تناولنا في أكثر من مقالة أطماع ما يسمى بالجمهورية العربية اليمنية حاليا ، والمملكة اليمنية المتوكلية سابقا تجاه وطننا الجنوب العربي ، الذين كانوا ومازالوا وسيظلون يحيكون المؤامرات ، الواحدة تلو الأخرى لاحتلال أرضنا ، والسيطرة على خيراتنا وثرواتنا في جنوبنا العربي ، تلك المؤامرات التي تؤول عليهم بالهزائم المخزية والفشل الذريع ، بفضل نضال أجدادنا ومن بعدهم آبائنا الذين كان لهم شرف دحر كل الغزاة ، الشماليين وقبلهم البرتغاليين والهولنديين والبريطانيين ، الطامعين في ما ليس لهم فيه ، وها هم الأبناء والأحفاد في المقاومة الثورية الجنوبية ساروا على نفس الدرب ، مسطرين ومحققين أروع ملاحم الانتصار ، ضد الشرذمة اليمنية الشمالية الباغية ، الذين لا يردعهم العرف الأخلاقي أو العربي ، أو الوازع الديني الإسلامي ، حسبما تناولته عنهم كتب السيرة ، وأسفار التاريخ القديم والحديث والمعاصر ، وأوردت جل طبائعهم وتفكيرهم الشاذ وتربيتهم أللإنسانية ، وثقافتهم الموغلة في الجهل والتخلف. بعد حربهم الغادرة على أرضنا في الجنوب العام 1994م ، كان الغزاة اليمنيون الشماليون يتغنون بأن ارتباطنا معهم في مشروع الوحدة الفاشلة ، لم يكن من دافع النخوة والعروبة ، والحنين إلى تأسيس نواة للوحدة العربية ، وان كنا نعترف بأنه خطأ فادح ارتكبتاه وأقدمنا عليه في هذه الوحدة المشؤمة معهم ، التي صنفوها بحسب فهمهم ومفهومهم المعكوس على إنها نتيجة انهيار الاتحاد السوفييتي الذي تربطنا معه علاقات متميزة ، مثل ارتباطنا بعلاقات متميزة أيضا ، مع كثير من الدول الأخرى الشقيقة والصديقة ، وعلى أنه لم يكن لنا من خيار نحن الجنوبيون سوى الارتباط بوحدة مع الشماليين ، فيا له من أمر مضحك كيف أنهم صنفوها دولة منهارة ، بينما نراها اليوم ترتعد منها فرائص القوى العظمى ، مثل تصنيفهم لمشروع ارتباطنا معهم بأننا نأمل فيهم الفرج والخلاص ، وفي نفس الوقت لم يفوتهم أن الجنوب زاخر بالخير والثروة ، لذلك فهم لم ينفكوا عنه حتى أتتهم البينة من شعب الجنوب ، وفي مقدمتهم أبطال المقاومة الجنوبية ، ذلك لأن اليمنيين الشماليين قوم لهم فقههم الخاص بهم خارج هذا الكون ! فماذا نتوقع منهم عدا ثقافة الأمية العامة لعجزهم عن التمييز بين معنى انهيار ، وعودة دولة عظمى هي الاتحاد السوفييتي إلى سابق عهدها ، وبين ماذا نحتاجه نحن شعب الجنوب العربي من الجمهورية العربية اليمنية ، وقد حبا الله الجنوب نعمة الخير والرخاء ، والأمن والأمان والسلام ، والطمأنينة والوعي ، والثقافة والأخلاق والمثل العليا ، علينا أن نحمده عليها ونشكره ، مثلما علينا الإدراك أن الذي تمتلكه الجمهورية العربية اليمنية ، هو الجهل والتخلف والنهب والدمار والفوضى ، وعقلية الدمار والتدمير والقتل والإبادة ، بما يفوق ويتفوق على عقلية داعش .
الأمر الآخر المثير للسخرية ، أن هؤلاء القوم عندما اعتقدوا بأن الجنوب يمكن أن يكون فريسة سهلة لهم سكرت أبصارهم ، فتمادوا فسولت لهم أنفسهم أن بوسعهم أيضا التوسع لاحتلال دول الجوار ، بإغواء من الشيطان الرافضي فذاقوا وبال أمرهم ، وان كنا نظن أنهم استفادوا من الدرس وهذا شيء مستبعد ، عليهم استيعاب أن الجنوب العربي وعلى مر الزمن ، لن ترفرف فوق جباله غير الراية ذات النجمة الحمراء الساطعة .
وفي ختام مقالتي المتواضعة هذه اعتب على إخوة لي ، ممن يثيرون بعض الجزء من الجزئيات ، مثل هل نسمي دولتنا بالجنوب العربي أم جمهورية اليمن الديمقراطية ، فيا إخوتي إنها دولتنا فلنسميها كيفما شئنا فما الضير في ذلك ، ولا حتى الحدث الراهن يسمح لنا بالحديث عن هكذا جزئيات ، وبإيجاز سريع فجمهورية مصر العربية كانت تسمى الجمهورية العربية المتحدة ، ومملكة تايلاند تسمى سيام ، وجمهورية سريلانكا تسمى سيلان ، وجمهورية بوركينا فاسو تسمى بنين ، وجمهورية ملقاسي تسمى مدغشقر، ومملكة البحرين تسمى أوال ، وتايوان تسمى فرموزا ، والقائمة تطول ، فالأهم هنا قبل المهم ... هو اجتثاث الوجود الدحباشي من فوق تراب أرضنا .