اكد أدباء يمنيين أن الشاعر والاديب الكبير الراحل محمد حسين هيثم نائب رئيس مركز الدراسات والبحوث اليمني الامين العام السابق لاتحاد الادباء والكتاب اليمنيين قد ترك فراغا كبيرا ، مشيرين إلى مواهب التصقت بتجربته كشاعرا واديب وباحث ومفكر . وقالوا " إن نتاجاته الابداعية شكلت علامة فارقة في سماء المشهد الابداعي اليمني مثلما مثلت تجربته الانسانية و الادارية في الامانة العامة لاتحاد الادباء والكتاب اليمنيين إضافة مشرقة الى سلسلة مناقبه التي صنعت منه حالة انسانية و ابداعية خاصة". * ارقى ماوصلت اليه القصيدة: شاعر اليمن الكبير الدكتور عبد العزيز المقالح رئيس مركز الدراسات والبحوث اليمني قال في شهادته عن صديقه وزميله الراحل :" مايزال الوقت مبكرا للحديث عن الفراغ الكبير الذي تركه غياب الشاعر المبدع محمد حسين هيثم فقد كان واحدا من المبدعين الكبار الذين اثروا الحياة الادبية منذ كان طالبا في جمعية الشعر في الجامعة الى ان اصبح امينا عاما لاتحاد الادباء وحتى وفاته . واضاف :" لم يكن الشاعر محمد حسين هيثم نموذجاً للمبدع في مستوى أعماله الشعرية فحسب و انما كان كذلك نموذجا في سلوكه الشخصي وفي اسلوب تعامله مع زملائه ومع كل الناس" . وقال المقالح :" لقد اصدر حتى الان ستة دواوين شعرية تمثل ارقى ما وصلت اليه القصيدة الحديثة في اليمن و قبل رحيله بايام كان يعد لاصدار ديوانه السابع الذي يضم احدث اعماله بما يمثله من تطوير في اسلوب الكتابة الابداعية . وتمنى المقالح ان يجد هذا الديوان طريقه الى النشر في اقرب وقت مع اعادة طبع كل اعماله الشعرية و النثرية ، خاصة وان له كتابات نثرية عديدة في النقد الادبي وفي قضايا اجتماعية فكرية متنوعة. وخلص قائلا :" لقد كان رحيله المفاجيء صدمه ليست لزملائه واصدقائه فحسب وانما لكل المبدعين في اليمن وفي الوطن العربي حيث كان الشاعر الكبير قد اسهم في اجتماعات اتحاد الادباء العرب بجهده الابداعي والنقابي و كان يحظى بتقدير واحترام من كل المبدعين في اتحاد الادباء والكتاب العرب . في شهادات لزملائه واصدقائه . * من شعراء التفعيلة : من جانبه قال الكاتب عبد الباري طاهر نقيب الصحفيين اليمنيين السابق :" يعد محمد حسين هيثم احد ابرز الاصوات الشعرية في قصيدة التفعلية ومن اهم المؤصلين لهذه القصيدة و قد رفد المكتبة اليمنية والشعرية العربية الحديثة بالعديد من الدواوين ابتداء من (اكتمالات سين)" . وأضاف" يعد هيثم شاعر متمكن و مثقف واسع الاطلاع و يتمثل قلما رائعا فقد رأس تحرير مجلة الحكمة لعدة سنوات ويكتب في مجالات عديدة ومن خلال عمله الطويل في الحقل الادبي وفي اتحاد الادباء والكتاب اليمنيين تبوء مكانة مرموقة في الحياة الأدبية والثقافية". واشار طاهر إلى أن هيثم " ساهم بدور رائع في الملحقات الثقافية والندوات والمحاضرات و كان مثالا للمثقف العضوي وللانسان العظيم الملتزم بقضايا امته وشعبه ,وقد عرفته منذ اواسط السبعينيات وكان منذ البداية مهتما بقضايا الادب والثقافة"، داعيا الدكتور عبد العزيز المقالح رئيس مركز الدراسات والبحوث اليمني واتحاد الادباء والكتاب اليمنيين الاهتمام بإبداعات هيثم . وقال" هي ابداعات متعددة و متنوعة و تغطي العديد من الصفحات في ملاحقنا الادبية والثقافية و مجلاتنا اضافة الى ما لم ينشر من كتبه ودوواوينه والاهم دعم و مساندة اسرته المكلومة باستكمال بناء منزلهم في صنعاء وضمان مرتبه بدرجته الجديدة كنائب لرئيس المركز و مساعدة اطفاله على مواصلة تعليمهم" . في شهادات لزملائه واصدقائه .. الراحل محمد حسين هيثم .. اضافة ثانية * شعره أقرب إلى الاحلام الكبيرة: الشاعرة هدى ابلان امين عام اتحاد الادباء والكتاب اليمنيين قالت " ان رحيل الشاعر الكبير محمدحسين هيثم يشكل خسارة كبيرة للمشهد الثقافي اليمني والعربي في نفس الوقت " ذلك ان حضوره الشعري كان علامة فارقة في النص الحداثي بما يحمله من وعي كبير في المضمون والشكل معا واشتغاله على الجديد من المفردات والقضايا التي تحمل في النهاية تعب المبدع وقلقه ". وتابعت قائلة" كان هيثم شاعرا كبيرا بكل ما في هذه الكلمة من معنى وكان يمثل جيلا قادرا على المواكبة والاستمرارية والحفر في صخرة الابداع والإتيان بماء شعري استثنائي واكثر قربا من الاحلام الكبيرة ". وقالت ابلان" أعتقد انه لم يأخذ حقه في دراسة مساره الشعري وقراءة ما كتبه طول السنوات الماضية من انتاج شعري للوقوف على ابداعه الحقيقي التي ربما يضيع في زحمة المتشابه والمتكرر في ما يكتبه ادعياء الحداثة الشعرية ". واستطردت :" و على المستوى الانساني كان ذا قلب كبير وحلم ممتد ونظرة صافية للحياة وانكباب ومثابرة على مستوى الاسرة والاصدقاء والمجتمع اجمالا ". واضافت " كان ايجابيا في علاقاته مع اصدقائه واعطى على المستوى النقابي لاتحاد الادباء الكثير حينما كان امينا عاما للاتحاد حيث اشتغل على المشروع الثقافي للاتحاد سواء فيما يتعلق بطباعة الكتاب او المهرجانات الثقافية التي يعتبر رائدها الاول ". وقات" بالاضافة الى ذلك كان يمتلك مشروعا ثقافيا كبيرا على مستوى الوطن اجمالا ونحن نعزي برحيله الجميع بدو استنثاء بما فيه الشعر الذي سيبقى لفترة طويلة وحيدا بدونه ". * عاشا كبيرا ومات كبيرا : القاصة هدى العطاس في شهادتها قالت :" كانت فاجعتنا كبيرة لكن هيثم لم يمت فما زال عائشا في محبيه وابداعه والابداع اليمني والعربي" . واضافت :"هيثم عاش انسانا كبيرا ومات كبيرا .. كان لا يفتأ يوزع المحبة والابداع ويمد يده لكل مستغيث ابداعيا ". وتعتبر العطاس هيثم بأنه " جملة مهمة (مميزة) كتبت في المشهد الثقافي والابداعي اليمني و ستظل مقروءة على مدى الاجيال .." فقد شكل مشهدا ابداعيا قفز بالابداع اليمني الى فضاءات المشهد الثقافي العربي ". وقالت" يظل(هيثم) يشكل لوحده علامة هامة ومتميزه خطت نفسها ببلاغة شاهقة في الابداع اليمني، وهو لم يمت فهو ممتد في اولاده كمبدعين واخص بالذكر ابنته هند هيثم الروائية الكبيرة". * علامة ابداعية كبيرة: اما الروائي والباحث محمد مثنى فيقول في شهادته : "الزميل محمد حسين هيثم شاعرا كبيرا محدثا و شاعرا شعبيا ايضا وقاصا ولديه حصافة ونباهة كبيرة في النقد ويتمتع رغم كل شيء بحيوية فائقة في اجراء اللقاءات والمقابلات مع عدد من زملائه في تجاربهم الابداعية المختلفة". واضاف مثنى :" منذ تسلمه امانة اتحاد الادباء والكتاب اليمنيين الى جانب الاستاذ احمد قاسم دماج وعدد من اعضاء هيئة الاتحاد رأينا اصدارات ابداعية شعرية وقصصية وروائية وعدد من الكتابات الثقافية والفكرية المتنوعة". وقال " اطلعنا من خلال هذا الجهد على ابداعات متنوعة واعدة لم نكن نعرف اصحابها من قبل والحديث عن الزميل محمد هيثم في هذا الجانب يطول ويتعدد ولا اظن انه في هذا اللقاء او الحديث العابر نفيه حقه بأقل القليل". وأضاف" سيكون هناك مجال اخر للكتابة عن الشاعر وابداعاته واعماله المختلفة, و هنا لا يسعنا الا ان نعزي زوجته واولاده هند وهيثم وهوزن من اعماق قلوبنا " . * ولد شاعرا مكتملا : اما الكاتب والباحث قادري احمد حيدر فيقول : " الحديث عن رحيل الشاعر والمبدع محمد حديث في هذه اللحظات مليء بالحزن والفاجعة الشخصية والفاجعة للشعر اليمني والثقافة اليمنية.. " لقد فقدنا برحيله مبدعا مثقفا وشاعرا كبيرا أغنى الساحة الشعرية و الثقافية بالعديد من الدواوين الشعرية و بالكثير من الكتابات النقدية". واضاف " في تقديري ان محمد حسين هيثم ولد مبدعا ولد شاعرا , ولد انسانا مكتملا منذ قصائده الاولى التي شكلت ديوانه الاول (اكتمالات سين) وهو منذ ذلك التاريخ وهو يؤسس على درب الشعرية الخاصة لأسمه ولمعنى وجوده ". وقال حيدر :" يعد محمد حسين هيثم شاعر كبير ومثقف جدير باسم المثقف ويستحق منا ومن رفاقه من ابناء وطنه جميعا العناية والتقدير واكبر تكريم واعظم اهتمام حقيقي بهيثم هو إعادة انتاج واصدار ابداعه الشعري وجمع اعماله النقدية والثقافية المختلفة بمختلف جوانب الشعر والفكر والادب والنقد". وتابع يقول :" محمد حسين هيثم كان له دور بارز من خلال مكانته في اتحاد الادباء والكتاب اليمنيين وخاصة الفترة التي تولى فيها موقع امين عام اتحاد الادباء والكتاب اليمنيين فهذه المرحلة كانت من ازهي مراحل نشاط الاتحاد وفيها تم طباعة واصدار اكثر من 300 كتاب في المجالات الابداعية المختلفة .. كما برز محمد حسين هيثم بدور كبير في مهرجان الشعر اليمني الاول ومن بعده مهرجان الشعر الثاني وهو في تقديري الذي اسس لهذا المهرجان مهرجان الادب و الشعر في اتحاد الادباء والكتاب اليمنيين ". وخلص قائلا :" اعتقد ان محمد حسين هيثم علامة فارقة مميزة في الحياة الشعرية اليمنية وفي الثقافة اليمنية المعاصرة وهو من ابرز رموز الحداثة في الشعر وفي الثقافة وواحد من المتابعين الحقيقيين لكل جديد في مختلف نواحي الشعر والثقافة والادب. سبأنت