السلاح قبل أن يحمله صاحبه يعشعش في دماغه و يحتل فكره ، ولذلك نرى حملة السلاح فكرهم العنف فلا يستطيعون أن يفكروا بغير السلاح ، ومن يخالفهم الرأي يستعملون يستخدمون معه فكر العنف بما في أيديهم... هكذا فعل الحوثيون عندما أتونا بفكر العنف السماوي كما يدعون لتأصيل فكر العنف الذي يعشعش في أيديهم لا عقولهم ، فيتكلمون بإسم الدين لكي لا يكون هناك حجة لمخالفهم أن يخالفهم لأنهم '' أنصار الله '' كما يدعون و من يعاديهم أو يعترض عليهم فهو يعادي الله و يعترض عليه.. هكذا يثبتون لأنفسهم الحق السماوي الذي لا يجب أن ينازعهم فيه أحد. هم بذلك يجرمون في حق الدين حينما يجعلونه حقا حصريا لهم . قلت لأحدهم : وماذا سيضرنا لو احتفلنا بمولد النبي مع الحوثيين ؟ ، فأجابني قائلاً : نعم نحتفل بمولد النبي و لكن عندما لا يكون احتفال النبي مناسبة للاسترزاق السياسي.. هنا وقفت مع نفسي وقفة و تساءلت ، هل يقودنا الحوثيون بغباءهم لجعل العلمانية نعمة مقارنة بجحيمهم الديني ؟.. هذا ما لمسته من اجابة هذا المواطن البسيط. لن يصمد الحوثيون أمام عاتيات الزمان إلا بالفكر ، وهم يفتقدون إلى الفكر عدا فكر القوة القائم على جلب المزيد من عداوات العمق الزمني ، تلك العداوات التي تضطرها القوة المقابلة لاخماد نيران الانتقام لوقت ضعف ، و لابد أن يضعفون سواء عاجلاً أم آجلا و حينها ستتخطفهم يد العنف التي قدموها كصدقة جارية لهم في أيدي الناس.. الحوثيون ينتقمون من اليمنيين عن كل شيء بإسم الله و تغطية بإسم القرآن و استرزاقا بالانتساب إلى رسول الله.. يسبون الآخرين ويحتقرونهم فإذا رد الآخرين عن أنفسهم جعلوهم أعداءا لله وللقرآن و لأبناء رسول الله .. لديهم عقول بلا شم لكنهم لا يستطيعون أن يفكروا بغير عين الخصومة التي يريدون بها إلغاء الآخر نهائيا ، كانوا يشكون من الإقصاء فاذا بنا نراهم أنهم كانوا كل الدولة ، لكنهم كانوا يتعللون بالاقصاء لكي يمارسوه فينا بقوة السلاح.. كلما أؤمن به أن الدنيا دول فهذه سنة كونية ، ومثلما كانت لهم مظلومية يوما ما وانتصروا ، ففي زمن ليس ببعيد ، سيكون هناك زمن يرجع اصحاب المظلوميات بسبب انتهاكات الحوثيين ليأخذوا حقهم.. واعتبروا من دواليب الزمان..