احترقت اجزاء كبيرة من سوق حلب المغطاة وهي اكبر سوق من نوعها في العالم ومدرجة في قائمة التراث الانساني لليونسكو حيث يعود تاريخها إلى القرن 14 مع استمرار القتال بين القوات الحكومية السورية وقوات المعارضة للسيطرة على المدينة. ونجت السوق الاثرية الى حد بعيد من قتال الذي دار في وقت سابق في حلب كبرى مدن سوريا لكن في الساعات الاولى من صباح يوم السبت شبت النار في بعض المتاجر خلال اشتباكات في ظروف لا تزال غير واضحة.
وقال نشطاء ان النار انتشرت بسرعة فيما يرجع في جانب منه إلى ان كثيرا من المتاجر التي تقع تحت اقواس السوق الاثرية كانت مليئة بالاقمشة مضيفين ان الحريق أتي حتى الان على 1500 متجر وما زال مستعرا.
وقال ناشط معارض للحكومة يدعى هاشم تعلم حرفة صنع الحلي في السوق قبل اندلاع الانتفاضة ضد الرئيس بشار الاسد العام الماضي "ليست السوق وحدها هي التي تحترق فقلبي ايضا يحترق."
ويعد حريق السوق تذكرة بمدى الضرر الذي يلحقه الصراع المستمر منذ 18 شهرا والذي يقول نشطاء ان اكثر من 30 الف شخص قتلوا فيه بتراث سوريا الثقافي والتاريخي الغني وبحياة سكانها الذين يبلغ عددهم 22.5 مليون نسمة.
والمدينة القديمة في حلب من بين عدة مواقع تعتبرها اليونسكو (منظمة الاممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة) من مواقع التراث العالمي وباتت الان عرضة للخطر.
وتعتقد اليونسكو ان خمسة من بين المواقع السورية الستة المدرجة بقائمة التراث الانساني لحقت بها أضرار بالفعل. ومن بين المواقع الاخرى مدينة تدمر الصحراوية وقلعة كراك دي شيفالييه الصليبية المعروفة باسم قلعة الحصن واجزاء من دمشق القديمة.
ولم يتضح على الفور كيفية اندلاع الحريق في السوق لكن نشطاء اتهموا القوات الحكومية باستخدام طلقات حارقة في مهاجمة مقاتلي المعارضة الذين اتخذوا مواقع في المنطقة بعد ان شنت هجوما جديدا في المدينة يوم الخميس.
وقال ناشط اخر "حاول المقاتلون اطفاء النار لكنهم لم يتمكنوا من ذلك لأن القناصة كانوا يطلقون النار عليهم.
"الحريق ما زال مستعرا وقد احترق 1500 محل على الاقل."
وتتكون سوق المدينة من شبكة من الحواري الحجرية التي تمر تحت اقواس معقودة وبها متاجر ذات واجهات خشبية مشغولة وكانت ذات يوم معلما سياحيا ومركزا تجاريا عامرا على طريق الحرير القديم القادم من الصين.
ويبلغ طول حواري السوق مجتمعة 13 كيلومترا مما يجعلها اكبر سوق مغطاة في العالم وهي تبيع كل شيء من الصابون إلى الحلي إلى الملابس.
وقال نشطاء انهم يعملون على توثيق حجم الدمار الذي تقدر تكلفة اصلاحه بملايين الدولارات.
وعبر بعض النشطاء المعارضين للحكومة عن غضبهم على مقاتلي المعارضة لاتخاذهم مواقع في المدينة القديمة. وقال ناشط رفض نشر اسمه "كلنا نعرف انه نظام مجرم وسيفعل اي شيء. لهذا لم يكن للمقاتلين شأن بالسوق. لماذا ذهبوا إلى هناك؟"
لكن نشطاء اخرين دافعوا عن سلوك مقاتلي المعارضة.
وقال ناشط اخر في المدينة يدعى ياسر "انتشرت النار حتى الجامع الاموي وكان المقاتلون هم من تمكنوا من منع انتشارها ابعد من ذلك.
"لكل من يسألون عن سبب وجود المقاتلين في المدينة القديمة نقول انهم لم يدخلوها إلا لتحريرها."
وقال مقاتلون معارضون انهم خاضوا اشتباكات ضارية في حلب يوم الاحد وقالوا انهم هاجموا قاعدة النيرب الجوية كما تحدثوا عن اشتباكات في حي العرقوب بشرق المدينة.
وينعكس فشل كل من الطرفين في كسر الجمود العسكري وتحقيق الغلبة على الاخر على الصعيد الدبلوماسي مع انقسام القوى الاجنبية بشأن كيفية التعامل مع الازمة السورية. وتدعم الدول الغربية ودول عربية خليجية المعارضة لكن اغلبها يبدو محجما عن التدخل بينما يتمتع الاسد بدعم روسيا والصين وايران.
وقال الرئيس المصري محمد مرسي متحدثا امام مؤتمر لحزب العدالة والتنمية التركي الحاكم ان الشعب السوري "يذبح ويقتل ليل نهار" وانه يؤيد تماما سعي الشعب السوري للاطاحة بالاسد.
وقال في المؤتمر الذي عقد في انقرة "لن نهدأ ولن نستقر حتى تتحقق إرادة الشعب السوري في أن ينال حريته وأن تزول هذه القيادة."
واضاف "نحن معه (الشعب السوري).. بجانبه.. نؤيده ونؤازره ونقف ضد الظالم الذي يقتله وسوف ينال بإذن الله حريته قريبا وما ذلك على الله ببعيد."
وأفاد نشطاء بوقوع اشتباكات جديدة في ضواحي دمشق يوم الاحد وذكرت انباء انه تم العثور على ثماني جثث في ضاحية البرزة بشمال المدينة. وورد كذلك ان اشتباكات وقعت في بعض اجزاء مدينة حمص.
وقال التلفزيون الرسمي السوري ان مفجرا انتحاريا قتل ما لا يقل عن اربعة اشخاص في مدينة القامشلي بشمال البلاد. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان ثمانية على الاقل من افراد قوات الامن قتلوا في الانفجار الذي قال انه استهدف مركزا للشرطة.