دعونا نكون اكثر صجق و واقعية.. لا نزايد كثيرا.. و نتفنن.. و نتسترسل.. نرغي و نزبد.. فليس هناك ما به نتفاخر .. ليس هناك شئيا انجز نريه للجميع و نقول هاكم ثمرات تصالحنا و تسامحنا... فانظروا الى مجتمعنا .. انظروا الى حالنا و نحن نسير في شوارعنا بتوجس خوفا و قلقا ان ينفرط عقدنا في اي لحظة!
ذلك لاننا تجاوزنا بعض الخطوات التي يجب ان نستعد بها..و نسينا انه قبل التصالح و التسامح فيما بيننا.. نحن الغرباء عن بعضنا.. نحن الذين لا تجمعنا اى صلة دم او قربى.. نحن الذي كل ما يجمعنا هو فقط كيان وطن يجب ان نتعايش في نسيجه جميعنا بكل اختلافاتنا...
فكأن لابد ان نؤسس ارضية صلبة لانجاح اي تصالح و تسامح بعيد عن محيطنا..
اذا و قبل ان نحتضن بعضنا نضع امام انفسنا العديد كن الاسئلة... هل تصالحنا و تسامحنا مع انفسنا؟! هل خرجنا من بيوتنا و قد تصالحنا مع زوجاتنا و ارضينا والدينا؟! تتسأل.. هل جاهدنا انفسنا و كبحنا جماح شهواتها و تعلقها بزينات الحياة الدنيا... من حب النفس و المال و الجمال و البنين؟! هل توفرت فينا الأخلاق الحميدة التي هي اساس مطلوب لكل العلاقات الطيبة بين افراد المجتمع؟! هل راعينا حق الجار؟! فلا يعقل ان نحمل كيس القات و قارورة شراب بارد و قارورة ماء باردة.. و نغادر صوب ساحة التصالح و التسامح.. بينما نترك خلفنا والدين غاضبين علينا.. و زوجة مجروحة من قساوتنا... و اولاد تملئ الكدمات اجسادهم من عنفنا.. و جار اغلق بابه خوفا كلما راءنا...
قبل ان ننشد اصلاح المجتمع... دعونا نتدرج و نبدأ الخطوة الاولى بالخوف من الله و اصلاح انفسنا!! و دعونا نبدأها بدعاء صادق خالص لله... اللهم وفقنا باصلاح انفسنا و ذات بيننا و اجعلنا لبنة صالحة لمجتمعنا!!