الكاتب نبيل سبيع هو من الكتاب الذي أكن لهم كل الاحترام كتب موضوع بعنوان استعيدوا عقولكم أولا. وخلاصة الموضوع انه أكد على كراهية بعض قيادات الحراك لكل ما هو شمالي وفي اعتقادي ان كل ما ذكر في الموضوع هو فقط مقدمة إنشائية للوصول إلى نقطة الكراهية فقط. وان هذا الاستعداء والكراهية لكل شمالي ماهو إلا صفه من صفات الجنون. أستاذ نبيل قد تكون محق في ان الجنوبيين كلهم وليس بعض يكرهون كل ما هو شمالي ولكنك كنت غير محق في وصفك ذلك الاستعداء انه جنون للأسباب التالية. 1_ لانك لم تجهد نفسك قليل لتستعيد بعض الذكريات التي انته شخصيا عايشتها وكنت تكتب عنها مقالات عديدة تنتقد من خلالها السلوك الإجرامي الذي يمارس ضد أبناء الجنوب من بعد حرب الاجتياح والاحتلال في 94م . 2_تجاهلت أم خانتك الذاكرة إننا تحدثنا انا وأنت ونايف حسان في هذا الموضوع قبل حوالي 3-4 سنوات في منزل الأخ محمد شاكر أطال الله عمره في عدن وقلت لكم إننا نخرج في مسيرات نضالنا السلمي والشماليين كما تفضلت يدورون بين صفوفنا بجواريهم يبيعون الماء والسجائر ونحن نعلم ان اقلبهم امن سياسي ومهمتهم رصدنا من اجل الموت وفوق هذا كله لم يمسهم احد بأذى إطلاقا. 3_ لو حاولت أيضا ان تبحث بعمق وتجرد لمعرفة الحقيقة التي جعلتنا اليوم أكثر من إي وقت مضى نكره إي شمالي دون استثناء لوجدت ان هذا العداء الشامل لن يأتي من فراق أو من طفحة مزاجيه أو من هوس لمجرد العداء والكراهية وكنت ستعرف الكثير وسأوجز لك منه جزء بسيط لكي تعرف انه ليس كما وصفتنا به وطلبت مننا ان نحرر عقولنا أولا قبل تحرير البلد الجنوبي. إليك نموذج بسيط لأسباب الكراهية المفرطة والشاملة لكل شمالي وهو. أ_تخيل ان إنسان يظهر نفسه انه معاق ويقعد أمام الجامع ويفرش شاله يطلب من الناس التعاون معه من اجل إعانة أسرته التي لايوجد لديها معيل غيره وأبناء الجنوب الطيبين والعاطفيين لن يبخلوا عليه رغم قساوة العيش والفقر الذي نعاني منه نحن أبناء الجنوب ولكننا مستعدين نتقاسم مع المحتاج المعاق ما نقدر على امتلاكه ولو كان بسيط جدا. وفي حرب الغزو اليمنية الهمجية الأخيرة ضد شعبنا لنفاجئ بان الأعرج الشحات طلع صاحب رتبة عسكرية وقناص درجة أولى قتل من أبناءنا العشرات في عدن وأيضا اتضح انه ليس معاقا إطلاقا وعندما تم الصعود إلى عنده من قبل الشباب وهو ينقص فيهم حتى وصلوا إليه فوجدوه المعاق المسكين الذي يقعد أمام احد الجوامع في عدن ومعه قناص أخر موديل . ب-صاحب الخضار الذي يدور في الحوافي في عدن وكنا نعزف عن شراء الخضار من أصحاب المحلات ونشتري من هذا المتجول رأفة به كونه يتجول في حرارة الشمس وكنا إذا وقف عند باب احد المنازل أسقيناه ماء وأعطيناه من ما لدينا من قوت وقد يكون قوتنا متواضع لا يقنع هذا المسكين الذي نحن نراه في نضرنا مسكين وفي الأخير نجده يتجول وقائد طقما حربيا يقتل به أهلنا وأبناءنا ويدمر به المساكن على رؤوس النساء والأطفال في عدن وبعض محافظات الجنوب. ج_ المتجول باسطوانات الجاز على الجاري كنا أيضا نعطف عليه ونشتري منه الاسطوانات مع ان الغار متوفر وبأقل الأسعار في محلات الغاز المتواجدة في كل حي ونحن نشتري من هذا المتجول متعاطفين معه ولم نعلم انه مكلف برصد منازلنا والتعرف على شخصياتنا وفي الأخير نجده قائد نقطه من نقاط إخوته الغزاة ومعرف أيضا. أستاذ نبيل هذا ما يسر وما لم نذكره كان أعظم فهل هذه الاعمال الدنيئة التي مارسها أهلكم ضدنا وبكل فئاتهم غنيهم مع فقيرهم مع ضابطهم مع عسكريهم مع شيخهم مع رعويهم كلهم مجمعين على قتلنا وتشريدنا من بلدنا كل هذا ياترى لايعطينا الحق بان نكره كل شمالي ؟ أستاذ نبيل حتى انته الذي كنت أظنك ناطق حق في ظروف صعبه اليوم تتجاهل معاناتنا وتتهمنا بالجنون . وما يسعني إلا ان أقولك ربنا فوق الجميع وهو الشاهد وهو الحكم وهو الناصر للحق وهو من يهزم الباطل مهما كانت قوته وجبروته . وان شاء الله نتبادل الزيارات الرسمية بين الدولتين دولة الجنوب العربي الحرة والمستقلة ودولة الجمهورية العربية اليمنية ان بقية جمهوريه أو حتى ملكيه ما تفرق عندنا .
