صحيح أن الجرح ما يزال غائراً ولما يندمل بعد ، ومصابنا في شهدائنا الأبرار الأطهار جلل ، بيد أن هذا العيد - الذي سيهل علينا بعد أيام قلائل - يختلف كلياً عن سابقاته منذ اجتياح الجنوب واحتلاله في العام 1994م ، فهذا العيد يأتي وقد حقق الشعب الجنوبي الأبي انجازات عظيمة وحرر مناطقه ومدنه من براثن الغزاة وجحافل المليشيات الإجرامية المتوحشة وتخلص – وبدون رجعة بإذن الله – من محتل همجي متخلف غاشم ... في هذا العيد رأينا ما لم نر في الأعياد السابقة من مشاهد تسر الناظرين ، فكم هو رائع وجميل أن نرى مجرمي الحرب الذين أوغلوا في القتل والتدمير بالجنوب ، وهم يفرون من جحر إلى آخر كالفئران خوفاً من طائرات التحالف العربي تاركين خلفهم قصورهم المنيفة الشاهقة التي شيدوها من ثروات الجنوب والتي أصبحت بين طرفة عين وانتباهتها – بفضل طائرات التحالف المؤيدة بنصر الله وتوفيقه – مجرد ركام وخراب بعد ان كانت شامخة البنيان وعامرة يشار إليها بالبنان ... نعم قد قيض لنا سبحانه وتعالى من يثأر لدماء شهدائنا الأبرار ويقتص ممن دمر بيوتنا ومدننا بكل عنجهية وغرور مستغلاً سلمية الشعب الاعزل الذي لا يملك حتى السلاح الشخصي ، فلله الحمد والثناء الحسن الذي جعل الجزاء من جنس العمل ، فكم ظلموا وكم قتلوا وكم تجبروا وتغطرسوا دون ان يردعهم وازع من دين أو ضمير أو تأخذهم في الشعب الجنوبي المسكين الرأفة والرحمة ، فكانت نهايتهم تراجيدية وخاتمتهم سيئة والعواقب عليهم وخيمة ..؟!! .. وفي هذا العيد الذي أجد فيه نشوة الانتصار ، وألمس السعادة العارمة في قلوب ونفوس الجنوبيين قاطبة على غير عادتهم منذ اجتياح الجنوب واحتلاله ، لابد لي أن اخبركم بأمنيتي التي أود أن تتحقق في هذا العيد ، فأنا أود – ومعي كل الشعب الجنوبي العظيم - ان أرى المقاومة الجنوبية صاحبة الانتصار العظيم والفتح المبين في كيان واحد موحد وقيادة ومجلس عسكري واحد من أقصى الجنوب إلى اقصاه .... فبذلك نضمن استعادة دولتنا وانتزاع حقوقنا ، ما لم فان ما حققناه قد يذهب ادراج الرياح ...!!.