أن الفساد في اليمن وبالذات عدن اصبح فلكلور يتغنى بها المسؤولين ليس اللحظة الأنية بل متجذر في البنية السياسية منذ تشكيل بنيتها الحديثة التي تأسست على الخلفية السائدة وهذا يكشف عن احدى الأسباب المهمة في تبلور تلك الظاهرة الخطيرة التي تقف عقبة في طريق تقدم عملية التنمية بأصعدتها المختلفة مبددة الطاقات المالية والبشرية ومكرسة لحالة التخلف في عدن . لقد شجع النظام الإقطاعي كنظام اجتماعي كان في طريقة الى الأضمحلال ثم الزوال بشكل نهائي نتيجة تطور العلاقات الاجتماعية كانعكاس للواقع المادي الجديد آنذاك( خروج الشيوعية) أدت تلك السياسة الى نزوح الفئات الراس ماليه هربا من الاستغلال لينشأوا مناطق . اتضحت انها بائسه لأعلى درجه كما أن ميثاق الوفاق نص على المساواة بين الرموز ثم المواطنين لم يجد له مكان في أرض الواقع التنموي الاقتصادي بعد الاجتماعي السياسي بسبب اعدام وفاق العهد الديمقراطية المبنية على اشراك الجميع من جهة وفصل السلطات من جهة أخرى . لقد تفاقمت تلك الظاهرة بشكل نوعي أبان الحقبة الوحدوية وكانت لعائدات النفط المرتفعة تأثيرا مباشرا في فتح منافذ متعددة استطاعت بؤر الفساد في الدولة النفاذ عبرها من اجل اشباع نهما متعاظما باستمرار على حساب معاناة فاقت كل الحدود للشعب المسكين . أن الاستغراق في تفصيل مفردات الفساد لتلك الحقبة يأتي بنتائج عكسية لأنه يضع في النهاية حدودا لها في حين أنها غير متناهية في وجدان الشماليين. أنها ترتقي في إشكاليتها لمستوى مقولة المناطقة في صعوبة توضيح الواضحات والبرهنة على البديهيات . سقط نظام شمولي تحت وطأة مظالمة الغير المتناهية ، واستبشرنا خيرا بعهد جديد يتحقق فيه حلم اليمنيين الذي راودهم كثيرا في التأسيس لوحده تكون مصلحة الشعب عقلها وضميرها وموجهة حركة مسؤوليها من أجل الأبحار بسفينة الوطن الى شواطئ الحرية والرفاه ، لكن اللامبالاة والأنانية والمحسوبية والمنسوبية والرشوة انتقلت عبر الكادر الإداري المؤتمري الى كل مفاصل الدولة الجديدة ، وأصبح الفساد عنوانها الأبرز ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم تكونت فئات لا ترتقي لمستوى الطبقة الاجتماعية خلال هذه الفترة وافرازاتها متحصنة بأسلحة متنوعة سياسية ، مالية ، وإعلامية لتسيطر على الأراضي والممتلكات العامة وكأنها أصبحت مشاعية خاصة بهم . كذلك شراء المناصب للاستيلاء على املاك الناس وجعل منصبه حصن منيعا إنها ثقافة الفرهود المتجذرة في المجتمعات ، أعيد صياغتها لتتفق بالمعطيات المشوهة لهذا الزمان . لذا فان الكل موقت والمناصب في طريقها الى آخرين فلنجتث حصتنا بأنفسنا من ثروات نفطنا لعشرات قادمة من السنين ، هذا هو لسان حال القدوة مفسدي اليوم الذي يحيط سوء عمله بأغلفة تحقق لذاته الملوثة استقرار زائفا لقد اضحت عدن مسرحا للعمليات وكأنها احتلت بالأمس بإتمام توزيع الغنائم المناطقية على رؤوس فاتحيها دون توقف واصبحت المسميات ركيزة اساسيه لتوزيع الغنائم من هم؟؟ انهم القواد قائد المحور الشمالي وقائد المحور الغربي والشرقي والجنوبي هم هؤلاء الذين كان لهم النصيب الاكبر في الكعكة هؤلاء هم المافيا او ماسونية الجنوب هم الذين اعطي الضوء الاخضر في نهب واستقطاع جهاز ادارة الاملاك في عدن هم الذين يسحبون ملفات القضايا في المحاكم حين تتم وصول القضية لمرادها الشرعي بعد السنين العجاف ويصبح القاضي قبل ان يركع لهم يكون منحها للقائد او جمدها يا يقاف التنفيذ الى اجل غير معلوم إن الضغط يولد الانفجار قانون الفيزياء يؤكد هذا ولذا اصبح الفيزياء هو المرجع السياسي لنا ولهم وهو الحكم في السابق كنا نتحاور ونتهاجس لئن نخرج او ننسلخ من هذه الغوغائية او ننفصل من غجارة البشر هذا لان جنسنا الوجداني نقيضا عنهم واليوم لا نريد الانفصال عنهم بل نريد الاستقلال او بمعنى التحرر من الاستعمار استعمار مصطلح جديد للفساد والوحدة ليست امرا مقدسا تفرض علينا بقدسيته الانفصال مبدأ من مبادئ الشريعة الإسلامية امساك بمعروف او تسريح بإحسان .