قال سكان يمنيون في العاصمة صنعاء إن الانقلابيين بدؤوا بحفر الخنادق على أطراف صنعاء وخاصة في مناطق بني حشيش وأرحب وأطراف سعوان، فيما نشرت أسلحة ثقيلة وسط أحياء العاصمة من دبابات ومدرعات وآليات عسكرية، بينما يقول مراقبون إن هذه الخطوات لتحصين العاصمة أهم معقل استطاعوا السيطرة عليه منذ الانقلاب على السلطات الشرعية في ايلول/سبتمبر 2014، تعني أن مدهم صار في حصار مطبق وأنهم يعلمون أن سقوط العاصمة ستعني غروب شمسهم وإلى الأبد، رغم ما قد يبدونهم من محاولات يائسة ومتفرقة لتقال الجيش اليمني ومقاتلي المقاومة. وأوضح السكان أن قرابة 100 دبابة ومصفحة نشرت في أحياء نقم وسعوان وجولة أية والأحياء القريبة من المطار، فيما يتم حفر خنادق وتفخيخ بعض الممرات الرئيسية التي تربط العاصمة صنعاء بمحافظة مأرب. وقلل محافظ صنعاء الشيخ عبدالقوي شريف من أهمية الإجراءات التي فرضتها المليشيا الشيعية ومن دفعها بتعزيزات عسكرية كبيرة، مؤكدا أن "الشعب اليمني أصبح يمتلك جيشا وطنيا قويا ومدربا تدريبا عاليا لتجاوز الصعاب". وقال المحافظ إن "الحاضنة الشعبية والترحيب الذي يحظى به الجيش الوطني المسنود بالمقاومة الشعبية في مديرية نهم بصنعاء يجعلني على ثقة أن عملية تحرير صنعاء التي بدأت عملياتها ستكون خاطفة، وسيفرض أبناء صنعاء على الانقلابيين الفرار من مناطقهم"، وبين أن "القوات التي أسند لها تحرير العاصمة بقيادة اللواء الركن محمد المقدشي رئيس هيئة الأركان، جاءت من مختلف المحافظاتاليمنية ولا تمثل جهة أو طرفا وإنما هو جيش كل اليمن الذي أصبح يسيطر على البوابة الشرقية للعاصمة صنعاء المتمثلة بمناطق وجبال نهم". ونقلت مصادر صحفية خليجية عن شريف قوله إن نعول كثيرا على قبائل منطقة نهم التي التي تنطلق منها عملية تحرير العاصمة صنعاء والتي أبدى أهلها تعاونا كبيرا مع الجيش والمقاومة اليمنيين لتحرير كامل صنعاء. وأشار شريف إلى أن "ممارسات المليشيات في صنعاء من اعتقالات واختطاف ومداهمات وحصار وتجويع وقتل في حق المدنيين وفرت للجيش الوطني حاضنة شعبية كبيرة". وقال عدد من سكان صنعاء إن المليشيا الانقلابية (في إشارة للحوثيين حلفاء إيران) شنت حملات اعتقالات ومداهمة لمنازل ناشطين في محافظاتصنعاء وعمران ودفعت بتعزيزات كبيرة للأطراف الشرقية للعاصمة، فيما باتت حالة من القلق والترقب تسيطر على قياداتها لا سيما وأن استعادة السلطة الشرعية للعاصمة صنعاء سيوجه لهم ضربة قاتلة ويدفع بهم الى الفرار نحو معاقلهم الأساسية في جبال صعدة، على حد تعبير أحد المحللين. وأشاد محافظ صنعاء بالدعم اللوجستي والاستخباراتي والعسكري للتحالف العربي الذي "أسهم في القضاء على التحديات الكبيرة ومهد الطريق أمام الجيش الوطني للوصول إلى صنعاء وتحقيق تطلعات الشعب اليمني". ونوه شريف بمواقف ضباط الحرس الجمهوري والخاص الذين وصفهم ب"الشرفاء وآثروا المصلحة الوطنية وعدم المشاركة في مواجهة إخوانهم من قوات الشرعية". وقال "لن نقصي أحدا بل سندافع عن حقوق كل الشرفاء الذين وقفوا مع الشرعية وساهموا بشكل فعلي في إنهاء مرحلة الفوضى وسنفتح مكاتبنا وقلوبنا لمن رفض توجيهات المليشيات من القوات العسكرية والأمنية وتمرد على أوامرها". وكشف المحافظ عن أن "التحضيرات تجري على قدم وساق لحملة إغاثة تعقب عملية التحرير مباشرة لمناطق ومديريات محافظة صنعاء للتخفيف من معاناة المواطنين". في الاثناء، قالت منظمة أطباء بلا حدود الدولية الثلاثاء إن جماعة أنصار الله (الحوثيين) الشيعية، تمنعها من إيصال "إمدادات طبية"، إلى المناطق التي تحاصرها في مدينة "تعز" جنوبي اليمن. وأفادت سيلين لانغلوا منسقة الطوارئ في "أطباء بلا حدود"، في شهادة لها نشرها الموقع الإلكتروني للمنظمة الدولية، أن "الحوثيين، أوقفوا شاحنات المنظمة التي تحمل إمدادات طبية، عند عدة نقاط تفتيش، قبل أن تمنعها من الوصول إلى المنطقة المحاصرة في مدينة تعز". وذكرت المسؤولة الدولية، أن المستشفيات الواقعة في المنطقة المحاصرة من قبل الحوثيين، تستقبل أعدادا كبيرة من جرحى الحرب. وأشارت إلى أن منظمة "أطباء بلا حدود"، شرعت منذ مايو/أيار، في توفير أدوية الطوارئ و"الإمدادات الجراحية" إلى مستشفيات "الجمهوري"، و"الثورة"، و"الروضة" و"العسكري"، و"القاعدة"، التي تستقبل أعدادا كبيرة من جرحى الحرب جراء "العنف المتصاعد". وأوضحت أن مستشفى "الروضة" (يقع في منطقة سيطرة المقاومة)، استقبل منذ منتصف شهر مايو/أيار أكثر من 5 آلاف جريح . ويفرض الحوثيون، وقوات موالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح حصارا خانقا، على منافذ مدينة تعز منذ أشهر، ويمنعون دخول الإمدادات الطبية والمواد الغذائية إلى الأحياء والمستشفيات الواقعة في نطاق سيطرة المقاومة الشعبية الموالية للرئيس الحالي عبدربه منصور هادي.