لا يمكن لنا في الجنوب أن نشق طريقنا نحو تحقيق أهداف الثورة السلمية والمقاومة الجنوبية إلا إذا كنا مبصرين وواعين ومتشبعين مثل الشعوب الأخرى التي تطالب بحريتها بثقافة المقاومة ونعرف مانريد حقا بعيدا عن الانسياق وراء العاطفة. يجب علينا أن نصل إلى تلك الغايات بنشر الوعي أولا بين المواطنين ككل بأهداف المقاومة الآن والثورة الجنوبية واستراتيجياتها ونوضح للعالم أننا فعلا أصحاب حق دولة كان لها سيادة ولا نمشي حسب رغباتنا العاطفية التي تسقطنا في أول اختبار، كل ذلك من أجل أن نضمن استصطاف داخلي وعربي وعالمي مع قضيتنا ولتلتحم كل تلك القوى الداخلية مع الخارجية لنشكل درع حماية للمكتسبات التي انتزعتها المقاومة الجنوبية في الوقت الحاضر. وحتى لا يكون التأييد الداخلي بمحافظات الجنوب تأييدا عاطفيا تضعف جذوته كلما ضعفت وتشتت المقاومة بفعل عوامل مثل المؤمرات وضعف الموارد يجب علينا أيضا أن ننشر ثقافة المقاومة بين الجميع من داخل المجتمعات والأسر حتى تصبح هناك قناعة ذاتية لدى الجميع ويكون الإنتماء وجدانيا وسلوكيا للمقاومة ولا شيء غيرها. ولكي تكون القناعة كذلك يجب علينا أن نبدأ من داخل الأسرة من خلال أحاديث الآباء والأجداد عن الماضي الجميل والدفع بالكل نحو التشبع بحب المقاومة وشهدائها الأبرار ورفع صور الشهداء بداخل البيوت والميادين وإقامة المحاضرات التي تعرف الجيل الحالي والجيل السابق الغير متشبع بعد بثقافة المقاومة بكل هذه الأمور، ولنرسخ كذلك أن المقاومة ليست بالسلاح فقط ؛ بل تكون أيضا بالقلم والفكر والوعي. بعد هذه التوطئه دعوني احلل الان أكثر الكلمات المتداولة بين اوساط الشعب في المحافظات الجنوبية ورواد مواقع التواصل الاجتماعي لنجد أنها الإصلاح / البكري / إغتيال / أنت مناطقي/ خلايا نائمة /إختراق /. هذه أكثر الكلمات التي ترددت في مختلف وسائل التواصل الإجتماعي التي يتخذ الجنوبيون منها ملاذاً لهم ويتخذون منها أيضا وسيلة في التعبير الغير مجدي ببعض الأحيان والذي بدوره هذا التفكير الغير المجدي يصل بالكثيرين إلى إشعال بعض الكلمات المناطقية ليكيل لهم البعض من المثيرين للنعرات المناطقية والممولين من بعض الأحزاب التي تتخذ من صنعاء عاصمة لها لإثارة القلاقل بين الجميع ومثلهم أيضا الجيش الإليكتروني التابع لأنصار الله الحوثيين الذي تغافلنا نحن الجنوبيين رغم كل المقدرات والخبرات أن ننشئ مثله طول فترة السلم والحرب. نحن الجنوبين نفتخر أن الأجداد بنوا لنا مجدا عظيما تعليميا ثقافيا وأسسوا مدنية عالية كانت حتى في المناطق التي تسكن فيها القبائل سابقا . للأسف زرعت السلطات منذ أول يوم في الوحدة المشؤمة الكثير من الأمور المقيتة مثل إعادة العصبية القبلية والمناطقية فيما بيننا البين رغم أن الكثير منا تربطة روابط أسرية وغيرها وكلنا على مذهب واحد (وأبناء تسعة)!!. زرع الإحتلال عبر أدواته المختلة شيوخ المال والسلطة والفيد والنصب والاحتيال لتدمير الأرض والإنسان بحجة الدفاع عن القبيلة والأعراف القبلية وزرع الكثير من العادات السيئة التي زعزعت كل قيم المدنية وحولوا المحافظات المدنية سابقا ك عدن وحضرموت إلى بؤر لتوريد وتصدير السلاح داخليا وزرع الكثير أيضا من الجماعات المسلحة الإرهابية في هاتين المحافظتنين وسط غفلة كاملة من ساستنا الذين اشتغلوا طوال تلك الفترة بتقسيم المجزأ فقط . نعود لوسائل التواصل الإجتماعي فتجد أن لكل 50 مواطن قروب وتعددت القروبات وتعددت أيضا الوسائل والصفحات في الفيس بوك وبدل أن يتناقش الجميع في أمور بناء الدولة ووضع خطط لشكل الدولة أيام السلم والسلمية خرج الجميع في وقت الحرب يبحث عن محافظ لعدن وتعددت الروايات التي نقلت تلك الأخبار حد أن التومباكي المشهور استأجر له عدد من المطبلين ليدونوا اسمة للترشح بمواقع التواصل الاجتماعي . لم يقتصر الحد عند هذا بل أنشأنا أيضا الصفحات وأقيمت الحملات الممولة التي لا تريد عزل أو تريد محافظ جديد بل شارك الحوثيون والإصلاحيون وأهل ذمار ومأرب وجزر الواق واق في هذا المهرجان وتشعبت الأمور وتشابكت لينتهي الأمر بقرار لصاحب تلك الصلعة والهارب من عدن أن يقيل البكري الصامد سابقا بعدن وتنتفض بعدها مواقع التواصل الإجتماعي بملايين الرسائل التي لو سخرت في أمر إيجاد شكل الدولة القادمة لكانت كفيلة بذلك شكر الله سعيه والوطن فوق الأشخاص والأحزاب وكل الاعتبارات.
ايضا لو سخر رواد التواصل الإجتماعي خاصة (الواتسب) والفيس بوك ساعة من وقتهم في مهارات التدرب على أمور الحرب النفسية ولو أن كل قروب أنشئ له جيشا اليكترونيا صغيرا يوجه رسائل ضد أزلام الأحزاب التي عبثت بالجنوب وكذلك الإحتلال لكانت كفيلة بتحرير عقول الكثير ولإجهاض الكثير من المؤامرات. نحن نقول أننا أصحاب علم وتعليم وثقافة وأن الشماليين بالمصطلح الدارج بيننا اغبياء وهمج لكن الذي انكشف واتضح للجميع أن الشمال أصبحت بعض مناطقة مدنية أكثر مننا وأرسلت دفعا كثيرة من الطلاب للدراسة في الخارج لتعليم فنون الخطابة والبلاغة وكيفية الظهور بوسائل الإعلام لإيصال الصوت الذي يصل للجميع ويكون الصادق من أول وهلة .
لدينا العكس سمعنا بإنشاء المراكز الإعلامية الضخمة في الكثير من المحافظات لكن سرعان ما تتلاشى وتندثر في أيام معدودة لأن أهل الخبرة لم يكن لهم شأن يوما بهذا الأمر بل تجد قنواتنا الآن تدار من قبل ممن لا يفقهون في المقاومة وإعلامها شيئا فتفوق علينا الحوثيون بأمور الحرب الإعلامية والسبب الآخر في تفوقهم أن وسائل إعلامنا ربحية والبعض منها ممول من قبل الغير ويتحكم في البعض منها من عنده هواء وشف و رغبات أخرى وقال الجميع سلام الله على قناة عدن لايف التي كانت فعلا وحقيقة قناة شعب مقاوم إلا أن من ذكرناهم سابقا قطعوا عنها التمويل وغيرها.
في الفترة الأخيرة سمعنا أن الكثير من المواقع الاخبارية الجنوبية حجبت في الداخل لإخراس صوتها هل نظرنا كيف نتصدى لذلك أم أن الجميع راح يبحث عن دومين ورابط جديد لموقعة هل فكرنا بالجيش الاليكتروني ولماذا ثورتنا لا يوجد بها حتى شبة جيش اليكتروني لنتصدى لمثل هذه التحديات ونعد عمليات مضادة بحجب واغلاق المواقع التابعة لمن حجب مواقعنا وحاول اخراس صوتنا هل فكرنا بذلك رغم أنه لا يكلف شيئا لكن لا ظهور فيه إعلاميا وأغلب الداعمين للإعلام الجنوبي يبحثون عن الظهور . لا يعرف الكثير دور الجيش الاليكتروني ومهمته، ابحثوا عن ما فعله أفراد الجيش الإلكتروني في كل ثورة في العالم وصلوا إلى أكبر المواقع والقنوات الإخبارية لنقل صوتهم وحجبوا الكثير من المواقع التي تشوه بثورتهم وقوافل كفيلة بان يعرف البعض أهمية ذلك الأمر. أخيرا : هي دعوة للتفكير في ملفات وقضايا كثيرة ولنخرج بحل ينهض بعده الجميع في كل مجالات المقاومة والبناء والإعلام وغيرها.