دافعت عن عدن في وقت كان اللصوص يهمون بالفرار منها وقفت بكلماتها الحية تقارع مليشيات الحوثي وانصار صالح وضلت حية مستمية مرفوعة الهامة في قناة عدن فكانت كلماتها تحمل شحنات من الزخم الثوري لرجال الجبهات في كل مدن عدن وتحمل كذلك مدا روحيا لكل الاسر العدنية التي ابت ان تغادر عدن فكان صوتها وروحها الرديف الآخر لكل الاحرار في جبهات القتال او المنازل . انها ايقونة عدن التي زرعت ورود التحرير لتجني اشواك الاهمال المتعمد التي كانت توخزها في كل حركاتها وسكناتها حتي وصل الامر بالاستيلاء علي كل ماتملك من سكن كانت قد وضعت في لبناته شقا السنين العجاف من حياتها . رحلت "جميلة " الكلمات ورقيقة الروح الي بارئها بعد ان اذاقها المتفيقهون كل اصناف العذاب النفسي وتركوها تنزف جروحها دون ان يعنوها بالتفاته كريمة او ان تمد لها يد العناية كوفاء لما قدمته في ايام قاحلة رحلوا فيها تاركين عدن واهلها يكتوون بنيران المليشيات والانصار الشمالية ولكن كان الجزا من جنس اعمالهم ونفوسهم اللعينة الغذرة ومن جنس وحشيتهم وفسادهم ونفاقهم وسؤ اعمالهم فجوزيت بالامباله والاهمال والتهديد والوعيد ولانها "جميلة " لاتجيد فن المحاباة ولاتجيد فن الرقص علي نغمات المفسدين فقد تركوها جسدا بلا روح تصارع الحياة بكبريائها وشموخها وعزة نفسها فحرمت من كل الحقوق التي كفلها لها الشرع والقانون ولم يكفلها شرع وقانون الاوباش الذين يتربعون اليوم علي عرش عدن . رحلت "جميلة " الي بارئها ولكن لم ترحل كلماتها ولم ترحل شجاعتها فكلماتها الحية لن تموت في داخل كل حر ابي بل تزداد جمالا مع الايام . حكاية "جميلة " ستظل ناقوس يقرع في قلوب كل الاجيال الجنوبية الحية وستحكي لهم فصول بطلة "عدنية " اسمها " جميلة " لم تغتل برصاصات المليشيات والانصار الشمالية في غزوهم لمدينة السلام والنور عدن بل اغتيلت غدرا وبدم بارد بيد ارواح بشرية خبيثة وقفت ولازالت تحمل مشرط الموت وتقف في وجه كل صوت عدني او جنوبي يريد العلو والعلا لعدن والجنوب واهل هذه البلدة الطيبين . صلاح ابولحيم مساء عدن الحزين