كان قرار تعيين عيدروس الزبيدي محافظا لعدن صائبا من حيث توقيت الصدور والاختيار ليكون خلفا للمرحوم بإذن الله جعفر محمد سعد الذي غادر عدن دون استئذان في حادثة اليمة، ناح منها الصغير قبل الكبير حزنا على فراق من كان يعولون عليه بعد الله في إخراجهم من وضع مأساوي يعيشونه في حبيبتهم الغالية عدن . قبول الزبيدي عيدروس بهذه المهمة في ظل ظرف استثنائي وخطير للغاية متوقع كما عهدناه شجاعاً ومقدام لا يعرف للجبن طريق، رغم إن المهمة أشبه بالمستحيلة نظراً للأوضاع التي وصلت لها المدينة برعاية سيادة هادي وحكومته المؤقرة ومن خلفهم من اوكلت لهم مهمة المحافظة من الرعاة في التحالف.
أجزم بأن الحال الذي وصلت إليه عدن كان ضمن مخطط لقوى داخلية وخارجية بهدف ضرب الحراك الجنوبي وتجريده من قوته وفاعليته وإظهاره للرأي العام بلا حول ولا قوة له، ليتسنى لهم تنفيذ مشاريعهم دون خجل بحجة أن أصحاب الشأن يرتدون الفشل من ساسهم إلى رأسهم ، ولكن مشيئة الله كانت على غير ما خططوا له فقد تدرعهم الفشل ولم يتصوروا أن الأوضاع ستخرج عن سيطرتهم وقدرتهم بالتحكم بها، فما كان منهم إلا اللجوء إلى أصحاب الحق لتدارك الأمر ، فسقوط عدن في الفوضى وخروجها عن السيطرة معناه سقوط بقية المحافظات الجنوبية تلقائياً.
انبراء الزبيدي لإدارة عدن وشائع لأمنها نقطة تحول كبيرة وهامه جداً في مسيرة الحراك الجنوبي وكسر قاعدة ( لا يعنينا ) والتي ظلت تؤرقنا لعقود ، وكانت بمثابة عقبه تحول وتعيق أي تقدم إداري مؤسسي على الأرض والذي كان سيحقق نقله نوعيه بالتوازي جنبا إلى جنب مع العمل الثوري، فمن نتائج العمل الثوري وترجمته تحقيق المكاسب في السيطرة على إدارة المؤسسات كخطوة أولية نحو السيطرة على القرار ألعام او تعطيله على الأقل .
مسؤولية إدارة عدن وبقية المحافظات الجنوبية وتوفير الخدمات فيها للمواطن وعلى راسها خدمة الأمن تقع على عاتق الحراك الجنوبي في الأول والأخير ، يجب السعي لها سوى بالطرق الرسمية أو القيام بها خارج عن التكليفات الرسمية، فرفضها أو عدم القيام بها معناه تجريد الحراك الجنوبي من أي فاعلية وتأثير على الواقع وابقائه كظاهرة صوتيه لا أقل ولا أكثر ، في الوقت الراهن يجب عدم النظر إلى شكل الدولة القائمة والتوجه إلى العمل والبناء والتنمية على الأرض لفرض الواقع.
نجاح أو فشل الزبيدي وشلال ( ومن خلفهم الحالمي والذي يعول عليه بدرجة رئيسية في اعادة ميناء عدن الى مكانته الحقيقية كأهم الموانئ في العالم ) لن ينعكس عليهم كأشخاص وإنما على الحراك الجنوبي، نقف اليوم أمام إختبار حقيقي ومنعطف طريق، نكون أو لا نكون ، فالالتفاف الشعبي حولهم والتعاون معهم وتذليل الصعاب لهم كلا من موقعه واجب وشرط أساسي لنجاحهم في مهامهم ، فكما نريد منهم لابد من توفير وتهيئة البيئة الصالحة لعملهم .
النجاح يلوح في الأفق وبقوة ، والتفاف شعبي منقطع النظير رغم الفترة الزمنية القصيرة التي منحت لهم فيها المهام والتي لم تتجاوز الأسبوع، تحقيق ذلك يرتبط بدرجة رئيسيه على مدى نجاح اختيار الطاقم المساعد، فعلى المحافظ ومدير الأمن إن أرادا أن يكونا عند حجم المسؤولية أن يستعينا بكوادر اداريه شابه مؤهلة قادرة على تجميع ورتيب وتنظيم العمل الإداري .
للزبيدي وشلال بصمة نجاح واضحة في الضالع سيدونها التاريخ . . فهل ستكون عدن البصمة الثانية؟ نتمنى وكلنا أمل بذلك.