بقلم : احمد علي الاحمدي الجمعة 2013-11-08 19:18:04 من عادة الإنسان المفلس عقليا وفكريا وثقافيا تصديقه لنفسه قبل كل شيئ ، ولجوئه لممارسة الخداع والمكر والافتراء في قول الكذب ، واصطناع الأباطيل ومحاولة جعل الباطل حقا ، واعتقاده بأن هذه الممارسات من الممكن تمريرها على الملايين من الشعوب في هذه المعمورة ، في ظل عصر العولمة الذي بات فيه كل شيئ مكشوفا ، وان مثل هذه الممارسات لم يعد لها من منفعة أو جدوى ، والتي عفا عليها الزمن وترتد على مفتعلها بما لا يحمد ، وان دلت على شئ فإنما تدل على قمة حالة الإفلاس الذي آلت بنظام الاحتلال اليمني ، بل جعلت منه نظاما متخبطا مع نفسه وشعبه، ومع من تورطوا أو بالأحرى أوقعوا أنفسهم في جرف هاو، ضمن خارطة الجمهورية العربية اليمنية . اللهم لا شماتة، فقد عجبت وضحكت وسخرت ، من تصريح لسفير يمني سابق محال على التقاعد ، المدعو عبد الوهاب طماح ، عن تشكيله لجنة تحضيرية لحراك شمالي ، وان موعد انطلاقة هذا الحراك الشمالي هو يوم السادس والعشرين من سبتمبر الماضي من هذا العام 2013م ، فكانت انطلاقة حراكه الشمالي باتجاه مهب الرياح التي تهب مع نفسها . مشاريع كثيرة من وحي خيال سفير الوهم والتوهم ، ومن بنات أفكار تعاطي القات ، التي تضمنها مشروع الحراك الشمالي وعقلية سعادة السفير اليمني المتقاعد عمليا وعقليا ، ظنا منه أنه قد أتى بمعجزة تفيد نظام الاحتلال اليمني ، لوقف مطالب وإرادة وعزيمة شعب الجنوب العربي ، لاستعادة دولته بفك ارتباطه من مشروع وحدة اتفق عليها ، وأعلن عنها في الثاني والعشرين من مايو عام 1990م المشئوم ، مع الجمهورية العربية اليمنية وتم الغدر بها وإفشالها من خلال حرب غادرة ، صيف 1994م جعلت من الجنوب العربي دولة محتلة. وكما قلت أن مشروع الحراك الشمالي مليء بالمضحكات ، فدعوني أتوقف عند أحد مواد مشروع حراك الوهم الشمالي، ومفادها أن على شعب الجنوب العربي تعويض الشعب اليمني ، عما لحق به من ضرر الجنوبيين له ، أي ان الجنوبيين عملوا على نهب خيرات الشعب اليمني وإذلاله ، وبسط الجنوبيين على الممتلكات والأراضي في المحافظات اليمنية ، الجوف وذمار والحديدة ، وما إلى ذلك من خزعبلات مضغ القات وخرافات السيد السفير . الم يسال سفير العجائب نفسه ؟ ماذا تمتلكه بلاده الجمهورية العربية اليمنية من خيرات وثروات ؟ ، ثم كيف لشعب الجنوب القابع تحت احتلال بلد السفير اليمني ، ان يفكر بهذا التفكير اليمني المعكوس ، بمعنى أن على المقتول تعويض القاتل !. ولو يمتلك هذا السفير ذرة من عقل لعاد إلى قراءة التاريخ قبل أن يجعل من ذاته سخرية أمام العالم ، ليجد انه بعد انهيار الرجل المريض في الحرب العالمية الأولى، والمقصود هنا الإمبراطورية العثمانية كما اصطلح على تسميتها سياسيا وهي تركيا حاليا ، وبعد تقاسم الدول العظمى للعالم حتى أدغال أفريقيا نهاية هذه الحرب العالمية عام 1918م ، لم تفكر أيا من هذه الدول في تقاسم اليمن أو السيطرة عليه .. لماذا ؟ لأنه بلد سيصبح عالة على الدولة التي تحاول مجرد التفكير في ذلك ، أو مجرد الاقتراب منه والتقارب معه ، حيث لا ثقافة ولا وعي ولا حضارة ولا خير أو ثروة ، سوى ثروة الجهل والتخلف، الغير قابلة للإصلاح حتى قيام الساعة !. 49