هم جعلوا للإنسان والحياة قيمة ومعنى و للحيوان والشجر حقوق وواجبات ونحن جعلنا للإنسان والحياة خراب وتدمير و للحيوان والشجر قتل وتحطيم وهذا هو حال الغرب وحالنا نحن العرب المسلمين. ولعل مما اعجبني مقولة للشيخ محمد الغزالي رحمه الله وهي تحاكي واقعنا اليوم وقد قال : الناس في هذه الحياة رجلان ، رجل نام في النور ، ورجل استيقظ في الظلام .
فعندما قال رجل نام في النور فهو يقصد بهذا العرب والمسلمين لأنه جاءهم الهدى ودين الحق وعندهم كتاب الله وسنة نبيه الكريم فهو نور ولكن اهل الاسلام اليوم متناحرون متخاصمون ابتعدوا عن العلم وأصبح الجهل سبيلا حكامهم ظلم سرقوا أموال شعوبهم وقتلوهم وشردوهم وابتزوهم.
لا مستشفيات تقوم برعاية المريض لا مدارس ولا جامعات تقوم على أسس علمية حديثة تبني المجتمع ورسالة التعليم هي من اسمى الرسالات التي تقوم عليها الامم الانسانية .
لا كهرباء لا ماء لا بنية تحتية بل حتى لا يوجد ضمير حي في قلوب كثير من العمال والموظفين في مرافق الدولة .
فكثير من المدرسين الا قلة قليلة لا يقومون بأداء الأمانة التي في أعناقهم لتدريس الأجيال التي هي اساس المستقبل .
و كذلك مثلهم من الأطباء في المستشفيات أصبح الطب تجارة ومكان للربح فوق أجساد المساكين اللذين يعانون المرض ولا يمكنهم العلاج بسبب التكاليف الباهظة .
و كذلك عمال الكهرباء اللذين لا يعملون بإخلاص الا قلة بعدد الاصابع وغيرهم من القضاة اللذين أصبح الفساد والرشوة سبيلهم واصحاب التجارة اللذين خنقوا المواطن الغلبان من لا يجد قوت يومه .
بل والمصيبة والجريمة العظمى أن يصبح الشاب المتعلم صاحب الشهادات الجامعية أسير البطالة وهو الذي سافر وهاجر وترك أهله و دياره وسهر الليالي و تكبد مشقة الأيام والتعب .
وأصبح الشخص الفاشل الذي لا يفقه من علوم الدنيا الا أسمه هو الموظف في مرافق الدولة وشهادته المعترف بها من قبيلة فلان وابوه فلان .
ونحن نشكو ما حل بنا من ظلم ومن خراب ودمار والله عز وجل يقول : (ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)
وفي مقولة الشيخ الغزالي في شطرها الثاني عندما قال ورجل استيقظ في الظلام فهو يقصد بها الغرب اللذين لا يوجد لديهم دين صحيح فبعضهم يعبد الأصنام والابقار وبعضهم حرف الاديان السماوية فهم يعيشون في ظلام الأهواء .
ولكنهم استيقظوا وبنوا وعملوا وتنافسوا في ما بينهم في مجالات العلم والاختراع .
اهتموا بالإنسان واعطوه حقوقه وعملوا تأمين غذائي وتأمين صحي بل وحتى الحيوانات جعلوا لها حقوق وواجبات .
اهتموا بالعلم و بالمدارس والجامعات وصلوا الى القمر والمريخ واكتشفوا اسرار الكون لا فرق عندهم بين مسؤول ومواطن فكلهم أمام القانون سواء .
اصلحوا الطرقات وبنوا الجسور وبنوا مساكن للمواطنين احتفلوا بالكهرباء لمرور سنين عديده وهي لم تطفى يوم واحد .
اطبائهم ملائكة الرحمة لا فرق عندهم بين أبيض وأسود وبين مواطن و لاجئ فكلهم مرضى ويحتاجون للعلاج دون تفريق .
جيوشهم اصبحت قوة عسكرية لا تستهان دافعوا عن انفسهم ولم يقتلوا شعوبهم فعندهم الجيش في خدمة الشعب .
علموا اطفالهم على حب القراءة واحترام الكبير وخدمة المحتاج لديهم مؤسسات وجمعيات تساعد المحتاجين والفقراء ساعدوا بلدان اخرى لأن شعوبهم لا تحتاج للمساعدة فعندها اعلى مؤشرات للتنمية في العالم فهل عرفتم الفرق بيننا وبينهم .