تلقى بريد "عدن الغد" رسالة أخرى من شخص وصف نفسه بمواطن جنوبي بعد أيام من نشر رسالة أولى في تبويب "بريد القراء". الرسالة حملت عنوان "متابعة "رسالة من مواطن جنوبي" وتطرقت الرسالة المرسلة إلى صحيفة "عدن الغد" واقع الحال في الجنوب ووضع حركة الاحتجاجات الشعبية.
ولأهمية الرسالة ينشر "عدن الغد" نصها لعلها تصل إلى من يهمه الأمر
في تاريخ 08 سبتمبر 2012 أطلعنا في (عدن الغد) على (رسالة من مواطن جنوبي) يبدي فيها قلقه وتفاعله مع قضيتنا الجنوبية . وهنا لا بد لنا أن نبدي إعجابنا بالرسالة المذكورة ومادتها الرفيعة وما أحتوته من مقترحات تصلح أن تكون وثيقة شرف وبرنامج عمل لقيادتنا السياسية يمكن تكييفها والبناء عليها وبما يؤدي إلى التعامل معها بإيجابية لتوحيد الصف النضالي الجنوبي.. ولكننا أسفنا كثيراً لعدم تجاوب أي من قادتنا السياسيين على محتوى الرسال وإصرارهم على نهج (الخلاف) بدلاً من (التوافق).
من جانبنا لا نرى بأساً أن ندلوا بدلونا مجتهدين وصادقين ومخلصين في المساهمة الجادة لتوحيد الصف النضالي الجنوبي. فمن محاسن الصُدف أن تاريخ الثورة الجنوبية 14 أكتوبر قادم.. وأحرى بنا أن نستلهم دروساً راقية في مرحلة النضال الشعبي ضد الإستعمار البريطاني بمستواه الراقي من التنظيم والوعي والإنضباط.. فهل تفشل قيادتنا السياسية عن إعادة ما حققته قبل 50 سنة.
(14) أكتوبر قادم ومن مسؤوليات قياداتنا السياسية الوطنية والأخلاقية أن تستقبله برؤية نضالية جديدة واعية وراقية تليق بالقضية الجنوبية التي نناضل من أجلها. كفي تمزق.. كفى شتات .. كفي خلافات وخصومات وعداوات ، وعلى قياداتنا السياسية أن ترقي لمستوى المسؤولية وترقي لمستوى التحدي وترقى لمستوى النضج السياسي الذي يتطلبه توحيد الصف النضالي الجنوبي السلمي الذي يؤدي إلى إستعادة وطن.
ما رأيكم ياقادتنا السياسيين في بيان جماعي مشترك لجميع قادة فصائل الحراك الجنوبي بمختلف خياراتهم يدعوا شعب الجنوب إلى الخطوات الأساسية التفعيلية النضالية التالية:
أن يكون نضالنا سلمياً حضارياً شعبياً ومشتركاً وبدرجة عالية من التنظيم والوعي والإنضباط وتحت شعار (من أجل مجتمع جنوبي مستقل واعي لقضيته متماسك في نضاله منضبط في أخلاقياته ومتسامح مع ذاته) وما أعظمه من شعار.
وأن يكون نضالنا سلمياً فلا نقطع طريقاً ولا نشعل حريقاً ولا نرمي الحجارة في شوارعنا لنتعثر بها نحن عندما لا نجد لنا مسلكاً سليماً.
وأن ننظم إعتصاماً شعبياً واسعاً مشتركاً لجميع فصائل الحراك الجنوبي نخرج فيه من بيوتنا ونعتصم في أحياء وشوارع المُدن الجنوبية الرئيسية مباشرة بعد صلاة العشاء ليلة 14 أكتوبر يشارك فيه رجالنا مع شبابنا مع نساءنا ولمدة (ثلاث ساعات متواصلة) ونردد فيها شعارنا المشترك (من أجل مجتمع جنوبي مستقل واعي لقضيته متماسك في نضاله منضبط في أخلاقياته ومتسامح مع ذاته).
وأن ننظم إضراباً عاماً مشتركاً تشارك فيه جميع فصائل الحراك الجنوبي لمدة 6 ساعات تبدأ من السادسة صباح 14 أكتوبر في جميع مُدن الجنوب.
وأن ننظم مسيرات ومظاهرات سلمية شعبية مشتركة وحاشدة لجميع فصائل الحراك الجنوبي في جميع مُدن الجنوب بعد صلاة العصر يوم 14 أكتوبر تحت شعار واحد وهو (من أجل مجتمع جنوبي مستقل واعي لقضيته متماسك في نضاله منضبط في أخلاقياته ومتسامح مع ذاته).
وأن تجتمع جميع منظمات المجتمع المدني الجنوبي والمنظمات العمالية والنقابية والنسائية والشبابية والطلابية والحقوقية التابعة لمختلف فصائل الحراك الجنوبي تجتمع في مساء 14 أكتوبر مشتركة لتعلن توحدها وتماسكها في النضال المشترك تحت شعار (من أجل مجتمع جنوبي مستقل واعي لقضيته متماسك في نضاله منضبط في أخلاقياته ومتسامح مع ذاته).
وأن يتم وضع برنامج أسبوعي لإستمرار وتواصل النضال الشعبي المشترك على نفس النمط النضالي السلمي تحت شعار (من أجل مجتمع جنوبي مستقل واعي لقضيته متماسك في نضاله منضبط في أخلاقياته ومتسامح مع ذاته).
تلك هي مقترحاتنا المتواضعة من أجل توحيد الصف النضالي الشعبي الجنوبي السلمي.. والامر بحاجة فقط إلى ادنى مستوى من توافق قادتنا السياسيين ووضع برنامج لتلك الفعاليات النضالية السلمية المشتركة وتشكيل لجان تنظيمية تعني بوضع آليات التنفيذ ولجان أخرى تعبوية وإعلامية تكون من مسؤولياتها تعبئة المجتمع الجنوبي وإعداده إعلامياً ونفسياً وتنظيمياً وتسخير كل وسائل الإعلام الجنوبية لتحقيق تلك النضالات السلمية المشتركة وفي موعدها.
سيكون عاملاً مشجعاً أن نرى قادتنا السياسيين بيننا هنا في عدن يشاركوننا نضالنا السلمي الشعبي المشترك تحت شعار (من أجل مجتمع جنوبي مستقل واعي لقضيته متماسك في نضاله منضبط في أخلاقياته ومتسامح مع ذاته).
أما خيارات (فك الإرتباط) أو (الفيدرالية) فهذه أمور سنجد أنفسنا قد تجاوزنا الخلاف عنها وسيكون أصعب خياراتها مسألة تحصيل حاصل في إستفتاء عام لشعب الجنوب دون الحاجة لحوار ودون المراهنة على إيران أو السعودية أو أمريكا أو هي مجتمعة.
تلك هي طموحاتنا النضالية كمرحلة أُولى يتبعها مراحل نظالية متعددة ومتطورة.. أما خلافاتكم أيها القادة فدعوها جانباً لا تشغلونا ولا تلهونا بها ، ويكفي أنكم أنتم مشغولون بها إلى الحد الذي أنستكم أساسيات العمل النضالي الشعبي.
لا زال أمامكم متسع من الوقت أيها القادة للتنظيم والإعداد الجيد لهذه الفعاليات النضالية السلمية .. فما رأيكم أيها القادة .. هل أنتم فاعلون ؟ أم أن لديكم مفاجئات تفوق طموحاتنا.. نأمل ذلك ونريد أن نسمع جواباً بدلاً من أن يبقى شعبنا الجنوبي في حيرة وذهول.