هناك مثل شائيع يقول (المال السائب يعلم السرقة) فهل نحن في الجنوب نعيش مثل هكذا وضع .؟ الم يعيش وطننا هذه الحالة؟ ألم يأت يوم 1990/5/22 م .. والجنوب بكامل ثرواته وعقاراته وأرضيه الزراعية ومؤ سساته أساطيله الجوية والبحرية والبرية وموازينه البحرية والجوية وكل مقومات الدولة حكرا" على النظام ومنظومة ذلك النظام .. وتصب جميعها في موارد عامة تعالج بها وفق الممكن الكثير من الاحتياجات لشعب كان يقتنع بالقليل ولا يطالب بأكثر من أمن وتعليم وتطبيب .. ويقبل أن يحكمه من يسد فاقته بما توفر من موارده وخيراته ؟! . لكن هذ الشعب المغلوب على أمره دفع ثمن تقاعسه وصمته .. عن دوره في حماية ممتلكاته وغاب عن قراره الشعبي والرقابي ، وربما لم يسمح له بإنشاء مؤسساته الشرعية التي تحاسب أجهزة الدولة المختلفة التي تتجاوز صلاحياتها الدستورية وتتخذ قرارات كارثية ! ! . إلى اليوم مازال هذا الشعب متسامح مع من أباح أرضه وممتلكاته وسلمها لمنظومة النهب والسلب وربما شارك في تقاسم الغنائم! !. نحن نعلم جميعا" بأنه في22 مايو 1990 م لم تشن علينا حرب من الشمال كان نتائجها انتصار الشمال على الجنوب وفرض الوحدة بقوة السلاح لا ..ثم.. ألف.. لا ...كان ذلك قرارا سياسيا خاطئا .. قرار ندفع ثمنه وقد تدفعه أجيال .. وإذا لم نحسن استغلال مواردنا السياسية فمازال ينتظر الجيل القادم حصته من ذاك القرار الظالم الذي لن يسامح الله تعالى من كان ( سببا ) فيه .. (خلاصة ..الخلاصة) تسامح الشعب مع من سلمه للمجهول !!!.. وتسامح أيضا مع من ساهم من أبناء الجنوب في احتلال الجنوب مرةأخرى بقوة السلاح في 1994/7/7 م !!! ومتسامح اليوم مع من التحق بمقاومته من تلك المجموعات وإن كان ذلك في الربع الساعة الأخير .. رغم أنهم وبدون خجل ما زالوا جالسين على كراسي الوزارات والإدارات .. ومازالت كل الإمكانيات والاستحقاقات لهم كما هي .. ولم يكلفوا أنفسهم مجرد الإعتذار والخلود إلى الراحة والتمتع بما كان به الجيب عامر ! !!.. لكن هل استفاد ذلك النوع من الساسة والعسكر وغيرهم من هذا التسامح والعفو من هذا الشعب الذي لا يوجد له مثيل في العفو حتى والدماء تسيل والأشلاء متناثرة.. والمساكن والشوارع مدمرة .. والأرض محروقة وتضحيات جسام كان ثمنها خيرة أبناء الجنوب ؟! هذه الكوكبة التي سبقت الصفوف وقدمت أروحها في سبيل الوطن لكنها خلفت خلفها أسر كريمة تتعفف عن شرح مآسيها للآخر .. ولا تمن بما قدمته من أجل الجنوب ..وبالمقابل ، تلاقي الجحود من بعض الأحياء، والبعض عاجز لا يملك إلا الدموع والحسرة.. جحود تجاه أسر الشهداء في رد الجميل وسد الفراغ الذي تركه من يعيل تلك الأسر من الشهداء الأبرار . والمحزن أننا نرى ذلك النوع العقيم من السياسة يكرر أخطاء عام 90 وعام94 م.. ويخلق لهذا الشعب عدوا جنوبي من جديد.. مثل ما تجاهل صاحب قرار الوحدة الطرف الجنوبي الذي احتضنه باب اليمن ولم يتصالح معه وتركه ورقة رابحة بيد غزاة الأمس وغراة اليوم ..ولم يستوعب من الماضي والحاضر ويعرف الحقيقة والطريق السالك الذي يمكن أن نصل عبره إلى الاستقلال ..ألم تكن الحقيقة واضحة أن هناك عشر دول وعشر موازنات وعشرة جيوش مضاف إليها جيش ما يسمى بالشرعية والمقاومة الجنوبية لم تستطع تحقيق النصر .. وتحسم الأمر وإن كان ذلك في الطريق بعون الله .. ولا زال طرف جنوبي يرمي ذاته ويتهمه بنفس التهم الماضية ويكررها حتى اليوم ؟! ياساده إرحمونا وارحموا شعب الجنوب وقدروا تضحياته ولا تعبثون بهذا الوطن .. واعلموا أن الاستقلال لايأت بالبيانات .. وأن الشعب مطلع ويعرف من قال والحرب مشتعلة ( إن الحرب لا تعنينا إنها تصفية حسابات وصراع بين أجنحة النظام )!! كما أن الشعب يعرف من حمل السلاح للدفاع عن الجنوب وشعبه.. كما أنه لايمكن تحقيق الاستقلال بإصدار بيانات بنفس النمط القديم.. ...وأعلموا أنه لايمكن تحقيق الاستقلال وبناء دولة الجنوب إلا بالشراكة الوطنية ووحدة الصف للجميع من المهرة شرقا إلى باب المندب غربا... ياسادة أليس فيكم رجلا" رشيد؟!!