الحديث عن شخصية الشهيد اللواء جعفر محمد سعد رحمه الله،يحتاج متسع من الوقت الكافي والمناسب ومايهمنا هو الحديث عن مقدمات الاغتيال ونعني بذلك مجمل الظروف المادية والمعنوية التي ساهمت بوعي أو بدون وعي بقصد أو بدون قصد في تسهيل ارتكاب الجريمة البشعة واختياري لهذا الموضوع وعنوانه لأننا نتعامل مع الكثيرون القراء والمتابعين السطحيين ذوي ذاكرة هشة تبحث عن الجديد للحدث والنتيجة وتتجاهل مقدماته بينما العدو يشتغل بشكل ممنهج ودقيق وخطوات مدروسة لكل جريمة وما نتيجتها الا لمقدمات كثيرة ومنها جريمة اغتيال اللواء جعفر ومن هذه العوامل والمقدمات مايلي:: اولاً التسويف والمماطلة في عدم الإسراع في بناء مؤسسة أمنية وقوات امن داخلي ودمج المقاومة الجنوبية كنواه لهذه المؤسسات في العاصمة عدن ،وبالتحديد منظومة حماية أمنية استخباراتية تتبع المحافظ وتهتم بأمنه وحمايته مما جعل جعفر بتواضعه يستعين بشباب حديثين التجربة أبطال وهبوا حياتهم بجانبه ،وهذا الخطأ تتحمله دول التحالف ومؤسسة الرئاسة اليمنية الذين اظهروا للعدو ان المحافظ ظهره مكشوف مما جعل للعدو يتفنن في جريمته البشعة ،ويتضح ان الأوضاع في عدن يديرها مركز استخباراتي للعدو يشتغل بكل أريحية دون عنا، ثانياً: تواضع الشهيد جعفر وتعامله بعقلية الواعي ابن مدينة عدن والمثقف وتجنبه الاحتكاك وردود الفعل وتعرضه للاستفزازات الواضحة عدة مرات في مكتب المحافظة التي أغلقت بوجهه ومنع من دخولها حتى استشهاده وتكرار قوله بهذا الخصوص ان هولا أبنائنا ابنا عدن الذين يرتكبون هذه الحماقات ولايمكن نصطدم معهم،وأيضا ماتعرض له في الشيخ عثمان وهو في مهمة رسميه من اعتدا واهانة ومنعه من ممارسة عمله وسحبه من سيارته وغيرها من التصرفات التي تعامل معها بضبط نفس وهدوء انطلاقا من إيمانه ان كل هولا الشباب يجب الصبر علبهم ولايمكن إي رد فعل ناحيتهم ، ثالثا":: هذه التصرفات العقلانية والمرنة التي تعامل بها جعفر رغم ايجابياتها لكنها اعتبرت لدى غالبية الناس أنها تصرفات أظهرت الرجل كشخصية ضعيفة وأفقدته الهيبة القيادية وانكسرت نظرة الكثير عن جعفر ويقولوا الذي لايستطيع حماية مكتبه كيف سيحمي عدن وهذا القول له مطابخ خفيه لترويجه لكي يصاب الناس بحالة فقدان أمل ويفقد جعفر الالتفاف الشعبي من حوله ،وكذا عراقيل انقطاعات الكهربا وغيرها من الخدمات بشكل عمدي وأخرها قطع الكهرباء عن الحي الذي يسكنه جعفر جولدمور القلوعه التواهي لأسابيع والناس تقول إذا كان المحافظ ماقدر يضبط الكهرباء وهي جديدة والديزل متوفر فكيف يستطيع إدارة مدينة عدن،والسيطرة على المرافق الخدمية بالقوة من الكثير باسم المقاومة ،، رابعاً كل هذه العراقيل والصعوبات واجهة جعفر ليس مصادفة بل بشكل ممنهج من قبل لوبي المؤتمر الشعبي وحزب الإصلاح ومكتب الرئاسة اليمنية والذين يشكلون بمجملهم لوبي المنتصر وتحالف قديم في استثمار ونهب عدن منذ94بينما كان جعفر محسوب والى لحظة استشهاده محسوب على الطرف المهزوم ،جعفر قتلته فتوى التكفير وهو محسوب يساري وهذا ماكتبه الصحفي الإصلاحي أنيس منصور معلقا على تعيين جعفر كمحافظ،تكالبت على جعفر لوبيات المصالح النفعية للمحافظين السابقين حبتور ونايف البكري سياسيا وإعلاميا وبكل الاتجاهات، ولم يجد من يساعده مطلقا بقي وحيدا يواجه منظومة الاحتلال الشمالية والجنوبية، خامسا،، ان جعفر انطلق بقوة وإخلاص للعمل لمصلحة الجنوب وقضيته وعدن بالذات مجسدا عمق انتمائه الثوري الجنوبي على الواقع العملي ،وهذا العمل والمشروع الجنوبي التنموي والتعليمي والصحي العظيم لم يلقى التفاف وتجاوب من الحاضن الثوري وبالأخص من قيادات الحراك الجنوبي في عدن بل تم التعامل مع جعفر كواحد من منظومة الاحتلال وليس كقائد عسكري جنوبي تحرري،وهذا القصور كان بسبب جهل وضحالة وعي الكثير من القيادات الحراكية والأدمغة الإسمنتية التي لم تستطيع قراءة المشهد والواقع الجديد بالجنوب وكيفية التعاطي معه ،رغم الزيارات النادرة من قبل البعض لكن عزل جعفر عن الحاضن الثوري التحرري الجنوبي تم بقصد أو بدون قصد تزامن ذلك مع شغل وضغط لوبي المؤتمر الشعبي العام الذي ظل جعفر متهربا وخائفا منهم حتى اجبر جعفر على إعادة إنتاج مجلس محلي المحافظة مغصوبا ذليلا منكسرا بعد أهانته بالشيخ عثمان وافتعال له مشكله وسحبه من سيارته من البلاطجه اثنا إحدى زياراته التفقدية ، ومن ثم تم نصيحته ان ما معه مخرج الا إعادة إنتاج مجلس الاحتلال المحلي المؤتمري العام وبنفس اليوم اتجه من الشيخ عثمان ذهب لعصابة حبتور منكسرا وهم مجتمعين وقال لهم خلاص انتخبوا اللي تشوفونه واستسلم للضغوط بعد ان تخلى عنه رفاقه في الحراك الجنوبي والقوى الحية في عدن، وسبق ذلك الحملة الإعلامية الشعواء ضده بعد تعيينه من غالبية نشطا التواصل الاجتماعي بأنه خاين وعميل ومرتزق وووالخ
وهنا ساهمت قيادات الحراك الجنوبي في عدن على عزل اللواء جعفر رحمه الله عن الحاضن الشعبي الثوري الجنوبي وتركه فريسة سهله للوبي الاحتلال اليمني ،واعتقد ان هذا التناسب بين بعض قيادات الحراك وأحزاب الاحتلال اليمني لم بكون محظ صدفة الختام،،،، أقول هذا الكلام وأسوق هذا التحليل من معطيات ليس قبل استشهاده بل من بعد الاستشهاد لماذا الصمت المريب وعدم الغضب العفوي والاستنكار الشعبي عقب الجريمة ؟لماذا هذا الفتور وكان شي لم يكن ؟اغتيال محافظ ومرافقيه في جريمة هزت ارجاء العالم بينما اتجهت الناس إلى أسواق القات والمقايل المعتادة هذه المقايل توزعت بين قيادات المؤتمر وقيادات الحراك في عدن وحلقات حزب الإصلاح في المساجد كل هده المكونات الكارثية وقفت ضد الشهيد حال حياته وبكل تأكيد شعرت بحالة استراحة المخادع وأتاحت أدمغتها بعد اغتيال جعفر رحمه الله ولانامت أعين الجبناء،