يعتبر 21 مايو يوم قيام دولة الجنوب، وآخر مسمار في نعش الوحدة اليمنية، لقد تم إعلان الرئيس على سالم البيض قيام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في ذلك اليوم، ورقصت الجنوب فرحا وابتهاجا لآن الوحدة قتلت في نفوس الجنوبيين بعد استمرار الحرب وقتل المدنيين . وهذه المناسبة تتكرر سنويا منذ 1994م إلى هذا اليوم ،لكن ما يدور في الأذهان إلى أين ستفضي مليونيات الجنوب وهل العصيان المدني يعتبر آخر ورقة يملكها الحراك الجنوبي، أم لا تزال بيد الحراك الجنوبي وسائل أخرى لم يستخدمها بعد . وهل مازال الشارع الجنوبي ينتظر دول الإقليم والمجتمع الدولي بالالتفات إلى قضيتهم العادلة، لكن الشيء المؤسف أن دول الجوار والمجتمع الدولي ينظر إلى اليمن كدولة واحدة وتحت مسمى واحد، بحيث انه لم يعطي أي دور أو حلول لحل هذه القضية التي تعتبر قضية عادلة، فالمجتمع الدولي حريص على حل القضايا وقد حلة كل القضايا الأخرى تم حلها أو هي في طريقها للحل المؤكد. أما القضية الجنوبية فلا يلوح في الأفق بصيص أمل لحلها في القريب العاجل، ومن هنا فإن غياب الحل أو ابتعاده سيترك المجال أمام الحلول المطلقة التي من شأنها نسف فرص السلام والاستقرار في المنطقة. وهذا ما يجعل ويجبر شعب الجنوب العربي بالبحث عن وسائل أخرى بما فيها الكفاح المسلح الذي لا يريده أبناء الجنوب، لكن إذا استمرت الحكومة اليمنية بالقمع والتهميش ونهب الأراضي وتصفية الكوادر الجنوبية ومداهمة المنازل والاعتقالات التعسفية والتعتيم ألأعلامي، وضل الوضع مهمل من قبل دول الإقليم والمجتمع الدولي فشعب الجنوب سيدافع عن نفسه، ويحرر أرضه وكل الخيارات متروكة له. لكن من أجل مصحة شعوب المنطقة كلها يتوجب الحرص على اعتبار القضية الجنوبية الأهم إقليميا ودوليا فلا يمكن يتم استقرار المنطقة وتأمين الملاحة الدولية إلا بحل القضية الجنوبية ،حيث أصبح الاعتقاد راسخاً لدى أبناء هذا الشعب الصامد بوجوب مواصلة حراكه عبر مراحلها النضالية المتكاملة والمستمرة من خلال التعبئة والتوعية والإعداد والاستعداد لخوض معركة الشرف والتحرير والنصر وإقامة الدولة الجنوبية العربية المستقلة. إن التجارب الطويلة التي خاضها شعب الجنوب العربي مع سياسات الاحتلال اليمني المتمثلة في الحرمان والتفقير والإهانة والإذلال ومحاولة طمس الهوية الجنوبية لهذا الشعب وعدم الاعتراف بقضيته العادلة وأبسط حقوقه الإنسانية المشروعة ومصادرة الأملاك وتغيير أسماء الشوارع والمباني والمدارس والأحياء،وجلب المستوطنين من اليمن الشمالي من أقصى النقاط وإعطائهم امتيازات السكن والوظيفة والرفاهية والخدمات المتنوعة على حساب الشعب الجنوبي وفي المقابل تهجير الجنوبيين من أرضهم وممارسة الإبادة الجماعية بحقهم ونهب ثروات هذا الشعب وخيراته وحرمانه منها ،و مصادرة الأراضي الزراعية بحجة تنفيذ مشاريع حكومية وغيرها من المشاريع العنصرية التي يقوم بها نظام صنعاء الذي أثبت أنه أكثر كرها وبغضا من الاحتلال البريطاني وأكثر خطراً تجاه دول الجوار والإقليم. حيث يدعي هذا النظام العنصري بأنه مدافع عن وحدة اليمن وأمنه واستقراره وعن الأمن والاستقرار في المنطقة، وهو كذباً ونفاقاً في حين يعمل على زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة من خلال القاعدة وزرع الفتن الطائفية كقضية صعده.لقد أصبح جليا للقاصي والداني، بالتعامل الوحشي وغير الإنساني الذي يتعامل به هذا النظام مع قضيتنا العادلة وفي المقابل الإصرار الكبير والجبار الذي يبديه شعبنا في مواجهة الاحتلال واستمراره في خوض معركة الشرف والنضال وإثبات الوجود والهوية الجنوبية مع أعتا قوى الرجعية والإرهاب في العالم ، مما يحتم علينا وعلى كل جنوبي مناضل شريف يؤمن بمبادئ قضيتنا المجيدة على أرض الجنوب العربي، أن يساهم في تحرير الجنوب، أرضاً وشعباً من الاحتلال اليمني الغاشم.