في مشهد لم يعد معتاداً وخلافا لما كنا نرى ونشهد في أعوام مضت من فعاليات ذكرى أكتوبر حينما ضلت عدن تستقبل الجموع الكبيرة والحشود الضخمة من الجنوبيين لأحياء ذكرى أكتوبر المجيدة والتي كانت تعيش وضع مختلف ومغاير من الوضع الحالي . اليوم تحل ذكرى اكتوبر والظروف تغيرت والأحوال تبدلت إذ أن الجنوب وعاصمته التليدة عدن نفضت غبار تلك الحرب اللعينة التي شنتها ميليشيا الحوثي وصالح في محاوله منهم لتدمير المدينة الوادعة التي تنشد السلام ولهذا باتت عدن في ذكرى أكتوبر الذي يستعد الجنوبيين لأحياء هذه الذكرى الغالية على قلوبهم والاحتفال بهذه المناسبة الوطنية العظيمة تعيش وضعا إنسانياً صعباً وتشهد فراغاً أمنياً كبيراً حتى أن المواطن أصبح في حالة خوف وقلق من الجانب الأمني ومن الأعمال الإرهابية والتي شهدتها المدينة مؤخراً ، لكن هذا لن يؤثر من عزيمه الناس ولم يمنعهم من المشاركة في أحياء ذكرى أكتوبر للاحتفال بالنصر المؤزر الذي حققته المقاومة الجنوبية حيث استطاعت بفضل صمودها وتضحياتها الجسام من دحر الغزاة المعتدين وتطهير أراضي وبلدات الجنوب .
ففي ذكرى أكتوبر أيضا ستكون هناك رسائل سوف يرسلها الجنوبيين أولها رساله شكر وعرفان ووفاء لدول التحالف العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ودولة الأمارات للدور الكبير والتضحيات الجسيمة للجنود البواسل الذي قدموا أنفسهم رخيصة من أجل عدن وأمنها واستقرارها حيث اختلط الدماء الزكية بدماء الجنوبيين سواء كانوا مقاومين أو مدنيين.
والرسالة الثانية فهي تعتبر رسالة جديده ومتجدده تذكر فيها العالم برمته أن للجنوب وطن وقضية قدم من أجلها الكثير من الشهداء ولهذا فإن شعب الجنوب سيضل يتمسك بأهدافه التي رسمها وخياراته التي وضعها وأنه لن يتنازل عن حقه في تقرير مصيره من أجل بناء دولته المدنية الحديثة.