اربع ساعات مفقودة .. وساعه موجودة، عشرون ساعة ظلام .. واربع ساعات ( شبه ) نور ، هذا هو حال الكهرباء في عدن .. الحال الذي لم تعهده منذ ان عرفت التيار الكهربائي، لم تعهده في صيف 94م ولا صيف 2015م وعند السؤال عن السبب يأتي الرد هذه المرة والذي لم نعهده من قبل كالعجز في الطاقة المتولدة عن الاحتياج او خروج المحطات عن الخدمة فجأة .. ولكن هذه المرة بعدم توفر مادة الديزل !! اذا كان هذا هو حال الكهرباء وهي الطاقة المحركة لكل الاعمال والخدمات الاخرى فعن اي نشاط او عمل او حركة تنموية سنتحدث لانتشال الوضع الراكد في المدينة ، عن اي حركة تنموية سنتكلم مادام العمود الفقري للتنمية متهالك ان لم يكون مفقود .. لم يكلف القائمون على مؤسسة الكهرباء انفسهم على الاقل بتوضيح رسمي للأسباب الحقيقية وراء هذا التردي بل والكارثة .. ما عدى منشورات تأتي اخر الليل لأشخاص مجولين مبشرين المواطن المغلوب على امره بان الهلال الاحمر الاماراتي قد وعد بتوفير الالاف من الميجاوات ، وان نور عدن سيشاهده سكان دبي .
واذا ما انتقلنا الى الضفة الاخرى لتفقد مظاهر الحياة في عدن نرى الناس تبدأ برص الطوابير من عقب صلاة الفجر الى ما بعد صلاة العشاء امام مكاتب البريد بحثا عن رواتبهم والتي تجاوز البعض منهم الى 6 أشهر لم تصرف لهم بعد ، طوابير في العراء تحت حر الشمس في ظل استمرار اغلاق المكاتب لأبوابها بداعي عدم توفر السيولة النقدية، فيعود ذلك المواطن يضرب كفا بكف نادبا حاله الواقع بين مطرقة الراتب الخاضع للإقامة الجبرية في مكاتب البريد وسندان ارتفاع اسعار المواد الغذائية والاستهلاكية والتي ارتفعت اسعارها 150 % دون رقيب او حسيب لضبطها ، بالإضافة الى متطلبات الحياة الاخرى .
طفح مياه مجاري الصرف الصحي، حيث اصبحت الشوارع اشبه ببحيرات تعج بالمخلفات من قاذورات الصرف وانتشار للبعوض والامراض في ظل وضع خدمي صحي شبه معدوم .. اكوام القمامة مكدسه في كل حاره وركن والمقالب (المحارق) اصبحت تبخر ميناء المنطقة الحرة ومتنفس عدن مول.
لا تكاد الشمس تزاول الغروب، تبدأ فوهات البنادق تلعلع اصواتها في السماء (سرى الليلة ونائم) والى ان يتبين الخيط الابيض من الاسود حيث تبارح الاصابع للزناد .
عمليات نهب وسطو ليلية واسعه لم تستثني مخازن المواد الإغاثية التابعة للهلال الاحمر الاماراتي ...
هادي ونائبه بحاح يتسابقون في جولات مكوكيه .. نرى جعجعه ولا نرى طحينا.. مجرد سؤال ما الذي قدمه هؤلاء خلال الفترة الماضية لعدن ؟! استلام بحاح لباب المندب من قوات التحالف والمقاومة ، وتأدية هادي لصلاة عيد الاضحى في باحة فندق القصر .. لكي يقال ان الرئيس متواجد في عدن وليس نائبه الطامح لكرسي الرئاسة فقط متواجد في عدن المنكوبة .. وجودهم زي عدمهم .
اين هي السلطة المحلية .. يبدو ان الكل يفكر ان الامارات تقع عليها كامل المسؤولية في ادارة المدينة ، ونبقى نحن ضيوف شرف . اين هي المقاومة الجنوبية .. اين هو الحراك الجنوبي والذي ظل يردد ناشدا ( بلادي .. بلادي .. بلادي الجنوب .. وجمهورية عاصمتها عدن).
هذا هو جزء من حال عدن اليوم منذ الاعلان عن تحريرها .. يا هؤلاء عدن تحتضر .. عدن تنازع السكرات .. انقذوها .