عدن ليست ( المدينة الفاضلة ) ، فروما العملاقة لازالت تضج بعصابات المافيا و ليس هناك مافيا أشد إجراما و فساد من المافيا الروسية و المافيا اليابانية "الياكوزا "، 6 آلاف ايطالي أمريكي يشاركون اليوم في جريمة منظمة على شكل عصابات إقليمية يقال لها عائلات لتشارك في نشاطات عديدة غير قانونية تكسب مليارات الدولارات سنويا من هذه النشاطات الإجرامية رغم كل المحاولات المتداولة للقضاء عليها . اليوم ينطلق كل شباب عدن المثقف المبدع الطموح من فنيين و أكاديميين و طلبة و موظفين لبث روح الحياة فيها و لتقديم مراسم تأبين عصر الموت و الظلام و لإعادة روح الحياة و السلام رغم كل المخاوف من تهديدات لزعزعة الأمن التي تطلقها جماعات متطرفة انتشرت مؤخرا في قلب عدن تحت مسميات و شعارات دينية تعمل هي الأخرى لصالح أجندات خارجية و جماعات أخرى هي الأكثر عنفا و تطرف ، أبادتها عدن في الأمس القريب و طردتها خارج حدودها الطاهرة لتتوضأ مجددا و تصلي في محرابها آمنة ، خارج أسوار الإنكسار باتت كل الرهانات على وأد عدن خاسرة تماما ، لأن عدن اجتمعت لتطلقها صرخة واحدة أنه : " كما استعدنا عدن ، سنستعيد أمانها " .. مسيرة نصر بين أعينكم !! أحدث فيلم عدني روائي قصير مدته 6 دقائق فقط يتحدث عن الإشاعة و خطرها القادم المحملق على المجتمع و دور الشباب العدني في رفد المقاومة الجنوبية و تحقيق النصر ، يقوم ب أداء أدوار الفلم مجموعة من الشباب العدني المتحمس و المثقف جدا . قرأت على موقع التواصل قبل أيام بيان أصدرته المقاومة ، كان ذلك النص كفيل لإسكات كل صوت صارخ يهدد و يتوعد الأمناء بمزيد من العمليات الانتحارية هنا و هناك .. بيان يعلن بدء موسم الحصاد واقتلاع جذور الشر ، يتعهد ب إعادة الأمن و تصفية عناصر الإرهاب وتقصيهم أينما ثقفوا .. ، استمعت بتأثر بالغ لكلمات د. حسين حسن با رحيم " أمين عام كلية الطب و العلوم الصحية " و عن انطباعه الأول و مدى تأثره فرحا وهو يرى طلابه الأعزاء بعدد لا بأس به في أول يوم دراسي قادمون و حالة القلق و الترقب التي ساورتهم آن ذاك حاملين قلوبهم على أكفهم وسط كل ما يسمعونه من تهديد و وعيد ، حينما سألهم دكتورنا العزيز عن سر قدومهم و رباطة جأشهم رغم كل ذلك ، أجابوا ب إنه : " إذا لم نأت نحن فلن يأت بعدنا أحد " ، و لحديث الأخت هيفاء علي إبراهيم إحدى موظفات الكلية و هي تصف حراسته المنتشرة و المشددة عند مدخل المبنى فمن يحرسونها من الشباب المقاوم ليس له أدنى مصلحة في ذلك و لا يتقاضى أجر ، لاشيئ يدفعه لتأمين هذا الصرح الأكاديمي سوى تأدية واجبه بدافع حبه لعدن .. رأيت أن من أعاد بناء عدن ما بعد الحرب حتى اللحظة هم شبابها المثقف ، من أعاد أمنها و أمانها أيضا هم شبابها المثقف ، و من يبالغ في التحدث عن مشاكلها الأمنية فليخصصها إذا و ليرجعها لأسبابها إذا أراد ، مالم ، فسيكون لا محالة غير منصف في تعاطيه مع الأمور و الحقائق .. أتكلم هنا عن روح عدن و قلبها النابض بالعطاء ، عن شيئ ما يشبه الحب ، عن ناسها و شعبها الذين يعملون ك خلية نحل واحدة في إحداث أمنه و سلامه بأنفسهم ، ذلك إذا أدركنا فقط أن عملية إعادة الأمن في عدن لم تبدأ بعد و لم يتم تفعيل جهاز أمني واضح و مكتمل حتى اللحظة يبدأ عمله من عدن و لا فتح مؤسسات و أجهزة الدولة بعد !! إن كل ذلك لن يتأت بيوم و ليلة و أهل عدن مدركون ذلك ، و لذلك يحملون إرادة لا تهزم و لا تقهر ، فلا داعي بعد كل ذلك للتهويل و المبالغة ، فعدن ذكية جدا و لازالت منتصرة و بخير ..