بعد تخلف منتخبي العراق وعمان عن المشاركة في مونديال خليجي 23 أبدت منتخبات أفريقية وأسيوية رغبتها بالمشاركة في هذه الدورة المقامة على أرضية صنعاء , وكان اللافت في هذه الدورة ظهور منتخب جديد وغير متوقع خطف الأضواء ونال استحسان الجماهير بتجاوزه الجولة الأولى بكل ثقة وجدارة إنه المنتخب الجنوبي , حيث تأهل إلى المربع النصف النهائي على حساب خصمه اللدود المنتخب صنعاء (أبو نقطه) , كما ساعده عامل الأرض والجمهور في حسم الجولة الأولى . تختلف هذه الدورة عن مثيلاتها بكل شيء تقريباُ , بالأمس عرق يتصبب و اليوم دم يسفك , بالأمس صخب الجماهير يملئ المدرجات اليوم أنات أم فقدت فلذة كبدها وصرخات جرحى تشق السماء , فكم من مدن دمرت وأسر إنتهت ونساء ترملت وأطفال يتمت وفي كل يوم ألف ضحية جديدة ولا يوقف هذا النزيف إلا التراضي والتنازل من الكل وللكل. لكن صنعاء أعماها كبريائها وأصمها جبروتها فولت وجهها قِبَلَ طهران , لا تسمع نصح الجار المحب ولا عتب وغيرة الأخ ولا لوم الصديق ولا شماتة العدو , فالسلطة هناك جُلّ همها كيف تتنقل من حضن إلى آخر , فهلا يعي قوادوها بأن دباباتهم وصواريخهم قبل الأمس كانت بيد الجنوبيين وبالأمس بيد جلاديهم وغداً لن تكون لهم , فمصر استسلمت في حرب النكسة حفاظاً على مابعد قناة السويس واليابان كذلك استسلمت بعد قنبلتين نوويتين وقامت الدولتين على رجليهما بعد إعترافهما بالواقع. أما صنعاء فهي عدوة نفسها ولم تجلب لشعبها إلا الويل ففي المونديالات السابقة كان يستفرد بها كل منتخب على حدة وتقاومه بإستماتة وليس لها القدرة على حماية شباكها من أجوال المهاجمين رياضياً وسياسياً ... فهل لها القدرة اليوم على أن تواجه كل المنتخبات مجتمعة؟ صحيح أن المفاوضات قد تحسم معركة صنعاء ولكن كل الحوارات السابقة والحالية ليست إلا مسكنات لتهدئة الوجع اليمني وحروب مؤجلة , فتاريخ صالح حافل باللعب على المرتدات والإنقلاب على كل اتفاقية منذ اتفاقية الوحدة ووثيقة العهد وليس إنتهاءً بمخرجات الحوار فالقادم أمر وأقسى على الجميع.