كدت لا اصدق ما قيل لي : "اغتلوا اللواء جعفر" كنت اقول لزميلي لا تتهابل لا تتبلى على الرجل لكنه يصر ويقول بحرقه يا اخي اقولك اغتالوه .! من ملامح وجه الشاحبة بدأت اصدق هذه القصة وكنت اتمنى ان تكون احد قصص الخيال سرعان ما فتحت شاشة التلفاز لأجد نفسي امام حقيقة مره بحقيقة اغتيال اللواء جعفر محافظ عدن .
ذاك الرجل الذي كان طموحه اعلى من ذاته و منافعه كان يفكر كيف يخدم المواطن قبل ان يخدم نفسه وكان يجهد نفسه لكي يشعر اهالي عدن بالراحة والسكينة اغتالوه لأنه لم يرق و لانهم راوه يعمل لأجل اعلاء عدن وعودة الحياة اليها بعد ان نفضت نفسها من غبار جثم على صدرها قتل فيها الحجر والبشر والشجر ولم يبقى شي فيها جميل الا اباده وهنا عن "العدوان الحوثي العفاشي على عدن " اتحدث .
جاء جعفر تاركا خلفه النعيم والبذخ الذي فضل غيره ان يبقى فيه خارج اسوار بلاده ليؤثر خدمة اهله من البسطاء والضعفاء في الداخل غير ابه بخطورة المهمة لأنه يعلم بان ذلك العمل قد يجعل منه مشروع شهادة امام من لا يروق لهم الحياة فكان لهم ما اردوا سفكوا دمه وحللوا نفسه ليهنوا برؤية جثمانه مفحمة وسط ركام سيارته لكنهم لم يعلموا انهم وبقدر ما أرادوا ان ينهوا هذا الرجل جسدا بقدر ما ظل وسيظل هذا الرجل روحا حاضرا وعنوان بارز لرجل خدم في وقت صبع وحالك حاول بكل قواه ان يشعل فيه شمعة بدلا من ان يلعن الظلام ووقتا فر فيه كثير ممن رفضوا ان يتحملوا مسئولياتهم تجاه اهلهم ومجتمعاتهم اليكم يامن تظنون انكم انهيتموه كلما ذكرت الشجاعة سيذكر معها اللواء جعفر وكلما ذكرت الانسانية سيذكر معها اللواء جعفر وكلما ذكرت المسؤولية سيذكر معها اللواء جعفر نموذجا لرجل خدم وعمل وساهم وضحى حتى ارتقاء شهيدا .
اما من ارتكبوا جريمته ستلاحقهم لعنات الاطفال اليتامى والامهات الثكالى لانهم احبوه بصدق نيته التي اراد العمل بها في عدن ولان الله احبه احبه الناس في عدن.
منذ الوهلة الاولى من تعيينه قبل شهرين ظل هذا الرجل يصول ويجول لم يترك مشفى ومدرسة وشارع وجريح واسرة شهيد الا زارها وتلمس حالها بكى في اوقات من شدة حرقته على ما عانه اهله وذويه في عدن من جراء ما لحق بهم بسبب العدوان الحوثي العفاشي عليها حاول بكل ما استطع ان يزرع بسمة في وجوه اصابها الحزن من الفراق والجرح الذي لا زال ينزف.
واليوم زاد الجبناء واهل المكر والخداع من جراح تلك المدينة التي ما بدأت ان تجف جراحها شيئا فشيئا ظنوا انهم ارادوا النيل من معنويات وعزائم اهلها لكن رغبتهم في نسيان الماضي الاليم والجرح النازف حتما ستسموان فوق غاياتهم الانانية وسيخلف الله لعدن من الرجال امثال جعفر وقطن ولن ينالوا للحظة من عدن ما دامت الامهات ولادات الرجال فيها .
حزننا ومصابنا جلل في رحيل اللواء جعفر وبقدر الحقد الذي كادوه له ونيلهم منه فانهم لم ينالوا ابدا من حبه وذكراه التي ستخلد في ذكرى اهالي عدن من شيوخها ورجالها ونسائها واطفالها حتى تعدى حبه حدود العاصمة ليحبه كل اهالي محافظات الجنوب فالحزن ليس حزن عدن والمصاب ليس مصابها فحسب بل مصابنا جميعا في عموم الجنوب لكن وبرغم الحرقة التي اصبنا بها حتما عدن واهالي عدن سيسمون فوق جراحهم ولن تثنيهم التضحيات الجسيمة من حبهم للعيش بكرامة وطمأنينة وسكينة وسيخلف الله لعدن من الرجال ما احتذى به القائد الشهيد بأذن الله جعفر وغيره من الرجالات قال تعالى "وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171) " نحسبه كذلك والله حسيبه وانا لله وانا اليه راجعون .