الصين.. العثور على مقابر مليئة بكنوز نادرة تحتفظ بأسرار عمرها 1800 عام    في بيان للقوات المسلحة اليمنية.. لا يمكن السكوت على أي هجوم وعدوان أمريكي مساند للعدو الإسرائيلي ضد إيران    كتاب قواعد الملازم.. وثائق عرفية وقبلية من برط اليمن " بول دريش جامعة أكسفورد" (1)    في خطابه التعبوي المهم .. قائد الثورة : المعركة واحدة من قطاع غزة إلى إيران    ترامب "صانع السلام" يدخل الحرب على إيران رسمياً    الكاراز يعادل رقم نادال على الملاعب العشبية    دول المنطقة.. وثقافة الغطرسة..!!    بين عدن وصنعاء .. شهادة على مدينتين    رسائل ميدانية من جبهات البقع ونجران و الأجاشر .. المقاتلون يؤكدون: نجدد العهد والولاء لقيادتنا الثورية والعسكرية ولشعبنا اليمني الصامد    الخارجية اليمنية: نقف مع سوريا في مواجهة الإرهاب    تفكيك أكثر من 1200 لغم وذخيرة حوثية خلال أسبوع    اعلام اسرائيلي يتحدث عن الحاجة لوقف اطلاق النار والطاقة الذرية تحذر وأكثر من 20 ألف طلب مغادرة للاسرائيلين    بين عدن وصنعاء .. شهادة على مدينتين    كأس العالم للأندية: ريال مدريد المنقوص يتفوق على باتشوكا المكسيكي بثلاثية    المنتخب الوطني تحت 23 عامًا يجري حصصه التدريبية في مأرب استعدادًا لتصفيات آسيا    بين عدن وصنعاء .. شهادة على مدينتين    إيران تنتصر    قطاع الأمن والشرطة بوزارة الداخلية يُحيي ذكرى يوم الولاية    مرض الفشل الكلوي (9)    منظمات أممية تحذر من مجاعة في مناطق سيطرة الاحتلال    "وثيقة".. مشرفون بحماية اطقم ومدرعة يبسطون على اراضي القضاة غرب العاصمة صنعاء    - رئيس الجمارك يطبق توجيهات وزارة الاقتصاد والمالية عل. تحسين التعرفة الجمركية احباط محاولةتهريب( ربع طن)ثوم خارجي لضرب الثوم البلدي اليمني    مناقشة مسودة التطوير الإداري والمؤسسي لمعهد للعلوم الإداري    انتشال جثة شاب مات غرقا بسد التشليل في ذمار    - ظاهرة غير مسبوقة: حجاج يمنيون يُثيرون استياء جيرانهم والمجتمع.. ما السبب؟*    - وزير خارجية صنعاء يلتقي بمسؤول أممي ويطالبه بالاعتراف بحكومة صنعاء \r\n*الأوراق* تنشر عددًا من الأسباب التي    ذمار.. المداني والبخيتي يدشّنان حصاد القمح في مزرعة الأسرة    رئيس الهيئة العليا للإصلاح يعزي الدكتور الأفندي بوفاة شقيقه    "عدن التي أحببتُها" بلا نازحين.!    ريال أوفييدو يعود إلى «لاليغا» بعد 24 عاماً    توقيف الفنانة شجون الهاجري بتهمة حيازة مخدرات    كشف أثري جديد بمصر    الرئيس الزُبيدي يبحث مع سفيرة بريطانيا ومسؤولي البنك الدولي آخر المستجدات السياسية وأزمة الكهرباء    الفريق السامعي: إرادة الشعوب لا تُقصف بالطائرات والحرية لا تُقهر بالقنابل ومن قاوم لعقود سيسقط مشاريع الغطرسة    إشهار الإطار المرجعي والمهام الإعلامية للمؤتمر الدولي الثالث للرسول الأعظم    51 شهيدا في غزة بينهم 7 من منتظري المساعدات خلال 24 ساعة    من قلب نيويورك .. حاشد ومعركة البقاء    فئة من الأشخاص عليها تجنب الفراولة    الحديدة و سحرة فرعون    الدولار في عدن 3000    خبراء :المشروبات الساخنة تعمل على تبريد الجسم في الحر الشديد    حادث مفجع يفسد احتفالات المولودية بلقب الدوري الجزائري    السلبية تسيطر على ريفر بليت ومونتيري    شوجي.. امرأة سحقتها السمعة بأثر رجعي    من بينها فوردو.. ترامب يعلن قصف 3 مواقع نووية في إيران    أثار نزاعا قانونيّا.. ما سبب إطلاق لقب «محاربو السوكا» على ترينيداد؟    فلومينينسي ينهي رحلة أولسان المونديالية    علاج للسكري يحقق نتائج واعدة لمرضى الصداع النصفي    هاني الصيادي ... الغائب الحاضر بين الواقع والظنون    روايات الاعلام الايراني والغربي للقصف الأمريكي للمنشآت النووية الايرانية وما جرى قبل الهجوم    استعدادات مكثفة لعام دراسي جديد في ظل قساوة الظروف    قصر شبام.. أهم مباني ومقر الحكم    فساد الاشراف الهندسي وغياب الرقابة الرسمية .. حفر صنعاء تبتلع السيارات    الاتحاد الأوروبي يقدّم منحة مالية لدعم خدمات الصحة الإنجابية في اليمن    على مركب الأبقار… حين يصبح البحر أرحم من اليابسة    من يومياتي في أمريكا .. بين مر وأمر منه    بين ملحمة "الرجل الحوت" وشذرات "من أول رائحة"    حين يُسلب المسلم العربي حقه باسم القدر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عدن.. هموم متراكمة.. ونقص حاد في الخدمات الأساسية
أزمة مياه، طفح مجاري، انقطاع مستمر للكهرباء، وغياب الأمن..
نشر في أخبار اليوم يوم 07 - 06 - 2014

لم تعد البساتين تلك المنطقة التي عُرفت بمزارعها الخصبة وازدهارها في مجال الزراعة إلى وقت قريب .. الحزن قد كسا خضرتها ومزارعها .. لم يبق شيء جميل في الحي سوى اليباس الذي تقرأه في حقولها والتعب على جباه الرجال وخدود النساء من مستقبل مجهول لا يُعرف له طريق ..
أبنية عشوائية حوَّلت الحي إلى قرية نائية, ظلام شبه دائم , وانقطاع متكرر للمياه .. نفايات متكدسة على جنبات الطُّرق .. ومجارٍ طافحة تملأ أزقة الحارات ومداخلها .. شوارع تحولت إلى بؤر خصبة لتكاثر الفيروسات والجراثيم!! .. هموم معيشية تثقل الكاهل .. حيُ يُجبر الداخل إليه على تخيُّله من عالم آخر ..
أُناس يشعرون بأنهم خارج مخططات الزمن وخارج حدود التنمية .. وآخرون أيقنوا أن صيفهم طقس من الجحيم .. والبقية كُتب عليهم الشقاء لمجرد أنهم يعيشون تحت رحمة مسؤولين لا يعبؤون بآلامهم ولا يكلفون أنفسهم مشقة بحث شكاواهم المتكررة ..
أمانٍ ذهبت أدراج الرياح, ويأس قضى على النور الذي بقي في نفوس بعض ساكنيها .. المشاهد لها بأم عينيه يرى حجم معاناة ساكنيها .. المتجول داخل هذا الحي يشاهد حقائق تشرئب لها الأعناق .. سئموا الحديث والبوح بغصص تخنقهم بين ليلة وضحاها أمام غياب لا مبرر له للمنابر الحرة عن إسماع صوتهم لأصحاب المراكز الرفيعة .. لكن صياح أطفالهم المتكرر من حرارة تكوي جلودهم.. وقيحٌ أصاب أيادي البعض من مسافات المياه البعيدة, أبى إلا أن يكون حافزاً للتعبير عمَّا يختلج في نفوسهم التي يئست من كل شيء؛ لكنها لم تيأس من رحمة ربها ..
إنها البساتين .. صورة معكوسة ودليل شاهد سيوثقه التاريخ عن زمن ساسة خلعوا ثوب القناعة ولبسوا جلباب الظهور بسبعة وجوه .. عشقوا جلباب تكديس الأموال دون حسيب أو رقيب .. حي البساتين أحد أحياء مديرية دار سعد محافظة عدن, يقع شمال مركز المديرية ..
"أخبار اليوم" كالعادة اقتحمت ستار المجهول لمدينة ((البساتين)) المتواجدة على الورق والمنسية على أرض الواقع لتنقل لكم عن قرب شكاوى وتوسلات سكانها لعل أحداً ينظر إليهم بعدما تخلى عنهم الجميع من رأس الحكومة حتى أخمُص قدميها ..
أول ما تأخذك أفكارك وأحلام اليقظة وأنت تطرق أبواب حي البساتين أنك سوف تأتي في حضرة حي ملئ بالخُضرة وسيمنحك كل ما تحتاجه من طاقة الطبيعة ؛ لكنك تتفاجأ بكثرة الوُرَش الممتدة على طول مداخله؛ فتنقلب المعادلة في رأسك لتتخيله حياً صناعياً .. عموماً استعجلنا الدخول إليها ليستقبلنا مقلبٌ للنفايات الذي بدأ بالتمدد فوق المحدود؛ ليطال كل مارٍ في الشارع ويجُبره على التعطُّر برائحته النتنة كضريبة مرور على أرض خاصة .. أكياس البلاستيك التي تحاول التشبث بالمارين والالتصاق بهم .. واصلنا السير لندخل إحدى الحارات لنشاهد أناساً كُثر مجتمعين وملامح الغضب والتعب والإرهاق بادية على وجوههم؛ ليجذبنا منظر ذلك الرجل الذي يجلس في أحد الأزقة وحيداً, توجهنا صوبه لنقرأ تلك الملامح الكئيبة التي تبدو عليه ومن هنا بدأت خطواتنا الأولى لرصد المعاناة واليكم التفاصيل:
نعيش في ظلام دامس
فهمي سعيد محمد حاشد مواطن, يسكن في هذا الحي وعامل بالأجر اليومي - تبادلنا معه الحديث حتى عرف بأننا ننتمي إلى إحدى الصحف, فأبدى ارتياحه؛ لأن هناك أحداً قرر أن يستمع لشكواهم بعدما أصم المسؤولون أذانهم عن توسلاتهم؛ فبدأ حديثه عن الكهرباء حيث قال:" تمثل ضيف خفيف بالنسبة لنا لا نرقد الليل ولا نرتاح في النهار نراها ساعات قليلة باليوم وتختفي في البقية, يعني نعيش في ظلام دامس كل يوم, مللنا من الشمع وأُجبرنا على شراء مولد كهربائي بالرغم من حالتنا المعيشية المتعبة
وأضاف:" إن الوعود السياسية حبر على ورق وما يحصل في بداية كل صيف يثبت أن الحكومة لا تهتم بمصالح المواطنين مشيرًا إلى أن تغيير مسؤولي السلطة المحلية وكل الأجهزة التنفيذية والإدارية هو تغيير في الوجوه فقط, فيما تبقى الانجازات المعطلة رمزاً مستداماً.
واختتم فهمي حديثه بقوله: " الحكومة إما تختبر صبر المواطن أو تتعمد احتقاره بفعلها هذا ؛ لأنها لم تلمس ردود فعل شعبية مناسبة لإخفاقاتها المتتالية وقال بأن الأعمال التي كان يقوم بهاء السكان من إشعال للحرائق في الطريق العام في السنة الماضية وكل سنة إنما تأتي احتجاجًا على تردي الطاقة الكهربائية بالذات".
تعبنا من النداءات
ونحن نستجمع الآراء ونطوف في أرجاء هذا الحي, كان لنا لقاء آخر مع عادل العراج هو أحد المواطنين تحدث أيضا بقوله:" الصيف على الابواب وقدوم رمضان عندنا أطفال ما يتحملوا الحمى واضافة الى ذلك مشكلة انعدام المياه ولو جاء الماء يجي شوية بس ويحتاج دينمة "ماطور صغير لإخراج الماء" والكهرباء طافي وحالتنا المادية لا تسمح بشراء ماطور كهرباء ولا نعرف كيف سيمر علينا موسم الحمى هذه السنه نسأل الله يلطف بنا لأنه اللي باقي لنا لأننا تعبنا من النداءات المتكررة ومناشدتنا لوزارة الكهرباء بمحاولة تخفيف الانطفاءات المتكررة.
مشهدٌ عجيب
ودّعنا الأخ فهمي والأخ عادل وعلامات التعب بادية على ملامحهما وملامح كل من كان هناك؛ لننتقل إلى الحي المجاور المسمى بحي البطاطي حتى تراءت لنا مئذنة تعلو ذلك المسجد المسمى ب "مسجد البطاطي" لنفاجأ بصيحات تتولى على مسامعنا على مقربة شديدة من المسجد, أسرعنا قليلاً لنرى سر هذا الضجيج, حتى تراءى لنا مشهد جديد بل عجب العجاب ..عشرات من دِباب المياه مُحاطة بجمع غفير من الأطفال والنساء وكبار السن ليأخذوا دورهم في تعبئة أوانيهم غير مبالين بمنتصف ظهر شمس الصيف الحار .. سلموا أنفسهم للهواء الساخن بلا أدنى مقابل سوى سد رمقهم من قطرات الماء ..
حاولنا التقاط بعض الصور لنقل معاناتهم لنتفاجأ بأصوات من هنا وهناك: لا تصوروا ! .. لا تصوروا ! روحوا لكم من هنا ! عرفنا بأنهم يخافون من أن تظهر صورهم في صدر صفحات الجرائد ويراها أصحاب الكراسي, فينتقموا منهم ! فيما تحدث البعض منهم بأن المشكلة تكمن في انقطاع المياه في أن المواسير التي توصل الماء لا يتم تفقدها وليس لها صيانة نفاجأ في الصيف عندما تشتد الحرارة بأن هناك ماسورة قد انكسرت وأخرى قد أكلها الصدى وثالثة قد أتلفت ورابعة قد حصل لها كذا وكذا , والمشكلة المزمنة تكمن في المواسير وأنها قديمة وليس هناك اهتمام بها..ثم بدأنا التعمق قليلاً حتى وصلنا إحدى الحارات والمسماة حارة الطاهري لنشهد شيئاُ مشابهاً, ففي كل طريق مشيناه تلاحقنا الروائح النتنة للمخلفات والمجاري المتدفقة ألتي تزكم الأنوف...مشاكل متواصلة.
مشكلة جوهرية
طالب له حديث كغيره من المواطنين هو يحيى عبد الحكيم الداعري تحدث قائلاً:" أبرز المشاكل التي نعاني منها في البساتين مشكلة المياه, لأن انقطاع المياه انقطاع للحياة برمتها هذه مشكلة جوهرية لا يستطيع إنسان أن يعيش بدون الماء؛ تليها الكهرباء فنحن في البساتين نكاد نكون مهمشين , فالكهرباء في انقطاع دائم وبمعدل يوم كامل بعض الأحيان وإذا أنورت كان الفانوس يسخر منها لضعفها .. ولكم أن تتصوروا المشاكل المترتبة على انقطاع الكهرباء، خاصة مع اقتراب الامتحانات, فيجد طلبة المدارس والجامعات صعوبة بالغة في مذاكرة دروسهم.
وتابع بالقول:" مع اقتراب الصيف هناك مؤشرات أنه سيكون أشد حراً مع هذه الانقطاعات المتكررة للماء والكهرباء, الله يعين, لا تسألني كهذه الأسئلة وأنت ترى دِباب الماء طوابير أمام المساجد وتراني أتصبب عرقاً لمجرد وقوفي معك وتحت ظل الشجر.
الحي أصبح منسياً
ويواصل حديثه بالقول:" لو تحدثنا عن بقية المشاكل فهي كثيرة كأكوام القمامة التي صارت جزءاً أساسياً من زينة البساتين ومصدر قوت بعض الأسر الفقيرة .. والمجاري الطافحة التي تحولت إلى متنزه غير مرغوب فيه للأطفال الذين يلعبون في الشوارع ومجلسنا المحلي كأن الأمر لا يعنيه أو أنهم يتلاعبون بمخصصات المديرية, سنكون صادقين ولو قليلاً, الحي أصبح منسياً, بل ومهمشاً من قبل المسؤولين عنه فقد يقول بعض المسؤولين عنه حي الأخدام ....


وقال في آخر حديثه:" السلطة المحلية والمجلس المحلي لهم يد في كل ما يحصل لأبناء البساتين حتى وإن كان هناك تجاهل للمديرية من قبل سلطات أخرى, إلا أنهم المعنيون بالمديرية, إذا كان هناك تجاهل لهم ينزلوا إلى الشارع الذي انتخبهم ويصارحوا الناس ويقدموا تنازلاتهم ليصنعوا قضية رأي عام ..
نعاني من مشاكل كثيرة
انتظرنا قليلاً حتى تهدأ حرارة الشمس ومع اقتراب اليوم من انتصافه, عاودنا الكرّة مرة أخرى لنواصل السير في غياهب المعاناة وبدأنا الدخول في عمق الحي تحديداً إلى الشمال الغربي من مديرية دار سعد وتحديدا بين حافة الطاهري وقرية الفلاحين هناك قابلنا الشيخ خالد علي سالم الساحلي - عاقل الحارة - رجل متوسط في العمر تبدو على ملامحه الطيبة وحسن المعاملة منذ الوهلة الأولى لرؤيته وبعد معرفة ما نريد منه بدأ في بداية حديثه بالقول:" نعاني من مشاكل كثيرة لا نستطيع حصرها, لكن مشكلتنا الرئيسية تكمن في الأمن العام فالعاملين في مركز شرطة البساتين أصبحت تصرفاتهم مؤرقة لنا في كل وقت وحين .. لا يؤدون أي واجب من واجباتهم بطريقة صحيحة وأصبحوا هم المشكلة الرئيسية لنا بالرغم من كثرة البلاغات والشكاوى التي يقدمها المواطنون .. مما أدى إلى انتشار مروجي المخدرات واللصوص وكثرة أعمال النهب والبسط على أراضي المواطنين ..
كثافة سكانية
وأضاف الساحلي: " هذه المنطقة قديمة جداً مقارنة ببقية مناطق المديرية برمتها, فبعض سكانها منذ ثلاثينيات القرن الماضي والحي يشهد كثافة سكانية بشكل كبير, فيما يقابله بُطء وتوقُّف الخدمات الأساسية المقدمة للحي من الجهات المعنية ..
ويستدرك متحدثاً عن الخدمات المتواجدة في حي البساتين مقارنةً ببقية الأحياء فقال: " إنه بالمقارنة بالأحياء الأخرى, فإن حي القرية في الترتيب الأخير من حيث خدمات البنية التحتية والمباني الخدمية موضحاَ أنه لا يوجد طريق سالك في هذه المنطقة فجميعها بها حفر ومطبات وتحتاج إلى رصف لها .. أضف إلى ذلك مشكلة الوضع المتردي لشبكة الكهرباء وخروج محطة مأرب الغازية بشكل مستمر والتي تشد وتيرة الاعتداءات عليها دون انتهاء؛ مما يؤدي إلى انقطاع التيار الكهربائي وهي مشكلة يعانى منها كل بيت الآن ليس في البساتين وحدها بل في كل المحافظات وهى تؤثر بالسلب على الجميع.
البناء العشوائي مشكلة كبيرة
وتابع:" لكن انتشار البناء العشوائي سبب لنا مشكلة كبيرة في زيادة الضغط على التيار الكهربائي الوارد إلينا, فينقطع التيار لمدة تصل الى 12 ساعة في اليوم الواحد؛ فنتعرض لجرائم وحالات سرقة وخطف وخاصة في ظل عدم وجود أمن كاف يحد من حالات السرقة المنتشرة والتي يساهم فيها الانقطاع المستمر للكهرباء؛ لأننا في قرية نائية..
ويلحق بالقول:" نقص المياه وعدم توفر شبكة الصرف الصحي مشاكل إضافية؛ فبالرغم من أنها متواجدة في احياء قريبة منا لا تبعد سوى بضعة مترات .. ايضاً هناك مساحة خصصها أبناء القرية لبناء مدرسة لأطفالهم؛ لكن العمل فيها توقف منذ ما يقارب العامين؛ مما يجعلنا نتكبد مزيداً من المشاقّ والمسافات الطويلة لإيصال أبنائنا وبناتنا إلى مواقع الدراسة في الحي المجاور في البساتين.
وينهي حديثه:" المجلس المحلي لا توجد لديه أي صلاحية تنفيذية, فهو يقوم بدوره بتلقي الشكاوى من المواطنين ورفعها إلى الى السلطة التنفيذية لكي تقوم بواجبها في إيجاد الحلول للمشكلات لكنها تمارس سياسة اللامبالاة لمواطنين يتنفسون بلا روح حيث يفتقد المواطن في هذا الحي الحياة الآدمية التي يعيشها أي مواطن عادي؛ لذلك لابد من وضع حلول ناجعة وعاجلة من قبل الجهات المعنية حتى لا يتفاقم الوضع أكثر مما هو عليه حالياً".
حكومة عاجزة عن حماية ممتلكاتها
الحقيقة التي لا يختلف عليها اثنان أن السبب الاساسي وراء انقطاع الكهرباء يعود إلى المخربين لأبراج الكهرباء وفي كل مرة تتحمل ميزانية الدولة عشرات الملايين من الدولارات وامتناع المتنفذين عن دفع فواتير الكهرباء في ظل غياب تام لأجهزة الدولة في تحمل مسؤوليتها وعجزها في حماية الممتلكات العامة.
طال الانتظار ولسان حال المعنيين في وقت تسوء فيه حالة الحي حتى انتهت اليوم إلى الشكل الذي تحدثنا عنها في سطور سابقة من هذا التقرير .. وأمام تبجُّح المعنيين ومن يهمهم الأمر على القنوات وخطاباتهم الطويلة لا تضم سوى معاناة شعب لا حول له ولا قوة؛ يبقى المواطن يتساءل الى متى ستبقى الدولة غائبة عن وعيها ؟ والى متى سنبقى نكابد ظروف الحياة القاسية؟ أين تصرف مخصصات الحي؟ لماذا لا يلمس المواطن أي تغيير يُذكر؟ وتتوالى الأسئلة: كيف يمكن لهم أن يتصدروا الفضائيات ومعظم أحاديثهم تدور حول الإنجاز؟ رغم أن عدن إلى الآن لا تزال تعاني من مشكلة جسيمة وهي الكهرباء.
كل حلمهم ضوء بسيط
لا يعرفون الإجابة ولا يريدون أن يعرفوا .. المواطن البسيط الذي يسدد كل حق للدولة على ذمته من فواتير الكهرباء الوهمية والمياه المتقطعة, ورسوم المجاري التي لم تصل بعض الأحياء .. يريد أن ينعم بضوء بسيط وهو كل ما يحلم به, تلك هي المعادلة التي نجزم أن اختيار أحد طرفيها لا يحتاج لكل هذا التفكير الذي يخوضه المعنيون اليوم .. إنها دعوة لإنقاذ حي البساتين وساكنيه.
أوشك الوقت على التلاشي واقترب كابوس الظلام يفرد أجنحته على حي البساتين؛ فقررنا الاكتفاء بنقل شيء بسيط وجزء من كل تاركين وراءنا حكايات وعِبر .. حي بيوته الصفيح - وفقره مدقع - ظلامه دامس - وماءه شحيح - وحرارته مرتفعة - وأطفاله لم يكفوا عن الصراخ .. أزمات ليست وليدة اليوم؛ بل أنهكها الانتظار على أبواب المسؤولين من أجل أيجاد الحلول .. قصص مؤلمه تلك التي سطرها لنا الساكنون في حي البساتين وكأننا في زمن قديم .. مطالب أساسية يطالب بها ابناء الحي والتي تعتبر من مقومات الحياة البسيطة التي لا يستطيع الانسان ان يعيش إلا بها .. ملفات شائكة تبحث عن حلول ومنذ سنوات طوال والى الآن لا تزال البساتين ترزح تحت طائلة الفقر وانعدام الخدمات, وكل ما يتغير فقط ثروة أرباب السلطة التي لا زالت في تطور مستمر !
مطالبين الجهات المعنية النظر اليهم بعين الرحمة بدلاً من عين التهميش التي طالتهم منذ زمن بعيد .. في حين طالب الساكنون بسرعة معالجة قضايا النفايات والأوساخ التي تكدست في كل أزقة الحي بدلاً من أن تتحول إلى كارثة لا يُحمد عقباها؛ تركناهم ولسان حالهم يقول: هل يكون الحل في مسح تعب النهار هو النوم فوق السطح؟ لِمَ لا فهو الحل الأمثل لمشكلة الكهرباء !!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.