ما العن الصمت حينما يحتاج الواقع لإصلاح الحال , فالكلمة شعرًا أو نثرًا و صدق قائلها وعظم مضامينها كفيلٌ بتغيير قناعات وقلب موازين وبناء واقع جديد. بالكلمة والرؤية وحوار الأفكار المتنوعة نصنع مستقبل يتفوق فيه الحق والعدل والإنصاف والمواطنة المتساوية , عندما أكون في مسار الحق يعجز أمامي الباطل بالكلمة فيستخدم الرصاصة لإسكاتي , لان الكلمة لا تقتل بل تحاور العقل وتناقش الفكر وتصنع رؤية كشعاع يضيء ظلام ألامه ويغير من واقعها المزري ، وتتفتح عقول أبنائها للخير ،للحق ، لمصالحهم الوطنية والإنسانية . من يفتقد لسلاح الوعي والفكر والكلمة الصادقة والحق يتسلح بالنار ويطلق من فوهات بندقيته الرصاص، ليفرض راية وقناعاته على الآخرين ؛ و هو يعلم أن الرصاص يقتل ، والقاذفات تدمر ، والعنف يخلق شروخا اجتماعية ، تهيئ لبيئة يتصدرها كل ما هو قذر وفاسد ونتن ؛ ضحاياها أبرياء و وطن مجروح ,لكنه لا يسيطر ولا يفرض ما يريده وان حدث فلبرهة يتشوه فيها الزمن تنتهي في لحظة لتصلح ألامه حالها وتشوهات ما أحدثه زمنهم . ما أسوئنا عندما نتصالح مع أمراضنا الاجتماعية والسياسية , حينما نفتقد للطبيب الماهر ليمدنا بوصفة العلاج للشفاء منها . اليوم في وطني اليمن جنوبه وشماله ضحايا قوى العنف ورصاص بنادقهم وقاذفات مدافعهم قتل أخي وأبي وأمي وجاري دمروا مدينتي المستشفى الذي يعالجني والمدرسة التي ادرس فيها والمسجد الذي أصلي فيه , حاصروني منعوا عني الغذاء والدواء , داسوا على كرامتي وإنسانيتي , مزقوا لحمي وجسدي و وطني وهويتي , أنهم تحالف أشرار هذا الزمن اللعين , جمعتهم أهدافهم القذرة ونواياهم السيئة , من يريد أن يفرض كيانه العفن وفكره النتن علينا ومن يريد أن يبقى جاثم على صدورنا ناهبا لثروتنا مستبيحا لأرضنا , هذا هو تحالفهم رسخوا المناطقية والطائفية والسلالة , وحولوا الجار عدو لجاره والأخ خصم لأخيه يقتلون بعض في تعز والمناطق الوسطى وذمار لكنها أرضا عصية والجنوب كان مثالا . بعد كل ذلك نتصالح معهم في جنيف , كيف نتصالح مع سرطان نهش جسد الأمة ؟ لكنني أجد في ضرورة من جلسات العلاج , جلسات فيها نستأصل فيروسات الموت ونصحح اعوجاج البعض , ليترك البغاة سلاحهم وينصاعون لصوت العقل والحكمة للكلمة الصادقة للرأي السديد للشراكة لان يكونوا مواطنون فاعلون ويتركون العنف والسلاح كأداة بيد الدولة لمحاربة الخارجين عن القانون , لنتفق ونتوافق على وطن نتعايش فيه مختلفون متنوعون نقبل بعض لا منتصر ولا مهزوم كلنا أمام النظام والقانون متساوين . لا نريد جنيف 2 أو 3 .... أن يعيد إنتاج أمراضنا وماسينا وقماماتنا , أن يشرع لبقاء الفساد والفاسدين القتلة والمجرمين وأدوات الماضي اللعين , أن يشرع لبقاء المليشيات وسلاحها من قتل الأبرياء , أن يفرض علينا سيدا جاهل متهور متخلف نصب ذاته وليا دون حق لا الهي ولا دنيوي بل سلالي مرفوض ومستنكر , أو بقاء لصوص وناهبي الثروة والأرض وزعيمهم على مدى 36عاما كانت أسوء زمن عرفته اليمن , أن حصل ذلك (فطز )بجنيف 2او 3 ...وقرار جنيف لي أنا كمواطن . لا أريد غير التغيير والتحول المنشود لدولة ضامنة للحريات والعدالة والمواطنة المتساوية حلمي وطموحي لن يقف أمامه جبروتكم وطغيانكم وسلاحكم , الدولة وأكررها الدولة المدنية التي سيتعافى الوطن بقانونها ونظامها من كل أمراضه التي هي نتاج لسياستكم وثقافتكم وأفكاركم المشوهة .