عقب تحرير معظم أراضي الجنوب ارتفعت أصوات جاهلة تنادي بالبقاء على الحدود, وعدم متابعة المعركة لتطهير باقي اليمن من الحوافش. وكأننا بالحوافش سيبقون متفرجين ولن يعودوا لغزو الجنوب ثانيةً. هذه الأصوات تجهل حقائق التاريخ العدواني المستمر للشيعة في شمال الشمال على باقي أنحاء اليمن, وحقائق الجغرافيا التي تجعل للأراضي الحدودية التي يتواجد عليها قطعان الروافض ميزة طبيعية تعينهم في هجومهم على الجنوب, وميزة لنا في تواجد سكان يتوافقون معنا ثقافياً ويرفضون الهيمنة الحوثية الرافضية.
ويجهل هؤلاء حقائق الاستراتيجيا التي من أهم مبادئها هو تحقيق الهدف الاستراتيجي للحرب, وهو هنا القضاء المبرم على خطر عودة الغزو على الجنوب مرة أخرى. ويجهل هؤلاء أن الهجوم خير وسيلة للدفاع, وأن انتصارا جزئياً على عدو مصرٍّ على العودة إلى عدوانه, تحفزه دوافع طائفية عنيفة ليس بشيء ما لم يُستثمَر بمواصلة الهجوم حتى يهزم العدو في عقر داره, لاسيما وأننا في حلف عربي ذي قدرات ضخمة تعين على القضاء على العدو. وهذه الأصوات تجهل أن الحلف الذي تشكل من عدة دول عربية ما جاء ليخسر مليارات الدولارات ويحرر الجنوب فقط, بل قد جاء ليقضي على الخطر الشيعي المتمدد في الجزيرة العربية. والتنصل عن مواصلة المعركة مع الحلف تنصل عن الالتزامات, وسيعطي الحلف رسائل سيئة بأننا حليف لا يمكن الثقة فيه, وقد يجعلهم هذا الأمر يعزفون عن نصرتنا في المستقبل. وعلينا أن نتذكر أن الجنوب لن ينعم بالأمن والسلام مع هذا العدو الذي ما فتئ يشن الغزوات علينا بعد هزيمته المدوية على أرضنا وسيظل يغزونا إلى أن نسوقه إلى أرضه ونكسر شوكته في عقر داره.