تطرق الرئيس باراك أوباما في أول خطاب لحالة الاتحاد في ولايته الرئاسية الثانية إلى أبرز قضايا الشرق الأوسط في المرحلة الراهنة، ليطلع الأميركيين وكذلك العالم، على الأطر العامة لسياسات إدارته خلال السنوات الأربع المقبلة. ورغم هيمنة القضايا الداخلية والخلافات بين الديمقراطيين والجمهوريين على خطاب أوباما الذي ألقاه مساء الثلاثاء، تحدث الرئيس الأميركي عن الصراع الدائر في سورية والأوضاع في مصر وجهود السلام في الشرق الأوسط، إضافة إلى الملف النووي الإيراني المثير للجدل. التحول في الشرق الأوسط وشدد على أن نهج إدارته يقوم على تقديم الدعم لحلفائها في العالم ل"حماية الديمقراطية"، وقال إن الولاياتالمتحدة ستقف إلى جانب شعوب الشرق الأوسط وهم يطالبون بحقوقهم الأساسية و"سندعم الانتقال المستقر نحو الديموقراطية". x أوباما خلال خطاب حالة الاتحاد وأضاف أن عملية الانتقال هذه "ستسودها الفوضى ولا يمكننا أن نفترض أننا سنستطيع إملاء شكل التغيير في بلدان مثل مصر، لكننا نستطيع وسنصر على احترام الحقوق الأساسية لكل الشعوب". مشيرا إلى أنه سيحمل معه عدة رسائل في هذا الصدد في زيارته إلى الشرق الأوسط الشهر المقبل. الأزمة السورية وبالنسبة لسورية التي تشهد نزاعا دمويا بين المعارضين والقوات الموالية للرئيس بشار الأسد منذ عامين، قال أوباما إن إدارته ستواصل سياسة الضغط على النظام السوري الذي "يقتل شعبه". وأضاف أن واشنطن ستدعم أيضا "قادة المعارضة الذين يحترمون حقوق جميع السوريين". وتعهد أوباما بالوقوف إلى جانب إسرائيل في مسعاها نحو الأمن وتحقيق سلام دائم من دون أن يشير إلى الفلسطينيين. ردود فعل عربية ورأى المحلل السياسي المصري سمير كرم أن خطاب أوباما حمل الكثير من الإيجابيات بالنسبة للمنطقة. وقال إن حديث الرئيس الأميركي عن "الشعوب وما تريده"، مؤشر إيجابي على أن الولاياتالمتحدة تنظر إلى ما يجري في المنطقة على أنه "تحركات شعوب وليست مجرد نزاعات بين نظم معينة". وبالنسبة لملف الأزمة السورية، دعا عضو الأمانة العامة في المجلس الوطني السوري المعارض جبر الشوفي الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي إلى بذل الجهود لوقف نزيف الدم في سورية، وقال إن "دماء السوريين تسيل بشكل يومي دون أي حراك". وأضاف في اتصال مع "راديو سوا" أن المجتمع الدولي سيكون شريكا في ما يجري في سورية إذا ما استمرار الصراع وطال أمده. وفي المقابل، اعتبر رئيس التحرير السابق في صحيفة تشرين السورية عصام داري أن موقف الرئيس أوباما يشكل دليلا على التراجع الذي تسجله المعارضة، خصوصا بعد أن "فشلت العصابات المسلحة في سورية من تنفيذ المهام الموكلة إليها". وأضاف أن ما يحدث في بلاده "ليس ثورة وأنما نوع من الحرب العالمية على سورية". وأما بشأن حديث أوباما عن السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، قال مستشار الرئيس الفلسطيني صبري صيدم إن الشعب الفلسطيني "شبع شعارات" عملية السلام وهو الآن يبحث عن خطوات فعلية في هذا الصدد. واعتبر صيدم أنه لا جدوى من العودة إلى طاولة المفاوضات إذا لم تصب الجهود الأميركية في سياق "إنهاء الاحتلال". النووي الإيراني وتطرق أوباما في خطاب حالة الإتحاد أيضا إلى الملف النووي الإيراني،و قال إنه "يجب أن يقر القادة الإيرانيون بأن الوقت قد حان الآن لإيجاد حل دبلوماسي لأن التحالف ما زال موحدا لمطالبتهم بتنفيذ تعهداتهم" الدولية. وأضاف "سوف نقوم بكل ما هو ضروري لمنعهم من امتلاك سلاح نووي". أفغانستان وأكد الرئيس الأميركي على أهمية الدور الذي قامت به القوات الأميركية لهزيمة "قلب القاعدة" في أفغانستان، وأعلن نيته سحب 34 ألفا من هذه القوات خلال العام المقبل. وجدد الرئيس الأميركي التزام واشنطن بالحيلولة دون تحول أفغانستان مجددا إلى قاعدة للإرهاب بعد انسحاب القوات الدولية العام القادم. كما أكد أيضا نيته مواصلة سياسته في محاربة الإرهاب من خلال الاعتماد على أطراف أخرى بدلا من إرسال قوات أميركية للقيام بهذا العمل، حيث أكد أن واشنطن ستدعم اليمن والصومال وليبيا لتحقيق الأمن ومجابهة الإرهابيين على أراضيها كما ستساعد حلفاءها في مساعيهم لهزيمة الإرهابيين كما يحدث في مالي، في إشارة إلى الحرب الفرنسية ضد الإسلاميين في شمال مالي. وهذا فيديو لخطاب الرئيس باراك أوباما باللغة الإنكليزية: