عندما نتحدث عن الحوارات السياسية المتعلقة بالأحداث السورية او الصراع في اليمن فهذا يقودنا إلى التعمق اكثر لفهم تلك الحوارات التي لم تفي نفعاً في حل الخلافات القائمة في تلك الدول العربية، إن التحدث عن "قانون جنيف" المتعلق بحماية بعض الأشخاص والأموال الثابتة والمنقولة اصبح التحدث عنه مجرد كلمات يتحدث عنها المتضررين من نزعة الحروب ، وايضاً "قانون لاهاي" المتعلق باستخدام القتال وطرقه وسلوك المتحاربين بات غير مجدي لتفادي الأخطاء في الحرب او تفادي النزاعات المسلحة فهناك شوارع تدمر ويقتل فيها المئات في اليمن جراء ضربات الكاتيوشا على المدن اليمنية وايضاً هناك قرى تدمر بشكل كلي في سورية ويقتل ابنائها بدم بارد ومنظمات حقوق الأنسان مازلت تلتزم الصمت باستثناء إدانات مريبة، فالحوار اصبح الفرصة الذهبية لتلك النزاعات لتصفية حسابتها ضد من يعارضها، لتقوم بقتل وتدمير ما تبقى من الحياة البشرية . يفترض الا تكون هناك حوارات سياسية قبل ان يكون هناك وقف فوري للحرب بين كل الانظمة المستبدة وبين الفصائل المقاومة، فالحرب لها اخلاقيات قبل أن يكون لها حل سياسي، ما لم يدركه البعض لفهم الحوار هو القيم الإنسانية والضمير الهابط الذي لا يعطي البشر الحقوق الانسانية المتعارف عليها دولياً فالحوار لا شيء من دون البشر وكذلك الدولة لا قيمة لها من دون الإنسان فلماذا القتال في سورياواليمن وليبيا على مناطق ومدن مدمرة والفارين من هول الحرب قد تركوا منازلهم وهجروها لتكون مقر للنزاعات المسلحة ومعرضة للضربات الجوية فاتفاقية "الينسكو" الموقعة في عام 1954والمتعلقة بحماية الأعيان الثقافية في زمن الحرب لم تعطي البشر الأبرياء الحق البسيط لحمايتهم، ما لم يكن هناك تفهم سريع لما يحصل في اليمن وسورية وليبيا لن يكون هناك حل سياسي سريع يقلص النعرات الطائفية والسياسية والمذهبية الذي بات يهدد دول الشرق الأوسط تحت مسمى صراع سني شيعي يجب التغلب على الطابع الطائفي بطريقة سيكوغرافية قبل التوجه إلى الحل السلمي الذي سوف يسلكه الجميع آجلاً او عاجلاً . إن قانون الحرب سوف يهز قدرة الأممالمتحدة في فشلها الذريع وعدم قدرتها على حفظ السلام في منطقة الشرق الأوسط، بالرغم من اهمية القانونين السابقين والتباين الموجود بينهما لكن ليس هناك من آلية مناسبة للأمم المتحدة لتطبيق القوانين لذلك سوف يستمر النزاع المسلح لفترة طويلة دون المعرفة بسلبياته على مدى الزمن البعيد، ومما يؤسف أن نهاية الحرب في دول الشرق الأوسط لن تأتي للبشرية بالسلام الموعود وإنما سينتج عنها مزيد من الحروب وزيادة بؤرة الصراع والانتشارات المسلحة وإحياء صراعات قديمة قد اكل عليها الدهر وشرب على اندثارها..