تلقى بريد "عدن الغد" رسالة من شخص وصف نفسه بمواطن جنوبي وتطرقت الرسالة المرسلة إلى صحيفة "عدن الغد" واقع الحال في الجنوب ووضع حركة الاحتجاجات الشعبية. وفي الرسالة يمنح كاتب المادة هيئة التحرير حق التصرف في المادة بالحذف والترتيب والإضافة بينما في الحقيقة الرسالة لاتحتاج إلا لعقول واعية تنصت بإمعان إلى كل ماورد فيها
ولأهمية الرسالة ينشر "عدن الغد" نصها لعلها تصل إلى من يهمه الأمر
أنا مواطن جنوبي أحزنني الواقع المؤلم الذي تعيشه قيادتنا التاريخية في عجزها عن قيادة شعب الجنوب نحو التحرير وإستعادة الدولة الجنوبية الديمقراطية.
وها أنا أرسل إليكم إجتهاداتي المتواضعة ولكم كامل التصرف في الترتيب والحذف أو الإضافة وإخراجها بأسلوب صحفي راقي كما عهدناكم تخاطبون فيه قياداتنا التاريخية.
" ماذا حصل لقادة الجنوب التاريخيين ؟ لماذا هذا التمزق والتيهان في نضالهم من أجل تحرير الجنوب ؟ هل عجز قادتنا عن إستعادة مسلكها النضالي الراقي بما فيه من تماسك ووعي وتنظيم وإنضباط ضد الإستعمار البريطاني ؟ بل هل عجز قادتنا عن محاكاة قادة الحوثيين في صراعهم مع السلطة في صنعاء من حيث التماسك والتنظيم والإنضباط حتى استطاعوا أن يقيموا دولة داخل دولة ؟
- لا نستطيع أن ننسى إن القيادات التاريخية للجنوب - عامة وليست خاصة - هي المسؤولة عن ضياع الوطن فمن واجبها الوطني والأخلاقي أن تعمل جاهدة ومجتمعة على إعادة وطنها الضائع. - على كامل قياداتنا التاريخية العودة فوراً إلى أرض الجنوب وعاصمتها عدن بغض النظر عن المصاعب والمصائب التي قد يتوقعونها من إعتقال أو إغتيال ، فمن يعشق وطن عليه أن يضحي ومن لديه قضية بحجم وطن عليه أن يضحي ، وهناك مئات وأُلوف الشباب سبق لهم وأن نالوا شرف التضحية موتاً أو إعتقالاً لأإاالل، وقيادتنا أولى بشرف التضحية من أجل إعادة وطن خير لهم من التباكي عليه. - الإتفاق بين قيادات الثورة والحراك الجنوبي بمختلف خياراتهم وتعددها على توحيد نضالهم السلمي على النحو التالي: - الإتفاق على تشكيل تكتل نضالي مشترك يضم كافة فصائل الثورة والحراك الجنوبي بمختلف خياراتهم وتعددها من داعين إلى الإنفصال وفك الإرتباط والداعين إلى الفدرالية أو غيرها.. مع إحتفاظ كل فصيل بخياراته الخاصة دون تخوين الآخرين ولا تسفيههم ولا التشكيك في وطنيتهم. - الإتفاق على أن مسألة الإنفصال أو الفدرالية أو غيرها لا يحسمه إلاَ شعب الجنوب في إستفتاء عام يشارك فيه أبناء الجنوب فقط ويمكن لقاداتنا بمشاركة القوى الوطنية الواعية الإتفاق على ميعاد وكيفية وآلية هذا الإستفتاء. - بعد الإستفتاء وتحديد خيار شعب الجنوب في الإنفصال أو الفدرالية أو غيرها علينا أن نحترم خيار شعب الجنوب ونقبل في تطبيقه فوراً. - من حق فصائل الحراك اللذين لديهم خياراتهم المغايرة الإستمرار في نضالهم السلمي في تحقيق خيارهم الخاص مستقبلاً ضمن القبول بالرأي والرأي الآخر في إطار الديمقراطية المنشودة. -التواصل مع بقية الأحزاب والفصائل الجنوبية والشخصيات الجنوبية بمختلف خياراتها للعمل في إطار بناء دولة جنوبية بكامل مؤسساتها على أساس خيار شعب الجنوب في الإستفتاء العام. - التواصل مع الجهاز الإداري الجنوبي والنقابات والعمال بمختلف خياراتهم وتوجهاتهم للعمل في إطار بناء دولة جنوبية بكامل مؤسساتها على أساس خيار شعب الجنوب في الإستفتاء العام. - تشكيل هيئة إعلامية واعية ومنضبطة تعمل ضمن برنامج تعبوي وإعلامي ونضالي لتوعية شعب الجنوب بقضيته وبناء دولة جنوبية ديمقراطية على أساس خيار شعب الجنوب في الإستفتاء العام. - تشكيل هيئة قيادية سياسية مشتركة من مختلف فصائل الحراك لتوسيع النضال السياسي محلياً وإقليمياً ودولياً هدفه إستعادة وطن وبناء دولة جنوبية ديمقراطية على أساس خيار شعب الجنوب في الإستفتاء العام. - تشكيل هيئة مشترك للعناية بشهداء النضال الجنوبي وجرحاهم وأُسرهم. - من حق كل فصيل من فصائل الحراك الجنوبي أن يدعوا لخياراته الخاصة بكل الوسائل السلمية والخطابية والإعلامية دون تخوين الآخرين ولا تسفيههم ولا التشكيك في وطنيتهم. - الإتفاق على تشكيل مجلس وطني من مثقفي الجنوب وعقلائه وعلمائه ودعاته يكون المرجع في حسم الخلافات في إطار وثيقة عهد وإتفاق يتم الموافقة عليها على شكل دستور عمل مرحلي. - الإتفاق على برنامج عمل وآلياته يهدف إلى تحقيق التالي: - تحويل النضال السلمي من نضال حراكي محدود إلى نضال شعبي واسع يشارك فيه كل أطياف المجتمع الجنوبي. - تكثيف وسائل النضال وتعددها وتواصله من فعاليات ومحاضرات وندوات ومظاهرات وإعتصامات وإضرابات وصولاً إلى عصيان مدني شامل.. على أن يكون ذلك في إطار من التنظيم الراقي والواعي والمنضبط. - تشكيل لجان شعبية مشتركة واعية للقضية وراقية في التنظيم والإنضباط في الأحياء والمناطق السكنة من مختلف فصائل الحراك يكون هدفها توعية المواطن الجنوبي بقضيته والعمل على تنشأة مواطن جنوبي واعي لقضيته متكاتف في نضاله متسامح مع مجتمعه . - تشكيل لجان وطنية ونقابية وعمالية مشتركة واعية للقضية وراقية في التنظيم والإنضباط في مختلف مؤسسات الجنوب ومرافقه الخدمية والإنتاجية بهدف تأسيس نواة الدولة المنشودة في إحياء المؤسسات الجنوبية.
والله لو خلُصت النوايا وأشتدت العزام لن نحتاج طويلاً حتى نبني مجتمع جنوبي من جديد بكل مؤسساته ونفرض وطن جنوبي ديمقراطي من جديد بإرادة شعب الجنوب وخياره التي هي أقوى من كل خيارات الدنيا.. فهل تعقلون ياقادتنا الكرام.