الورقة الأولى:تواضع وبساطة وإبداع لست أعرف مثقفاً واسع الثقافة وشاعر حقيقياً مبدعاً وملتزماً بقضايا وطنه وهموم وتطلعات أمته العربية والإسلامية , أقول لست أعرف مثقفاً على هذا المستوى الرفيع من الإبداع والبساطة والتواضع كالدكتور عبدالعزيز المقالح _ فالى جانب ثقافته الواسعة وإبداعه الغزير فثمة سمات يتصف بها منها بساطته المتناهية وتواضعه الجم اللذان يلمسهما كل من يعايشه أو يتعامل معه أو يقترب منه علاوةً على اهتمامه ورعايته وتشجيعه للمواهب المبتدئة الشابة في مختلف فنون الإبداع ولاسيما ( الشعر ) وذلك عبر توجيهها النصح لها لتخط طريقها بثقة إلى عالم الإبداع بآفاقه الواسعة . أو بكتاباتها عن نتاجاتها في عدد من صحفنا , ذالك هو شاعرنا الكبير ( عبدالعزيز المقالح ) وهناك سمة هامة يتصف بها بصدق وليس تظاهرا وهي انه لا يتحدث عن دوره في ثورة 26 سبتمبر 62 م كما يفعل الكثيرون من أدعياء الثورة ولعه يأنف الحديث عن السؤال عن دوره في الثورة وهكذا هم المناضلون والثوار الحقيقيون الذين يقدمون خدماتهم الجليلة لأوطانهم دونما ضجيج أو تفاخر أو ادعاء .! أما على صعيد إبداعه فثمةً سمةٌ غالبةٌ على شعره وكتاباته النثرية تتمثل في بساطة مفرداته وسهولتها فهو لا يجنح إلى غموض ولا ينزع إلى تعقيد وحتى في قصائده النثرية لا نحس غموضاً أو حزلقة لفظيةً أو أحاجياً وطلاسم وإذا تبدى لنا بعض الغموض أحياناً فهو ليس بالغموض المستفلق وإنما هو غموض شفاف أي غموض واضح أو وضوح غامض على حد تعبير عميد الأدب العربي الراحل د/ طه حسين واقرأوا معي هذا المقطع : ودياري . هي الحلم , من أجلها اسكن الشعر والشعر يسكنني يتخلق عبر دمي , تحت جلدي خلايا وأنسجه . في النهار الكليل يرافقني في المغاور شمساً وفي الليل يركض في خيمتي قمراً كلما اشتقت للوطن المستباح تحية حب وتقدير وعرفان لشاعرنا المبدع الكبير د/ المقالح _ " وأمد الله في عمره ليظل ذلك النجم الوضاء في سماء الأدب والثقافة في الوطن والعالم العربي . الورقة الثانية:إن كان خوفي يجي من حيث وأكن أماني ! عنوان هذه الورقة شطر من بيت شعري من قصيدة للشاعر العامي الأبيني الجنوبي _ احمد ناصر جابر _ الذي صدر له ديوان منذ مدة تحت عنوان ( السدير ) باللهجة العامية حتى تكون قصائده أقرب إلى مستوى فهم عامة الناس .. والجابري _ وهذا اسمه الذي يعرف به بين معارفه وأصدقائه وزملائه _ شاعر رقيق وملتزم وله قصائد وطنية عديدة كما كانت له صولات وجولات مع عدد من شعراء الفن الأبيني ( الدحيف ) وقد تعرفت عليه أكثر حين كنا في صفوف حزب التجمع الوحدوي في وقت كان المناضل الكبير الفقيد _ عمر الجاوي _ حياً يرزق .. غير أن ( الجابري – وعلى نحو مفاجئ انتقل إلى عضوية حزب الرابطة . ونعود إلى العنوان إن كان خوفي يجي من وأكن أماني منين عاد الأمان .. ! أجل إذا كان الخوف يأتيك من المكان الذي لا تتوقع صدوره منه أو ممن ترجو وتأمل منهم الأمان والطمانينه , ممن ينبغي عليهم أن يحافظوا على سلامتك وأمنك وسكينتك , وإذا كان تخوفك نابع من هؤلاء .. فمن أين إذن تتوقع أن يأتيك الأمان ؟! انه بيت شعري بسيط ومعبر عن قضية على جانب كبير من الأهمية وربما يصدق هذا البيت وينطبق على ما نعيشه من هذه الأيام من فراغ أمني و أعمال بلطجة واعتداءات واغتيالات وسرقه ونهب ... الخ ..نعم انه الشعر البسيط المصاغ في قالب شعري جذاب يصل إلى الأسماع ويدخل القلوب دونما استئذان _ وتجدر الإشارة إلى أن المناضل الكبير _ عبدالرحمن الجفري _ كتب مقدمة يوان الشاعر ولعلي أتناول الديوان بشي من التفصيل في فرصة قادمة . الورقة الثالثة:شاعر الفلاحين . لعل الشاعر الكبير والمربي القدير الأستاذ ( كور سعيد عوض ) أشهر شاعر في أبين . وذلك لان له حضور واسع واسهام كبير في مختلف المناشط والفعاليات الجماهيرية والأمسيات الأدبية والفنيه .. حيث لا يتخلف عن الحضور عن أية فعالية وهو في الغالب يضفي على الفعاليات التي يشارك فيها جواً من الإمتاع والابتهاج والفائدة بالقائة قصيدة جديدة تتلاءم مع جو المناسبه المقامه وقد صدر للشاعر ديوان موسوم ب ( قبلات على تراب الوطن ) ضم بين دفتيه كثيراً من إبداعه الشعري . في مناسبات وفعاليات متعددة .. واني لأتساءل في حيرة وقلق وأسف عن عزوف شاعرنا حتى عن الخروج إلى مدينته ( جعار ) التي كثيرا ما كنت أراه متجولاً في شوارعها أو جالساً في أحدى مقاهيها . وأرجوان يكون المانع خيراً ..وتحية لهذا الشاعر الملتزم الذي ملأ الأسماع في كل الفترات التي مررنا بها والذي طالما تغنى _ شعراً _ بهموم ومتاعب وعذاب الفلاحين ..حتى أُطلق عليه ( شاعر الفلاحين ) ويحضرني الآن بيت للشاعر في هذا الصدد قاله الشاعر في مناسبة ( 7 أكتوبر التي كانت تمثل عيدا سنويا يحتفل فيه الفلاحون : يقول شاعرنا :- أخيراً حق لي افرح وهذا يوم أفراحي . نتمنى للشاعر " الكور " دوام الصحة والعافية حتى يتحفنا بالمزيد من عطاءاته الشعرية المتميزة . الورقة الأخيرة:كلمات لها وقع ومعنى ينبغي لحرية التعبير أن تكون مرفقةً بالمسؤولية الاجتماعية , " بان كيمون " أمين عام الأممالمتحدة . ان النموذج المسيطر على الفكر الغربي هو نموذج : الأنا " التي لا تتعرف على نفسها إلا عبر الآخر الذي تختاره هي أو تشكله وتصنفه بالصورة التي تجعله قابلاً لان يقوم بالوظيفة التي تريدها منه , وظيفة تأكيد الأنا لنفسها ) المفكر العربي " محمد عابد الجابري " .