبدربه البطل الشعلاوي الذي أشعل قلوبنا تفاعلا وأيادينا تصفيقا.. ثانيها: الذي نتقارب عمرا في السنين عرفته وأحببته سيدا للخلق حبوب هادئ متواضع كان وساما لنا جميعا ونادي حسان خاصة.. كان المرحوم الكابتن وسام السيد جوهرة نادرة في رياضة أبين لديه صدر رحب في تقبل النقد حتى من صغار السن عكس الآخرين.. المرحوم وسام بحاجه إلى كتاب يترجم فيه عمر كابتن يعجز اللسان وحبر القلم عن وصف أسم سيظل محفورا في دلتا وشعاب وجبال ابين وخنفر.. وقبل الختام لابد أن نوجه رسالة شكر أولا للوسط الرياضي المواظب على إقامة دوري كروي كل عام باسم الفقيد عارف عبدربه دون كلل أو ملل رغم شحة الإمكانيات, بل يسام البعض من حسابه الخاص لإنجاح هذا الدوري.. والرسالة الأخرى إلى أغلى من عرفناه محافظا لأبين الاستاذ/ أحمد بن أحمد الميسري الهامة الوطنية وتاج محافظة أبين الذي أثلج صدور الرياضيين إعجابا بشخصه الكريم بعد أن أوفى بوعده في حياة الكابتن وسام السيد لمنحه وظيفة في قطاع التربية والتعليم مع زملائه لأعبي نادي حسان للعام2009م وهو المحافظ الوحيد الذي كان يعول عليه في الجانب الرياضي.. أخيرا سيظل 23/7 من كل عام و27 رمضان ذكرى خالدة في مخ كل رياضي يمني عاصر هذين النجمين رسوخ الجبال تتناقلهم الأجيال الرياضية بذكرى طيبة تعطر لسان السامع والمتكلم في زمن نفتقد فيه أمثال هذين البطلين الرياضيين العظيمين..