هيئة عمليات التجارة البريطانية تؤكد وقوع حادث قبالة سواحل المهرة    يوميا .. إفراغ 14 مليون لتر إشعاعات نووية ومسرطنة في حضرموت    قيادات الجنوب تعاملت بسذاجة مع خداع ومكر قادة صنعاء    الوزير الزعوري يطّلع على الدراسة التنموية التي أعدها معهد العمران لأرخبيل سقطرى    عناصر الانتقالي تقتحم مخبزا خيريا وتختطف موظفا في العاصمة الموقتة عدن    كل 13 دقيقة يموت طفل.. تقارير أممية: تفشٍّ كارثي لأمراض الأطفال في اليمن    طوارئ مارب تقر عدداً من الإجراءات لمواجهة كوارث السيول وتفشي الأمراض    البنك الإسلامي للتنمية يخصص نحو 418 مليون دولار لتمويل مشاريع تنموية جديدة في الدول الأعضاء    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على نيو إنجلاند برباعية في الدوري الأمريكي    بايرن ميونيخ يسعى للتعاقد مع كايل ووكر    الدوري الانكليزي الممتاز: ارسنال يطيح بتوتنهام ويعزز صدارته    العلامة الشيخ "الزنداني".. رائد الإعجاز وشيخ اليمن والإيمان    اشتراكي الضالع ينعي رحيل المناضل محمد سعيد الجماعي مميز    العليمي يؤكد دعم جهود السعودية والمبعوث الأممي لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن    الفنانة اليمنية ''بلقيس فتحي'' تخطف الأضواء بإطلالة جذابة خلال حفل زفاف (فيديو)    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من هنا تبدأ الحكاية: البحث عن الخلافة تحت عباءة الدين    الشبكة اليمنية تدين استمرار استهداف المليشيا للمدنيين في تعز وتدعو لردعها وإدانة جرائمها    على طريقة الاحتلال الإسرائيلي.. جرف وهدم عشرات المنازل في صنعاء    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    18 محافظة على موعد مع الأمطار خلال الساعات القادمة.. وتحذيرات مهمة للأرصاد والإنذار المبكر    بالصور.. محمد صلاح ينفجر في وجه كلوب    خطر يتهدد مستقبل اليمن: تصاعد «مخيف» لمؤشرات الأطفال خارج المدرسة    مئات المستوطنين والمتطرفين يقتحمون باحات الأقصى    وفاة فنان عربي شهير.. رحل بطل ''أسد الجزيرة''    أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الريال اليمني    اسباب اعتقال ميليشيا الحوثي للناشط "العراسي" وصلتهم باتفاقية سرية للتبادل التجاري مع إسرائيل    ضبط شحنة أدوية ممنوعة شرقي اليمن وإنقاذ البلاد من كارثة    مجهولون يشعلون النيران في أكبر جمعية تعاونية لتسويق المحاصيل الزراعية خارج اليمن    طالب شرعبي يعتنق المسيحية ليتزوج بامرأة هندية تقيم مع صديقها    تضامن حضرموت يحسم الصراع ويبلغ المربع الذهبي لبطولة كرة السلة لأندية حضرموت    فريدمان أولا أمن إسرائيل والباقي تفاصيل    شرطة أمريكا تواجه احتجاجات دعم غزة بسلاح الاعتقالات    وفاة شابين يمنيين بحادث مروري مروع في البحرين    الحوثيون يلزمون صالات الأعراس في عمران بفتح الاهازيج والزوامل بدلا من الأغاني    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    اليمنية تنفي شراء طائرات جديدة من الإمارات وتؤكد سعيها لتطوير أسطولها    اعتراف أمريكي جريء يفضح المسرحية: هذا ما يجري بيننا وبين الحوثيين!!    الدوري الاسباني: اتلتيكو مدريد يعزز مركزه بفوز على بلباو    مصلحة الدفاع المدني ومفوضية الكشافة ينفذون ورشة توعوية حول التعامل مع الكوارث    ضربة قوية للحوثيين بتعز: سقوط قيادي بارز علي يد الجيش الوطني    وصول أول دفعة من الفرق الطبية السعودية للمخيم التطوعي بمستشفى الأمير محمد بن سلمان في عدن (فيديو)    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    قيادية بارزة تحريض الفتيات على التبرج في الضالع..اليك الحقيقة    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    «كاك بنك» يدشن برنامج تدريبي في إعداد الخطة التشغيلية لقياداته الإدارية    "نهائي عربي" في بطولة دوري أبطال أفريقيا    الذهب يتجه لتسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع    القبض على عصابة من خارج حضرموت قتلت مواطن وألقته في مجرى السيول    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    «كاك بنك» يشارك في اليوم العربي للشمول المالي 2024    أكاديمي سعودي يلعنهم ويعدد جرائم الاخوان المخترقين لمنظومة التعليم السعودي    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    لحظة يازمن    لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المولد النبوي الشريف.. محطة للتزود بذكرى تنفع المؤمنين
مع احتفالنا وسائر المسلمين بهذه المناسبة العظيمة
نشر في الجمهورية يوم 26 - 02 - 2010

تحتفل بلادنا وسائر بلاد المسلمين بذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه محمد أفضل الصلاة وأجل التسليم.. ومناسبة عظيمة كهذه يمكن أن يقال فيها وعنها الشيء الكثير, ويمكن تناولها من زوايا وجوانب عديدة ومتعددة ولا حصر لها.. فالحديث عنها حديث عن أعظم وأكرم وأشرف وأجل إنسان عرفته البشرية وأفضل أهل الأرض والسماء لكننا وببساطة شديدة نتناولها هنا كذكرى تنفع المؤمنين, ورأينا أن يكون استطلاعنا التالي مادة للتذكير بما يمكن أن يستشف من هذه الذكرى العطرة وللتذكير فقط ببعض الدروس والعبر والعظات اليسيرة التي سجلناها مع عدد من المشائخ الأجلاء.. ونضعها بين أيديكم لمن أراد أن يتذكر أو أراد شكوراً.محطة هامة
الشيخ: محمد درويش أبو الغيث يقول:
إن الميلاد النبوي الشريف يمثل أهم محطة في تاريخ الأمة الاسلامية وفي تاريخ البشرية كونه(ص) بعث رحمة للعالمين ويضيف: إننا نلاحظ دائماً أن الأمة الاسلامية تنتقل من محطة إلى أخرى من خلالها تتذكر أخلاق رسول الله(ص), ولاسيما عندما تتذكر أيام ولادته وتستفيد من ذلك في معاملاتهم وأخلاقهم وسلوكياتهم.. فحياة رسول الله (ص) من بدايتها إلى نهايتها درس عظيم في جميع مجالات الحياة.. من ناحية التعامل والأخلاق والتبادل والاحترام المتبادل في طبقات الناس في حياتهم الاجتماعية من طبقة إلى طبقة.. ونستفيد من حياة رسول الله (ص) الحب والوفاء لأمته.. ونستفيد من أخلاقه التواضع والحلم والزهد ونستفيد من حياته كل شيء جميل فهو (ص) من مولده إلى الآن رحمة للعالمين ونستشف تلك الرحمة من تعامله مع الناس.. وكيف كان يأتي الرجل متغطرسا وغاضبا ويسيء إلى رسول الله (ص) ربما بكلمات وأقوال ويتقبله (ص) بسعة صدر وانشراح ويرد عليه بكلام جميل يعدل من حياته ومن سلوكياته.. بل إن رحمته (ص) بلغت حتى الحيوانات إذ يأتي (ص) فيسمع جملاً يئن فقال: إن هذا الجمل يشكو من صاحبه.. إنه يشكو مما يؤلمه فيمسح النبي (ص) على رأسه وينصح صاحبه ألا يحمله فوق طاقته.
نعمة يجب أن تشكر
ويضيف الشيخ أبو الغيث: ولا شك أن مولد النبي (ص) ومبعثه هو نعمة من الله إلى هذا الوجود والنعمة ينبغي أن تذكر ولا تنكر.. وينبغي أن تشكر ولا تكفر.. فعندما نتذكر الرسول (ص) حتى في تسمياته وفي يومه وفي مكانه نجد النافع والمفيد.. فلو نظرنا إلى تسمياته في مجتمع كان لا يعرف إلا الشدة والغلظة في التسميات فهذا عبد مناف وهذا عبد قصي وغيره عبد حرب بينما نجد اسماً جميلاً ولم يكن قد عرف من قبل وهو “محمد” وكأن هذا الاسم غريب عليهم.. وسماه جده ليحمد في السماء والأرض وكان كذلك.. وهذا درس نتعلمه بأن نتخذ لأبنائنا الأسماء الجميلة.. ويجب علينا نحن اليمنيين أن نكون الأكثر فرحاً في هذه المناسبة ونشكر الله عزوجل بأن يشرح صدورنا للاسلام بمجرد وصول رسالة من رسول الله (ص)..
أعظم الأعياد
أما الشيخ درويش سليمان يحيى فيعدد لنا بعضاً مما يجب أن نتذكره في هذه المناسبة العظيمة قائلاً:
الذي يمكن أن يقال في هذه الذكرى وأن ينشر هو ما ينبغي أن يوافق مادعا إليه النبي (ص) ومادعا إليه القرآن.. فإذا تمسك الناس بكتاب ربهم وبسنة نبيهم (ص) ارتأوا من هذا التمسك على أنه إن لم يكن لازماً فمن المندوب ومن الأدب أن نحيي في هذه الأيام بل في هذا الشهر كله هذه الذكرى التي تعتبر هي أكبر حادث لنفع الأمة المحمدية لأن من هذا الحدث كانت الرحمة ومن هذا الحدث جاء العلم وجاء النور والابتهاج وجاء الاسلام, ومن هذا الحدث جاءت المنافع والمعاني والعلوم والأحكام والحلال والحرام.. وكل هذا ناتج عن هذا الحدث الذي وقع في هذا الشهر وهو مولد الرسول (ص).. ومن هذا الحدث جاء أيضاً تشريف الأمة المحمدية ، فيه صرنا أشرف وأفضل أمة وبه صرنا ثلثي أهل الجنة.. وبه صرنا أصحاب أفضل دين..”إن الدين عند الله الإسلام”.. وهذا جزء يسير مما نتذكره من إحياء هذه الذكرى التي تعود علينا في كل عام نجد العالم الاسلامي يقيم احتفالات كبيرة جداً كما في مصر والسودان ودمشق, إذ تجد العالم الاسلامي يضج بالاحتفالات بكبرائه ووزرائه بل برؤسائه.. وهذا يؤكد فهم الأمة بهذه الذكرى.. فإذا كان الناس في العالم يحتفلون بأعياد مختلفة بعيد يسمى عيد الشجرة أو عيد الأم أو عيد العمال أو عيد الميلاد.. فإن أفضل مخلوق وأشرف مولود وأجمل انسان محمد صلى الله عليه ينبغي أن نجعل يوم مولده يوم عيد بل من أعظم الأعياد.. وينبغي أن يكون هذا العظيم حياً في أذهاننا وحياتنا وسلوكياتنا وكلما تعود الذكرى نحييها.. ليعلم الذي كان لا يعلم عن النبي (ص) كيف كانت ولادته وكيف كانت أخلاقه.. فهي مناسبة وأي مناسبة للحديث عن النعمة التي من الله بها عز وجل بمولد محمد صلى الله عليه وسلم.
تعظيم وتمجيد
ويضيف الشيخ درويش عن تعظيم الله لمولد الأنبياء:
إن هذه المناسبة هي محل تمجيد وتعظيم.. فمولد الأنبياء جميعهم كان لها تأثير في حياة الناس والبشرية وقد مجد الله عز وجل يوم مولد محمد وغيره من الأنبياء إذ مجد لنا يوم مولد سيدنا المسيح عيسى عليه السلام وسرد لنا قصة ذلك تفصيلاً في سورة مريم ثم فصل قصة ولادة سيدنا موسى عليه السلام ويوم مولد سيدنا زكريا عليه السلام الذي قال الله عز وجل عنه”والسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حياً”.. فيوم مولد الأنبياء يوم عظيم إذ بمولدهم تغيرت البشرية واهتدت... ولم يذكر الله عزوجل مولد الأنبياء فقط بل ذكر أيضاً مولد الأولياء حتى يوم مولد مريم عليها السلام مجده الله عز وجل وذكرنا به قرآنه.
فضائل
الشيخ. عبده محمد قاسم معتكف- عميد كلية اللغة العربية بجامعة دار العلوم الشرعية يذكر لنا بعضاً من فضائل مولد الرسول الكريم (ص) قائلاً:
تعجز اللسان ويقصر البيان عن التعبير عما تجيش به الصدور وتحلق معه الأرواح في هذه الذكرى الغالية على نفوسنا.. فهي ليست ذكرى عادية عابرة فهي ذكرى مولد سيد البشرية محمد صلى الله عليه وسلم الذي كان أكرم مولود ولد والذي رفع الله عز وجل به الزمان وشرف به المكان:
سعدت بمولد أحمد الأزمان
وتعطرت بعبيره الأكوان
والشرك أنذر بالنهاية عندما
ولد الحبيب وأشرق الإيمان
ولذا فإن ذكرى المولد النبوي الشريف هي ذكرى عطرة يخلد بها في التاريخ صلة واتصالاً بهذا النبي العظيم (ص) الذي ماعرف الوجود مولوداً كان أشرف ولا أسعد على البشرية منه.. وما من مولود ولد إلا وكانت ولادته لا تساوي وتداني ولا تقارب مولد النبي (ص) فإن الساعة التي ولد فيها سيدنا رسول الله (ص) جعلها الله عز وجل ساعة إجابة للأمة إلى قيام الساعة وهي ساعة السحر قبيل الفجر التي ولد فيها نبينا (ص) ولا يمر على الانسان 42 ساعة أبرك من ساعة الميلاد وهي ساعة السحر وهذه الساعة من فضائل الله عز وجل في مولد النبي بأن جعلها عطية للأمة الاسلامية.. وهي واقع معاش يعيشه المؤمن في كل ليلة فهي ساعة مباركة.
ينبغي للأمة الاسلامية الآن أن تنظرإلى أن ذكرى مولد النبي (ص) مثلت انتقالاً إلى مرحلة جديدة وانتقالاً إلى الأفضل والأحسن.. ومن الفضائل التي من بها الله عز وجل علينا بمولد النبي (ص) أن جعل مولده مباركاً وبارك لنا بزمن ولادة النبي في الساعة واليوم والأسبوع والشهر والسنة.. فساعة مولده هي ساعة السحر وهي ساعة مباركة في اليوم والليلة.. ويوم مولده كان في يوم الاثنين وهو يوم مبارك في الأسبوع وتاريخ مولده في ليلة الثاني عشر وهي ليلة مباركة في الشهر وشهر مولده ربيع الأول وهو شهر مبارك في العام.
بالنسبة للدروس العملية التي يمكن أن نستخلصها من هذه الذكرى العطرة فهي كثيرة ومنها أن ذكر شمائله (ص) وذكر أخلاقه والتسنن بها وذكر سيرته (ص) وتحليلها وتحليل مواقفها فيها إحياء للأمة.. وعندما نبرزها للبشرية ونبرزها للناس في هذه الذكرى يأخذ مدى أوسع.. ونحن الآن في عصر الانفتاح والمعلومات وأصبح من تكلم بكلام أو احتفل بشيء في المشرق سمعه وأدركه من في المغرب.. وهذه فرصة سانحة لأن نسعى إلى ابراز سيرة نبينا (ص) وأخلاقه وشمائله ليعرفها العالم أجمع.. ونقول لهم: إن هذا هو (ص) الذي أرسله الله عزوجل في عقول أولادنا وأبنائنا وتنشئتهم على حب النبي (ص) لأن الذكرى تعظم بعظم من ذكرت فيه.
ولادة الهدى
الشيخ. عبدالله عمر أحمد سيف أوجز لنا لمحات مما كان يعيشه العرب في الجاهلية وكيف جاء مولد ومبعث رسولنا الكريم محمد (ص) ليفسر حالهم ويخرجهم من الأوضاع الظلامية إذ يقول:
الحمدلله القائل في كتابه الكريم”المر، كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد” وإنها لمناسبة عظيمة هي ذكرى مولد حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم المبعوث رحمة للعالمين..
نستشف من مولد النبي (ص) ولد الهدى فالكائنات ضياء فكيف كان حال الأمة العربية؟ كانت تعيش صراعات سياسية اجتماعية وكان القوي يأكل الضعيف ولو نظرنا إلى جزيرة العرب بالذات وذلك قبل مولده كانت عبارة عن صراعات سياسية متلاطمة بين قوى الروم التي كان لها شمال الجزيرة العربية وقوى الفرس التي كان لها جنوبها, وكان من يدفع الثمن هم العرب.. كان حالة العرب عبارة عن غابة موجودة يأكلون الميتة ويدفنون البنات أحياء, ؟؟ السوائب.. وفي الحالة الاجتماعية كانت تختلط الأنساب لوجود عدة أنواع من النكاح الذي يخلط ويضيع الأنساب وهذا ليس إلا على سبيل الذكر كمثال على حالة التخلف والجهل الذي كان يسود الجزيرة قبل مبعثه (ص) فمثلاً كان هناك نكاح الزواج وهو الذي أقره الاسلام ونكاح الاستبعاض وهو رذيلة ونكاح الرهط وغير ذلك وكانت تختلط الأنساب وجاء الاسلام ليلغي كل تلك الأنواع من النكاح سوى نكاح الزواج الذي هو شرعي.
أما في الحالة التشريعية فقد كانت الحالة فوضى كان كل واحد يشرع لنفسه ولهذا شرعت السوائب و هي النعام التي تسيب للأصنام وكانت لهم أصنام عدة صنم للمطر وصنم للنظر وإله الشمس.. وكانت أكثر من(063) وكان التشريع فوضى.. أما في الحالة الاقتصادية فقد كان حالة العرب أن القوي يأكل الضعيف.. فالقبيلة القوية تأكل القبيلة الضعيفة حتى ولو كانوا أبناء عم.. وكانت الحروب منتشرة وتستمر عشرات السنين وهكذا كان العرب والعالم يعيش حالة ظلامية وجاهلية كبري.
فلما ولد النبي(صلى الله عليه وسلم) وبعث تغيرت المفاهيم التي كانت سائدة وولدت مع مولد النبي(صلى الله عليه وسلم) كل فضيلة ووئدت كل فتنة ورذيلة ناهيكم عن أن هناك أكثر من أربعين معجزة حدثت ليلة مولده فقط ومنها انشقاق إيوان كسرى وخمود نار فارس وساسان غاضت بحيرتها ورميت الشياطين بالشهب المحرقات.. ومن معجزات مولده أنه ولد مختوناً مكحولاً بيد العناية، ولم تر أمه ألماً في ولادته.. وقبل ولادته بخمسين يوماً أهلك الله أبرهة وجنده فسمي عام ولادته عام الفيل وماتلك المعجزات إلا بشارات بقدوم مغير البشرية فقد كان يوم ولادته نقطة ضياء للبشرية فلماذا يوم مولده وليس أي يوم كيوم هجرته ومبعثه.. لأن الله عظم أيام ولادة الأنبياء ومنها يوم مولد عيسى(عليه السلام) الذي ذكر في القرآن (بالسلام علي يوم ولدت) ومولده يحيى(والسلام عليه يوم ولد).
عدل واعتدال
أما الشيخ. عبدالله علي عمر بلفقيه فيؤكد أهمية هذه المناسبة في تجسيد الأخلاق النبوية الشريفة والمبادئ المحمدية والقيم الاسلامية الحقيقة ونبذ العنف والارهاب الذي ألصق بالاسلام والمسلمين ظلماً نتيجة انحراف البعض ممن في قلوبهم زيغ ومرض وتبنيهم أفكاراً ضالة بعيدة عن تعاليم الاسلام داعياً إياهم العودة إلى الله ومراجعة أنفسهم والابتعاد عن التشدد والغلو والتطرف إذ يقول: إن ذكرى المولد النبي الشريف مناسبة عظيمة نستحضر من خلالها أخلاق نبينا الكريم محمد(صلى الله عليه وسلم) ونتمثلها في حياتنا وسلوكنا، ومناسبة لتذكر مبادئه في الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة وهي مناسبة لنذكر بعض من جرفتهم التيارات المنحرفة من شباب الأمة الاسلامية وبالأهداف العظيمة التي جاء بها الدين الاسلامي على يد الرسول(صلى الله عليه وسلم) وإننا لنأسف أن يعمد بعض من انحرفت عقولهم وزاغت قلوبهم ليقوموا بتحريف المبادئ الاسلامية المحمدية وتشويهها من خلال الدعوة إلى العنف والارهاب وتغرير بعض الشباب والدفع بهم إلى مهاوي الردى والهلاك وإيهامهم بأن الإقدام على تفجير أنفسهم وقتل الأبرياء هوخدمة للدين الاسلامي.. وماهو بذلك فرسولنا الكريم(صلى الله عليه وسلم) جاء لينبذ العنف وينهى عن البغي والمنكر والعدوان ويدعو إلى الوسطية والاعتدال وليس إلى التطرف والتشدد «وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً» فلو استقرأنا سيرة النبي(صلى الله عليه وسلم) من مولده إلى موته نجد أنه كان ينبذ العنف والتشدد والبغي والعدوان ويدعو إلى السلام ويميل إليه وينهى عن قتل النفس حتى قتل المسلم لنفسه عملية حرمها النبي ولو كان في ساحة المعركة ولنا أن نتذكر ما أقدم عليه أحد المسلمين في احدى المعارك بأن أقدم على قتل نفسه بأن بقر بطنه بحديدة لأنه لم يطق تحمل آلام الجراح التي أثخنته وهو يقاتل في سبيل الله.. فلما بلغ خبره إلى الرسول (صلى الله عليه وسلم) قال(صلى الله عليه وسلم): (هو في النار) وبمعنى الحديث أن ذلك الرجل لايزال حديدته تبقر بطنه في النار) لماذا وهو كان يقاتل في سبيل الله لأنه أقدم على قتل نفسه.. وهي عملية حرمها الاسلام حتى في حالة القتال ولم يعتبره النبي(صلى الله عليه وسلم) شهيداً بل أنكر وحرم فعله.. رغم أنه لم يقدم على ذلك إلا مضطراً للتخلص من الشعور بألم الجراحات الأخرى.. فكيف بنا نحن.
في عصرنا من يحرض ويغرر بالشباب على ارتكاب مثل ذلك الفعل بوعيهم وإرادتهم وهم في كامل صحتهم ودفعهم إلى الانتحار وتفجير أنفسهم مستهدفين الأبرياء.. أليس مايقومون به جريمة لا تقارن بما قام به ذلك الرجل، فهم إضافة إلى قتل أنفسهم يقتلون الأبرياء وبالتالي فهم يحملون وزر أنفسهم وإثم النفوس البريئة ولذا لا جرم أنهم في غير ما يزعمون..
الشاهد فيما سردته أنه في مثل هذه المناسبة ينبغي أن نستخلص الدروس والعبر والمبادئ التي تزيل الشوائب العالقة من عقول أولئك المنحرفين وأن نذكرهم بها ونصحح ماعلق بعقولهم من مفاهيم خاطئة ومبادئ مغلوطة.. وأن نعرف العالم بالوجه المشرق لديننا الاسلامي وهو دين مشرق في كل جوانبه.. والله ورسوله برآ مما جاء به هؤلاء المتطرفون الذين استبدلوا العدل بالعدوان، والموعظة الحسنة بالعنف والارهاب، والرأفة والرحمة، بالقتل والتفجير. حتى إن المسلمين أنفسهم لم يسلموا من أذى أولئك وإرهابهم.. ولذا نقول لهم إن ذكرى المولد النبوي الشريف فرصة لتراجعوا حساباتكم وتنيبوا إلى الله وتتوبوا إليه وتقتدوا بالرسول العظيم(صلى الله عليه وسلم) وليس بغيره وتتبعوا تعاليمه وتمثلوا أخلاقه ومبادئه.
مولد النور
الشيخ. أبوالخير محمد أحمد الجنيد يشير إلى أن مولد النبي(صلى الله عليه وسلم) هو مولد للنور والعدالة والمحبة قائلاً: إن مناسبة المولد النبوي الشريف مناسبة عظيمة جداً، مناسبة تمثل ولادة النور ولادة الحب وولادة العدل وولادة المودة وولادة لكل شيء جميل.. كما مثلت دفناً لكل شيء رذيل.. فالمطلع على حياة سكان الجزيرة العربية يراهم كانوا يعيشون في ظلام دامس في غوغاء وفي ظلم، وكان لا صوت يرتفع فوق صوت الثروة والمال والقوة، فالغلبة والسطوة والقوة كانت لصاحب المال والثروة والشهرة.. فجاءت الرسالة النبوية المحمدية لتطمس كل تلك المظاهر وتظهر بمظهر جديد هو مظهر القيمة للانسان وجعلت له تميزاً وقيمة.. فأظهرت العدالة والمساواة والمحبة وأظهرت أنه لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى.. وبولادة هذه المبادئ تغيير وجه التاريخ.. ولكل مسلم أن يفرح بهذه المناسبة مناسبة ولادة النبي(صلى الله عليه وسلم) فبولادته ولدت كل القيم الجميلة وبولادته أخرجنا من الظلمات إلى النور وبولادته اهتدينا.. فولادته كانت نعمة ورحمة ليست لنا كمسلمين فقط بل للعالمين.
أخلاق سامية
الشيخ ياسر عبده مهدي واصل يؤكد أن مولد الرسول(صلى الله عليه وسلم) هو ولادة للقيم والأخلاق السامية إذ يقول:
بالنسبة لذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه أفضل الصلاة وأزكى التسليم فتعد نقطة انطلاق إلى عالم أوسع تصلح به أحوال الناس اجتماعية وإدارية واقتصادية وشوروية.. وتصفو بها قلوب الناس من اكدار الوثنية والظلم الغاشم الذي استبد بالبشرية ردحاً من الزمن.. ثم بظهور هذا النور.. بدأت الانسانية تضع لبناً رسمية صحيحة تقيم بها المعاملات والعبادات والتكافل الاجتماعي.. فبولادة النبي(صلى الله عليه وسلم) ليست ولادة عادية إنما ولادة عالم يتغاير تماماً مع ماسبقه من العوالم الكهنوتية والظلامية وعوالم الاستبداد والطغيان وعوالم الجاهلية واضطهاد الانسان لأخيه الانسان حتى على مستوى الحقوق التي تعد من الحياة بالضرورة.. فهم في جاهليتهم وقبل ولادته(صلى الله عليه وسلم) وأدوا البنات وأكلوا المعبودات.. وعاشوا كل السلبيات التي سادت في الجاهلية الجهلاء.. وجاء مولد النبي (صلى الله عليه وسلم) ليغير تلك العوالم وليغير وجه التاريخ ويحدث أكبر تغيير في تاريخ البشرية وبفضل مولده ومبعثه تحول رعاة الغنم والبدو الأميين إلى قادة تنوير وتغيير سادوا العالم بالمبادئ التي جاء بها الرسول الكريم(صلى الله عليه وسلم).. وبهذا المولد النبوي الشريف نتيقن بأننا بحاجة ماسة إلى أن تثمر فينا هذه الأخلاق النبوية وهذه القيم السامية التي بعث بها نبينا(صلى الله عليه وسلم).


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.