لا يمكن لنا هنا في الجنوب إلا ان نظل نكن كل الاحترام والتقدير والعرفان لدول التحالف العربي بقيادة "المملكة العربية السعودية " ودل الخليج العربية ومصر وكل الدول العربية التي وقفت الى جانب الحق وساندته وقدمت تضحيات جسام في سبيل نصرة الحق خاصة في محافظات الجنوب المحتل. ولكن اليوم نلاحظ ان هناك تقصيرا كبيرا واخطاء فادحة ترتكبها دول التحالف في المناطق المحررة ! اخطاء تتمثل في اهمال تلك المناطق حيث اصبحت الاحوال اليوم في مدن ومحافظات الجنوب المحررة شبه "معدومة الحياة فيها" وهذا في اعتقادي لا يخدم دول التحالف في حربها الجارية في اليمن بشكل عام !
فمن يشاهد سوء الاحوال وما تعانيه محافظات الجنوب من الافتقار لكل سبل الحياة يصاب بخيبة أمل كبيرة !
حيث لا توجد محروقات ولا كهرباء وكأن الحرب لازالت على أشدها في تلك المناطق المحررة! وهذا أمر لاشك انه لا يخدم دول التحالف من كل النواحي فمن يعيش او يلتمس عن قرب سوء الاحوال حتى وان كان من محافظات اخرى لازالت فيها المعارك مستمرة فأن ما يراه في المناطق المحررة من حياة شبه منعدمة يجعله لا يتفاءل او لا يشجعه ما يراه من ان يكون قلب وغالب مع الحرب ضد قوات المخلوع صالح وحلفائه من الحوثيين وغيرهم !
واليوم اعتقد انه يجب على دول التحالف ان تراجع سياستها في المناطق المحررة وان تتوخى الحذر من تسيير الامور في تلك المناطق من قبل قيادات واحزاب ربما تكن هي من يقف خلف هذه المعاناة والاوضاع المتردية التي تعيشها معظم مناطق الجنوب المحررة ! كما يجب على دول التحالف ان تحذر بعض التوجهات السياسية خاصة في الجنوب المحتل التي تديرها رموز اما موالية للمخلوع صالح او لا تؤمن بقضية شعب الجنوب العادلة المتمثلة باستعادة شعب الجنوب لدولته وعاصمتها عدن !
الحذر كل الحذر يادول التحالف فتطبيع الاوضاع في الجنوب ومدنها بما يلزم ودعمها في الامن والاستقرار المعيشي فهو خير وافضل عمل في هذه الظروف الصعبة ولا شك انه سيشجع حتى كثيرا من انصار المخلوع ان يؤمنوا بأن دول التحالف ستعمل قول وفعل على اعادة الامل بحق وحقيقة الى كل المناطق التي تشهد معاناة وحروب عبثية شنها ولازال يشنها المخلوع صالح ليس لهدف سوى ابتزاز الشعب في الشمال واستعمار الشعب في الجنوب.