قال مصدر حكومي يمني أن أطراف الحوار في سويسرا اتفقو على استئناف مشاورات السلام في إثيوبيا يوم 14 يناير المقبل، وذلك في ختام المباحثات اليمنية، أمس الأحد، من دون أن تحدث اختراقاً أو انفراجة حقيقية بالنسبة للمدنيين الذين يعانون من ويلات الحرب. لكن خيوط التواصل التي ترعاها الأممالمتحدة لم تنقطع، لأن وفد الحكومة الشرعية ووفد الحوثي - صالح اتفقا على إنشاء “لجنة مراقبة وقف إطلاق النار والتهدئة”، ويبحثان آليات عمل لجنة الشؤون الإنسانية التي يجري تشكيلها. ولضمان استمرار التواصل بينهما، سيتم تمثيل مختلف الأطراف التي شاركت في مفاوضات سويسرا، للعمل مع فريق المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد على تهيئة الجولة المقبلة في مطلع العام 2016. واستبعدت مصادر دبلوماسية غربية صفة “الفشل”، لأن الجانبين “تحدثا وجها لوجه”، واتفقا على تشكيل لجان لمراقبة وقف إطلاق النار والشؤون الإنسانية وعلى اللقاء مرة أخرى، “وذلك رغم التغيرات العسكرية في الميدان”. ويرجح أن تتواصل الأعمال الحربية في غضون الأيام والأسابيع المقبلة، ما قد يؤثر مباشرة على سير جولة المفاوضات. ويعقد المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد مؤتمرًا صحافيًا في نهاية اليوم السادس والأخير من المباحثات ظهر الأحد في العاصمة السويسرية بيرن. وذكر مفاوض من وفد الحكومة لقناة “العربية” أن “المواقف راوحت مكانها حتى الساعة” قبل بدء الجلسة النهائية. ونقل إلى قناة “العربية” أن الأجواء تختلف عن “صداها لدى المراقبين الغربيين”. وكشف أن جلسة يوم السبت كانت “صاخبة” عندما قدم وفد الحكومة الشرعية تقريرا مفصلا عن الدمار الهائل الذي أصاب اليمن، وعن تدهور الأوضاع الإنسانية في أنحاء البلاد، خاصة في مدينة تعز المحاصرة. وأضاف المصدر نفسه أن “التأثر بدا واضحا في عيون بعض الخبراء الدوليين”. وآنذاك تدخل عضوان من وفد الحوثي - صالح، وهما أبوبكر القربي ومهدي المشاط، وعقبا بأن “هذا أمر عادي بعد أربعة أشهر” من الحصار. ميدانيا، اعترضت المنظومة الصاروخية للتحالف العربي صاروخين باليستيين أطلقتهما ميليشيات الحوثي وصالح من جبل نقم وسط اليمن، وسط استمرار تقدم القوات الشرعية في محافظتي الجوفوصنعاء. في تعز انفجر صاروخين باليستيين “في الجو بعد محاولة فاشلة لميليشيات الحوثي لإطلاقهما من جبل نقم”، شرقي صنعاء وسط اليمن. والمحاولة الفاشلة لإطلاق الصاروخين جاءت وسط استمرار تقدم الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في الجوف بشمال اليمن على الحدود مع السعودية، حيث سيطرت على معظم مناطق المحافظة. كما عززت القوات الشرعية وجودها في محافظة صنعاء الخاضعة لسيطرة الميليشيات المتمردة، حيث قالت مصادر عسكرية إن قوات الجيش والمقاومة الشعبية تقدمت باتجاه جبل صلب في مديرية نهم. وكانت القوات الشرعية قد دحرت الميليشيات المتمردة، الجمعة، من مدينة الحزم، مركز محافظة الجوف الواقعة شمال غرب اليمن والمحاذية من الجنوب لمحافظة صنعاء ومن الشمال للحدود السعودية. وقصفت الميليشيات، الأحد، المنازل في مدينة نعز، مما أسفر عن مقتل 3 أشخاص وإصابة 37 آخرين بجروح، وفق المصادر التي أكدت تسجيل أكثر من 170 خرقا للهدنة من قبل المتمردين في المحافظة. وكانت قيادة التحالف العربي قد أكدت مرارا احترامها للهدنة إلا أنها شددت في الوقت نفسه على الالتزام على التصدي لمحاولة تغيير واقع العمليات على الأرض من قبل المتمردين الذين خرقوا الهدنة من اليوم الأول