البيع الآجل في بقالات عدن بالريال السعودي    حكومة تتسول الديزل... والبلد حبلى بالثروات!    احتراق باص نقل جماعي بين حضرموت ومارب    عنجهية العليمي آن لها ان توقف    إقالة رشاد العليمي وبن مبارك مطلب شعبي جنوبي    إستشهاد جندي جنوبي برصاص قناص إرهابي بأبين    مدرسة بن سميط بشبام تستقبل دفعات 84 و85 لثانوية سيئون (صور)    الإصلاحيين أستغلوه: بائع الأسكريم آذى سكان قرية اللصب وتم منعه ولم يمتثل (خريطة)    من يصلح فساد الملح!    تربوي: بعد ثلاثة عقود من العمل أبلغوني بتصفير راتبي ان لم استكمل النقص في ملفي الوظيفي    البرلماني بشر: تسييس التعليم سبب في تدني مستواه والوزارة لا تملك الحق في وقف تعليم الانجليزية    السياغي: ابني معتقل في قسم شرطة مذبح منذ 10 أيام بدون مسوغ قانوني    السامعي يهني عمال اليمن بعيدهم السنوي ويشيد بثابتهم وتقديمهم نموذج فريد في التحدي    شركة النفط بصنعاء توضح بشأن نفاذ مخزون الوقود    نجاة قيادي في المقاومة الوطنية من محاولة اغتيال بتعز    التكتل الوطني يدعو المجتمع الدولي إلى موقف أكثر حزماً تجاه أعمال الإرهاب والقرصنة الحوثية    مليشيا الحوثي الإرهابية تمنع سفن وقود مرخصة من مغادرة ميناء رأس عيسى بالحديدة    جمعية التاريخ والتراث بكلية التربية تقيم رحلة علمية إلى مدينة شبام التاريخية    النصر يودع آسيا عبر بوابة كاواساكي الياباني    اختتام البطولة النسائية المفتوحة للآيكيدو بالسعودية    "الحوثي يغتال الطفولة"..حملة الكترونية تفضح مراكز الموت وتدعو الآباء للحفاظ على أبنائهم    شاهد.. ردة فعل كريستيانو رونالدو عقب فشل النصر في التأهل لنهائي دوري أبطال آسيا    نتائج المقاتلين العرب في بطولة "ون" في شهر نيسان/أبريل    وفاة امرأة وجنينها بسبب انقطاع الكهرباء في عدن    13 دولة تنضم إلى روسيا والصين في مشروع بناء المحطة العلمية القمرية الدولية    هل سيقدم ابناء تهامة كباش فداء..؟    هزة ارضية تضرب ريمة واخرى في خليج عدن    الهند تقرر إغلاق مجالها الجوي أمام باكستان    سوريا ترد على ثمانية مطالب أميركية في رسالة أبريل    مباحثات سعودية روسية بشان اليمن والسفارة تعلن اصابة بحارة روس بغارة امريكية وتكشف وضعهم الصحي    صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    غريم الشعب اليمني    جازم العريقي .. قدوة ومثال    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحراك الشمالي قضية عادلة
إما وحدة إو إنفصال بكرامة
نشر في الوسط يوم 18 - 09 - 2013

في العدد الماضي من صحيفة الوسط الصفحة 11 كتب الأستاذ علي محسن حميد مقالاً عنوانه (الحراك الشمالي مطلوب ولكن لأهداف أخرى) المقال جاء متنقلاً بين أفكار كثيرة فتارةً يحمل المديح لدولة الجنوب السابقة (جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية) وتارةً يبرر للحراك الجنوبي مافعله ولازال يفعله من ممارسات، وتارةً يعبر الكاتب فيه عن همومه الشخصية التي يتذمر فيها من سلوكيات سيئة لدى أبناء الشمال (الجمهورية العربية اليمنية سابقاً) وأخيراً تحول الكاتب إلى مرشد أعلي ينظر لما يجب أن تكون عليه أهداف الحراك الذي بدأنا بتأسيسه، أي الحراك الشمالي.
المقال ردد فيه الكاتب عبارات مشابهه لما قالها في اللقاء الذي أجرته قناة البي بي سي معه ومع السفير عبدالوهاب طواف رئيس الهيئة التحضيرية للحراك الشمالي قبل أسبوعين وبالذات عبارات أن دولة الجنوب كان بها(نظم إدارية سليمة لايوجد لها نظير في كل الدول العربية) بحسب العبارة التي سطرها الكاتب في التمهيد الذي أورده في مقدمة المقال. ولست أستغرب أن يتفانى الجنوبيون في التنظير لما كانت عليه دولتهم المزعومة وبأنها كانت افلاطونية الشرق الأوسط لكني أستغرب أن يتماشى مع منطقهم الكاذب بعض الشماليين أمثال الأستاذ علي محسن حميد. مالم يقله الكاتب عن الدولة العظيمة التي كانت مقامه في الجنوب وعن نظامها الإداري الذي ليس له نظير في الوطن العربي أنها كانت دولة بوليسية قمعية شمولية تحكم بالحديد والنار تفنن القائمون على الحكم فيها في ابتكار طرق جديدة للقتل فيما بينهم فبدؤوا في عام 1967 بحادثة الطائرة التي فجروها وعليها خيرة أبناء عدن ذوي الأصول الشمالية ثم هجروا عشرات الآلاف من الجنوبيين الى الشمال بذريعة أنهم من المنتمين لجبهة التحرير وأن الحكم لايمكن أن يكون إلا منفرداً للجبهة القومية ثم كانت الجرعة الثانية من جرعات القتل والتهجير من قبل بناة الدولة التي ليس لها نظير في كل الدول العربية وذلك في عام 1975 وكان الانقلاب على قحطان الشعبي وتولي سالمين للحكم ثم قتل سالمين ثم بدأت الدولة الأفلاطونية تتشكل بطريقة مناطقية أكثر وضوحاً (أبين وجزء من شبوة) في كفة يرأسها علي ناصر محمد وزمرته، ومنهم طبعاً عبدربه منصور هادي، و(الضالع وردفان ولحج) في كفة يرأسها علي عنتر وصالح مصلح وطغمتهما وتجلى النجاح الحقيقي لمشروع الدولة التي ليس لها نظير فيماحدث في عام 86 من قتل بموجب الهوية والتي ضربت فيها عدن بصواريخ من البحر وقتل في يوم واحد مالايقل عن 12 ألف مواطن، وكل ذلك تأكيداً من الرفاق على أنهم استطاعوا أن يبنوا دولة ليس لها نظير بحسب وصف الكاتب حميد. إن الحديث الممل الذي يردده الجنوبيون منذ فترة ويسير فيه بعض أصدقائهم الشماليين من أن دولة الجنوب كانت وكانت.. ليس أكثر من أكذوبة تاريخية يمكن أن تخدع صغار السن في الجنوب ممن ولدوا بعد الوحدة ولم يشاهدوا الدولة العظيمة التي كانت ديونها في عام 1989م 4 أضعاف ديون دولة الشمال رغم أن عدد سكانها لم يكن يصل لأكثر من خمس عدد سكان الشمال(ديون الجنوب يومها أكثر من 6ملياردولار بينما الشمال كان مليار ونصف دولار) وكان سبب تلك الديون لدولة الجنوب هو شراؤها للسلاح الروسي الخردة لمحاربة الأعداء، وهم الشماليون بالطبع، وكان الاتحاد السوفيتي يحتال في سعر السلاح لأنه يحسب الدولار ب3 روبل بينما سعره الحقيقي في السوق ب120روبل. انتقل الكاتب بعد ذلك محاولاً الربط بين ماحدث في 21 مارس 2011م وبين ما بدأناه منذ شهرين تقريباً بتشكيل هيئة تحضيرية للحراك الشمالي واستغرب الكاتب أن نتضايق نحن في الحراك الشمالي من الابتزاز الذي يمارس علينا من قبل الجنوبيين واستغرب لماذا نردد عبارة (وحدة بعز) ولماذا نردد عبارة(مقاومة الابتزاز المالي باسم القضية الجنوبية) وقال (لماذا اختفت هذه العبارة منذ أن بدأ الحراك الجنوبي في عام 2004م) ولست أدري كيف يمكن إفهام الكاتب أننا مسئولون عن أنفسنا ولسنا مسئولين عمن يقبل لنفسه الذل؟ فإذا كان الجنوبيون قبلوا أن تستمر الوحدة بطريقة لاتروق لهم فذاك شأنهم أما نحن فكرام لانقبل الذلة وبالذات في حدود بلدنا الذي كان جمهورية مستقلة هي الجمهورية العربية اليمنية قبل 22مايو90، ولم ولن نقبل أن يبتزنا أحد باسم بقاء الوحدة عكس الذين قبلوا بالذل منذ عام 67 وجاءوا اليوم ليرددوا أنهم يريدون (تورة تورة ياجنوب) بعد استلامهم للديناروالدرهم والدولار لمدة 5أشهر بداخل الموفنبيك وتحت سماء وفوق أرض دولة أخرى لايريدون بقاء الوحدة معها بدلاً من البقاء في دولتهم والنضال من أجل تلك الغاية إن كانوا صادقين بالفعل وليسوا باحثين عن الابتزاز المالي. أؤكد للكاتب علي محسن أن المزاج الجنوبي لم يتغير لا قبل 11فبراير ولابعد 21 مارس فالجنوبيون طوال أعمارهم انفصاليون يعانون العقدة العنصرية يعتقدون أنهم الأخيرو زمانهم وأن ليس لهم نظير ولايقبلون التعايش مع أنفسهم فضلا عن التعايش مع غيرهم فكل 3 سنوات وجبة من القتال القائم على المناطقية كانت هي السمة الغالبة للحياة في الجنوب وكان معروفاً إطلاق عبارة(الجبالية) على أبناء المناطق الشمالية وإطلاق لفظ (الخباتية) على الجنوبيين، ولم يتطور المصطلح إلى (الدحابشة) بسبب ممارساتنا بل بسبب ثقافة البغض والكراهية التي ربى الجنوبيون أنفسهم عليها ونمتها فيهم سلطاتهم الحاكمة الشمولية، فقبل الوحدة كنا شماليين متخلفين همجيين رجعيين وكانوا هم التقدميين والمتعلمين والمثقفين والثوريين وكان أهم مايؤصل له الحزب الإشتراكي الحزب الشمولي الوحيد الحاكم في الجنوب هو ترسيخ ثقافة حب الذات والأنا والهوية الجنوبية فقط والممزقة فعلياً فيما بين أجزائها لولا سياسة الحديد والنار التي أنتهجها وفاخر بها لتوحيد مئات سلطنات الجنوب في 6 محافظات وكان شعار الجبهة القومية المشهور أنها وحدت الجنوب وسلطاناته بالقوة وليس بقناعة أبنائه وتم تهجير السلاطين وعادوا حالياً حلفاء مقربين وقادة في الحراك الجنوبي وما السلطان طارق الفضلي إلا نموذج صغير لما تم من تهجير من قبل الجبهة القومية للسلاطين ولما صار حالياً تحالفاً بين السلاطين وبين التقدميين الذين طردوا السلاطين في 67م. إن كذبة أن الجنوبيين امنوا بالوحدة أكثر من غيرهم يمكن أن تنطلي على الجيل الجديد ممن ولدوا ولم يشاهدوا سلوكيات الجنوبيين قبل الوحدة تجاة الشمال فحروب شنت ضد الشمال وغزو عسكري أكثر من 3مرات، ثم جبهات ألغام مدعومة من الجنوب في الشمال في مناطق قعطبة ودمت وجبن والبيضاء وشرعب وماوية والحشا والسلفية وعتمة هي فقط دليل بسيط على ذلك الإيمان العميق بالوحدة من قبل الجنوبيين والذي جعل آلاف الشماليين يخسرون حياتهم وأرجلهم وأيديهم بالألغام التي زرعها الجنوبيون لهم تعبيراً عن عشقهم للوحدة. لقد زرنا الجنوب قبل الوحدة ورأينا كيف أن مجرد الوصول لكرش هو العذاب الحقيقي في الحياة فلن تمر إلا بعد فيش وتشبيه لساعات، ثم أن تصل عدن وأنت شمالي فمعناه أن تظل تحت المراقبة الأمنية والاستخباراتية من قبل أمن الدولة وكل ذلك بالتأكيد تعبيراً عن حب الجنوبيين للوحدة تعبيراً عملياً لايحتاج لأي تعليق من أي أحد ولقد رأينا بأم أعيننا ولم يخبرنا أحد في عام 75 التعامل بالرشوة في مطار عدن وفي كل منافذ الجنوب وبالذات حين يعلم الجنوبيون أنك شمالي رجعي متخلف لديه المال الوفير الذي يجب أن تدفعه لأجل التقدم والتنوير والنضال ربما إن إيراد الكاتب حميد لنماذج سلوكية خاطئة يقوم بها بعض الشماليين وقوله إنها بالتالي تبرر ثقافة البغض والعنصرية التي انتهجها ولايزال الجنوبيون ضد أبناء الشمال، إن تلك السلوكيات ليست دليلاً على تحضر الجنوب واحترام ابناؤه للنظام والقانون وسلطة الدولة فرمي القات في الشارع ليس حالة فردية في الشمال فالجنوبيون يمضغون القات بنهم مثل الشماليين وأكثر وحتى في ظل دولة الحديد والنار كان يوم الخميس يوماً يؤكد ثقافة رمي القات في الشوارع في الجنوب وكان الخوف من العقاب الوحشي وغير القانوني هو الوحيد الذي يمنع الجنوبيين من ارتكاب السلوكيات التي يربطها الكاتب حميد بالشماليين وفور انفراط الدولة البوليسية في الجنوب ولإن المسألة لم تكن ثقافة في النفوس وإنما صميلاً يفرض القانون مارس الجنوبيون أسوأ السلوكيات الأخلاقية وصاروا أكثر نهماً للقات ومضغاً له في الشوارع وعلى الشواطيء منذ الساعة الواحدة ظهراً ومن كان مقتنعاً بالسلوك الجيد لايؤثر عليه أي سلوك دخيل كما هو معلوم، فضلا عن ذلك أذكر الكاتب حميد أن دولاً أرقى بكثير من الشمال ثقافة وعلماً وحضارةً تمارس سلوكيات أخلاقية لايمارسها إلا الحيوانات وخير مثال الهند التي يمكن للكاتب حميد أن يزورها إن لم يكن قد زارها ليشاهد كيف أن الهنود يقضون حاجتهم ليس في الحمامات العامة بل في شوارع مومباي وأمام العالم أجمع ومحطات القطارات في الهند أماكن تجمع للقمائم والنفايات وحمامات مفتوحة لكل الهنود ، وكل من كان قد زار تركيا في التسعينات بل وقبل 7سنوات لاحظ أن اسطنبول كانت مكب نفايات قيل إنه الأعلى عالمياً فهل الشماليون هم الشعب الوحيد الذي يعاني من مشكلة رمي القمائم في الشوارع أم أن عين السخط لاتبدي إلا المساويَ،كذلك يمكن للكاتب حميد أن يزور دولاً عديدة ليترحم على قيادة السيارات في اليمن وفي مصر التي بدأت النهضة العلمية فيها في 1890م وبمجرد أن زال سيف القوة في عهد مبارك صار لاوجود نهائياً لثقافة قيادة السيارات بنظام وفي دول أفريقية عديدة شعوبها نسبة الأمية لديهم أقل بدرجات عن أمية اليمنيين في الشمال تلاحظ كذلك ألا وجود لأي إلتزام بقواعد المرور.
إن ماقاله الكاتب من أنه تغاضى عن كلمات عنصرية كانت تستخدم ضد بعض أبناء اليمن الشمالي فيما بينهم البين ، لاتعطي الحق لأبناء الجنوب في أن يعبروا عن سخطهم من نظام سياسي رأسه فقط كان شمالياً بإطلاق عبارة الدحابشة والهمجيين والمتخلفين والنهابين على أي شمالي، فتبريره للجنوبيين إطلاق ألفاظ السب والتهكم والسخرية للشماليين بذريعة المخالفات السياسية من قبل نظام ثار الشماليون عليه فور أن لقوا الفرصة التاريخية في فبراير 2011م ليس أكثر من ورقة توت يحاول بها الكاتب حميد تغطية سوءة الجنوبيين بأنهم عنصريون مناطقيون لم يحملوا من معاني التقدم سوى الشعارات التي كانت تملأ عدن وشوارعها (كنتم الطليعة وستظلون رمزاً لنضالات الشعب اليمني).
في جزئية إستخدام القوة ضد الجنوبيين لن أدافع عن نظام صالح فهو الأجدرعلى الدفاع عن نفسه وأنا لست متهماً بذلك بل أنا ممن عارض ولاأزال صالح منذ أن كنت في 12 من عمري سنة 90 يوم أن أيد غزو الكويت ولكني أؤكد من خلال قرأتي لكتابات الجنوبيين ومن يتعاطف معهم أن صالح لم يفعل على مدى 20 سنة مافعله الجنوبيون بشعبهم في يومين ويمكن للجميع أن يعود لما حدث في 13 يناير أخر ذكريات التقدم والتطور والتحضر والثقافة التي مارسها النخبة السياسية الحاكمة للجنوب وتصفيتهم ل12 ألفاً في أقل من يومين ويقال أن العدد وصل الى 25 ألفاً فهل القتل على يد التقدميين حلال ، بينما الرش بخراطيم المياة على يد الدحابشة هو الجريمة التي لاتغتفر. ماجاء في كلام الكاتب من أن الحراك الشمالي لا يمثل الشمال الممزق حسب وصفه نرد عليه بأنه هو من لايمثل الشمال ربما لأنه يحلم بالجنسية الجنوبية منذ القدم ولم يقدم لبلده الشمال قبل الوحدة شيئاً ولذا يتحدث متباكياً على مشاكل الشمال وانقسامه الى حراك تهامي ومشكلة صعدة وملتقي لأبناء المناطق الوسطى، وهذه كلها لاتساوي انقسامات الجنوب الذي لو عددنا فصائل حراكه العظيم لما انتهينا في عشر صفحات من ذكر فصائله وأجنحته وكل مشاكل الشمال وحراكاته يجمعها لفظ واحد هو البحث عن المواطنة المتساوية فيما بين أبنائه ولذا شكلنا الحراك الشمالي فهل ينطبق الأمر ذاته على انقسامات الجنوب الذي يبحث فيه كل فصيل عن اسم جديد للبلد كلفظ (الجنوب العربي)!!؟.
إن ماورد من عبارة أن الحراك الشمالي بدون قضية وبدون رسالة بحسب ماقيل من أهدافنا هو ليس أكثر من انتقام من الكاتب علي محسن حميد لرفضنا في الحراك الشمالي أن ينضم المذكور إلينا فقد حضر إلى منزل السفير طواف مبدياً استعداده للدخول معنا ولكنه كان يبحث عن المنصب القيادي الرئيسي فلما شعر أن المسألة ليس له فيها منصب توجه مباشرة للكتابة سباً ونقداً وتجريحاً للحراك الشمالي، وكان على محسن حميد عضواً مؤسساً لحزب حسين الأحمر حزب التضامن ولما شعر بأنه ليس له فيه منصب الريادة تركه أيضاً وقبلها كان دائماً باحثاً عن مكانة فلم يعط مع أي حزب وبالتالي فلا نستغرب أن يتحول إلى سب الحراك الشمالي فنحن نعرف أسباب ذلك جيداً.
أختم مقالي هذا بالتأكيد على أن ماختم به الكاتب حميد مقاله من مسمى أهداف يريدها للحراك الشمالي ننصحه هو إن كان لازال فيه قدرة على الإبداع في العمل السياسي أن يحققها وأذكره أن من فشل في شبابه في مقاومة النظام السياسي المستبد ومن فشل في تحقيق أي أهداف لبلده يستحيل أن يحقق تلك الأهداف في الرمق الأخير من حياته وأطمئنه أننا في الحراك الشمالي نعي مانفعل ونعي أهدافنا ولانحتاج أن يقدمها لنا مثل الكاتب حميد فقد كان هؤلاء هم المفسدين لحياتنا السياسية بسكوتهم ومهادنتهم لنظام صالح ولم يظهر صوتهم إلا بتضحياتنا نحن الشباب في عام 2011م وخروجنا على تعليماتهم ونصائحهم البالية والتي فشلت في الستينات والسبعينات والثمانينات في إيجاد أي تأثير حقيقي على الأرض، وننصح السفير أن يختم حياته السياسية بتوجيه نصائحه القيمة للحراك الجنوبي ولدولة الجنوب التي يعشقها وأن يفهمهم قبلنا أن قرارات مجلس الأمن والمبادرة الخليجية تتحدث عن وحدة اليمن وننصحه أن يوجه نصائحه التي نشرها لمن أحرق الشماليين ببسطاتهم في المكلا وقتل الشمالين في الحبيلين ولايزال يقطع الطريق في الحبيلين ويمنع كل زائر إلى عدن من دخولها ويلاحق السيارات التي لوحاتها تدل على أنها من المحافظات الشمالية وننصحه أن يدعو الحراك الجنوبي السلمي إلى ترك حمل السلاح والاستعراض به في مدينة عدن وأن ينصح عبدربه منصور بأن يترك تسليح اللجان الشعبية بمحافظته أبين وأن يرسخ ثقافة تولي الجيش للمهمة وليس أن يشكل ميليشات شعبية مسلحة تفقد الدولة لمبرر بقائها، ننصح الكاتب حميد بقراءة الحكم ضد عبدربه منصور هادي واخرين الصادر من المحكمة العليا بعدن في ديسمبر 1987 بعد أحداث 13 يناير والذي حكي باللفظ (أنهم قاموا بارتكاب جريمة خيانة الوطن وجريمة الإرهاب وجريمة التخريب) لوطنهم الجنوب آنذاك وحالياً يمارسون نفس الأدوار تجاة الشمال الذي آواهم بعد فرارهم إليه من دولتهم الأفلاطونية دولة النظام والقانون والعدالة والتنمية التي ليس لها نظير في كل الدول العربية ودولة العدالة حكمها حجة قانونية على أفرادها فما رأي الكاتب حميد. نحن في الحراك الشمالي ماضون لتحقيق أهدافنا لن يؤثر فينا المحبطون والعاجزون والفاشلون في العقود الماضية، نحن في الحراك الشمالي نشاهد الدعم الشعبي لنا يومياً ولانحتاج أن ينظر لنا أي أحد عن صوابية أو خطأ ما نسعي لتحقيقه فقد ولدنا من رحم معاناة الشماليين من قبل الجنوبيين منذ سنين والتي تماهت ووصلت ذروتها بوصول عبدربه منصور هادي إلى الحكم قبل 20 شهراً لانحتاج وقتاً طويلاً لإثبات الأدلة الكثيرة على حقائق الابتزاز الجنوبي المسمى كذباً القضية الجنوبية، لانحتاج وقتاً طويلاً لنفضح فساد الجنوبيين منذ توليهم الحكم، لانحتاج وقتاً طويلاً لشرح أن الوحدة التي يراد أن يتم إعادة صياغتها حالياً وفقاً لرغبات الجنوبيين بنهب السلطة والثروة بزعم المناصفة أن هذه الوحدة صارت أكثر كلفة على الشمال من الانفصال فإما وحدة بعزة لأربعة أخماس اليمنيين أو انفصال بكرامة، وليذهب الخمس إلى دولته الجنوبية العظيمة التي لايوجد لها نظير في كل الدول العربية كما قال علي محسن حميد.
عضو الهيئة التحضيرية للحراك الشمالي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.