كلما نحلم به في الوقت الحالي هو استعادة الدولة في اليمن وبسط نفوذها على كل الاراضي اليمنية ، وعودة الأمن والاستقرار والنظام والقانون ووجود الجيش الوطني القوي الذي يحمي الوطن ويحمي الدولة ويحمي الشعب ، ومع دخول عام 2016 يحدونا أمل كبير وتفاءل قوي بأن يكون هذا العام هو عام التحرير في اليمن وحسم المعركة التي بدأت في اواخر شهر مارس 2015 بين الشرعية المسنودة بدول التحالف العربي وبين قوات الانقلاب والتي لازالت تدور رحاها إلى يومنا هذا . تحرير اليمن الحقيقي هو التحرير الكلي لجميع اراضيها ، وأما التحرير الجزئي لا يعتبر تحريراً لليمن ، فتحرير عدن وعدة محافظات وعدم تحرير صنعاء أو صعدة لا يعتبر اليمن محرر ، وعودة الدولة إلى عدن وعدم عودتها صنعاء أو أي محافظة أخرى لا يعتبر ان هناك عودة للدولة اليمنية الواحدة ، وهذا ما يدل على أهمية التحرير الكلي لليمن وعودة الدولة الشرعية لكافة أراضيها .
يجب ان يكون عام 2016 هو عام التحرير وعام الحسم ، ويجب ان لا يزيد عمر المعركة بين الشرعية والانقلاب عن مدة عام ، فالمعركة التي بدأت في اواخر مارس او بداية يناير 2015 يجب ان تنتهي وتحسم المواجهة في بداية يناير 2016 ولا تزيد عن ذلك مهما كان وجود أي مبررات تستدعي تطويل عمر المعركة ، ومن ضمن تلك المبررات هي استنزاف قوات الحوثي ، وقد يكون هذا المبرر مقبول ولكن مدة عام تعتبر كافية لاستنزاف الحوثي وقوات الانقلاب ، وسيتم ذلك الاستنزاف بشكل سريع من خلال فتح عدة جبهات للمواجهة في كل المناطق والمحافظات ، اما في حالة زيادة عمر المعركة اكثر من عام فهذا لا يعتبر استنزاف وانما يعتبر قوة وشدة وصمود الحوثي وانقلابه في المواجهة ، وايضاً قد يكون من ضمن المبررات لتطويل عمر المعركة هو بناء الدولة في المحافظات المحررة ثم الانتقال لتحرير باقي المحافظات والحسم ، وقد يكون هذا العذر او المبرر مقبول ولكن هذا الامر يمكن معالجته من خلال الاستعانة بجيش دول التحالف الذي يجب ان يكون مشاركاً في عملية بناء الدولة مثلما يكون مشارك في عملية التحرير حتى يتسنى للدولة اليمنية الاعتماد على نفسها بشكل كلي .
عملية تحرير عدن وضحت ان قوات التحالف العربي قادرة على التحرير والحسم بشكل سريع ، وليس هناك ما يجعل الحوثي يواجه أكثر ويصمد في المعركة لوقت طويل ، وهذا ما يدل على انه ليس هناك دواعي ان تتعدى المعركة عام 2016 لتستمر في عام 2017 ، فأن ذلك الامر لن يخدم اليمن وشعبها ودولتها الشرعية التي قد تولد مخاوف وآثار نفسية عند أبناء اليمن الذين يؤمنون بالمقاومة ، وتطرح شكوك بأن الأمر ليس الا مجرد مؤامرة وتدمير للوطن يشارك فيها العرب وإيران ليصبح اليمن عراقاً آخر او سوريا أخرى .
اذا ارادت دول التحالف العربي ان تستنزف الحوثي وقواته من خلال تطويل عمر المعركة في اليمن ، فعليها ان تقوم بتحرير اقليم الجند واقليم تهامة واقليم سبأ بشكل كلي ، وتنقل كل المواجهات إلى اقليم آزال ، فهذا الامر يساعد في بسط نفوذ الدولة بسهولة على الاقاليم المحررة ودعمها اقتصادياً ، خاصة وان اقليم الجند وتهامة سبأ سيرحب ابناءه بعودة الدولة وسيكونوا عامل مساعد لفرضها ودعم جيشها الوطني ، واما في حالة تطويل عمر المعركة في ظل ان يظل الحوثي مسيطر على اكثر من اثنين اقاليم ، فهذا يعتبر نوع من انواع الدعم الاقتصادي للحوثي ، بل والدعم المعنوي والعسكري أيضاً .