اغلبهم يحملون السلاح... يجوبون الاسواق بكل حرية... يدعون بهتانا انهم من ابطال الجبهات.. و انهم اشاوس التحرير... هم انفسهم من كنا نراهم يتأزرون اسلحتهم يهيمون بين المارة يستعرضون عضلاتهم في الاسواق.. و اكثر ما يميزهم السير حفاة الاقدام.. اصواتهم مرتفعة بشكل يؤذي السمع.. و كلماتهم بذيئة تخدش الحياء. . تجدهم يحشون افواههم بأغصان القات في اركان الشوارع.. بينما كان الابطال الحقيقيون ينتشرون في الجبهات يتصدون لعدوان الحوافيش... مرهقون متعبون تلوح وجوههم اشعة الشمس لا شيء يثنيهم عن تلبية دعوة الله لهم للجهاد في سبيله...
بينما البلاطجة يمارسون ظلمهم اليومي على كل شرائح المجتمع دون استثناء...
من هؤلاء البلاطحة من يرى ان ذلك الاستعراض الذكوري بكمل نقص و عيب فيه...فيصبح فحلا يتباهى ببلطجته على الضعفاء و المساكين.. فأولئك نتمنى لهم الشفاء...
لكن الاخطر البلاطجة المجرمون ..الذين يجدون في هذه الظروف فرصة لممارسة اجرامهم في السرقة و الفيد و اخذ الجبايات من الاخرين دون وجه حق.. و السطو على املاك الاخرين... و الخطير انهم يمارسون تلك الاعمال الإجرامية في العلن دون خوف من رد فعل الناس و لا الامن و لا الخوف من الله... اخرون دونهم هم في الحقيقة بحاجة الى جلسات نفسية مع طبيب متخصص في علم النفس.. لانهم مصابون بعاهات تظهر على سلوكهم بالاستقواء على الاخرين.. جميعنا اصبحنا ضحايا لهؤلاء في حياتنا اليومية...محرد النظر اليهم يسبب لنا الألم و الحزن و الغضب... قدمت الي طفلة صغيرة.. احدى ضحايا الرعب الذي يزرعه بلاطحة التفحيط بالسيارات.. اقبلت الي و هي تناظرني بعينين بريتين خائفتين.. ترجوني ان امسك بيدها و اعدي بها الى الضفة الاخرى من الطريق.. فقد اصبحت لديها عقدة ان تصبح ضحية لسيارة مراهق تدهسها.... امسكت يدها الصغيرة فسارت معي مستسلمة... حتى قطعنا الطريق.. ثم انطلقت الى تجمع من الفتيات الصغيرات يلعبن معا... لم تلفت الي.... حتى شكرا... قالتها و هي تهرول صوب الفتيات الأخريات. .. سريعا ما اندمجت بعالمها الافتراضي البريء النقي... كنت اراقبها و هي تلعب و لم اتوقف الا على وقع صوت زمجرة محرك سيارة تمر كالسهم من جانبي.. يصدح من داخلها صوت موسيقا مرتفع بشكل غير طبيعي... مرت من امامي بسرعة فائقة غير عابئة ربما بطفل قد يفاجئ سائقها... بتلك اللحظة الخاطفة رأت شاب صغير وراء مقود السيارة بعيش عالمه الخاص برجولة واهمة... عاد بي التفكير الى الطفلة المسكينة و قد ادركت ما يرعبها كل ذلك الرعب... و تعمقت كثيرا افكر بكل هؤلاء المساكين المضطهدين.. ليسوا فقط الاطفال... بل و كل الاخرين... فهناك من يمارس ضدنا صنوف الظلم و الاضطهاد... مجموعة مسلحة تقطع طريقنا لمطالب لهم.. و لا تفهم ما الذي يريدونها منك... مسلحون يقتحمون مرفق عملك يعبثون بمحتويات العمل.. يوقفونك عن العمل ... يغلقون مكان عملك ..لا تعرف لماذا.. تقف تنتظر دورك للحصول على حاجة اضطرتك ان تقف لطلبها في صف طويل.. يأتي هؤلاء بكل سفه و تحدي يتسللون من امامك في اضطهاد و ذل و قهر مريع... تقوم فزعا مابعد منتصف الليل على اصوات رصاص.. تظن ان الحرب الطاحنة بجانب بيتك.. تطل من نافذتك و الرعب يملئ صدرك لتجد ابواق السيارات و الطلق الناري الكثيف...انه مجرد زفة عرس احد هؤلاء المتكبرين في الارض.. لا يهمهم ان فزعوا اطفال نيام او ابكوا مريض عاجز و ربما قتلوا احد الابرياء بسبب راجع رصاصهم العشوائي.. هكذا اصبح الحال... اصبح اطفالنا و اصبحنا نعاني شتى انواع الظلم.. بعضنا يتسلح ضدهم بالدعاء عليهم. . و بعضنا بالشتم.. و بعصنا بإقحام نفسه بمواجهتهم و قد يدفع ثمن ذلك باهظا.. اما انا فاني اكتبها علها تصل الى احد هؤلاء الذين يعيثون في الارض فسادا...فربما تكون كلمة تستفيق بها انسانيتهم ليراجعوا انفسهم قبل ان يلاقون خالقهم و هم ظالمون...
المهم اننا بحب ان نتوحد نستنفر كل قوتنا للتصدي لهم...لا نستكين...لا نخضع... وبإذن الله ان الخير يوما ما سينتصر!!