برعاية مركز حضرموت للدراسات التاريخية والتوثيق والنشر نظم مركز الرناد للتراث والأثار والعمارة بتريم صباح الاثنين بقاعة الماهر الندوة العلمية (تأهيل وتطوير مدينة تريم القديمة) وذلك ضمن الأيام الثقافية تحت شعار (أفاق المعالجات المستقبلية لتطوير المدن التاريخية). وفي الندوة أكد الوكيل المساعد لشئون مديريات الوادي والصحراء عبدالهادي التميمي على أهمية انعقاد مثل هذه الندوات، معتبرا الندوة فرصة ليتذكر الحضارمة تاريخهم المجيد الرائد في مجال العمارة الطينية. مشيرا الى ان حضرموت وتريم كانت رائدة في الكثير من المجالات واستطاعت ان تنشر الإسلام في مختلف أصقاع الدنيا، موضحاً أن مشروع الندوة جديرا بالتنفيذ ولو على مراحل منفصلة كون تجزئة المشروع ستجعله أقرب للتنفيذ في ظل الظروف الراهنة. ونوه الوكيل المساعد على ضرورة أن تستعيد مدينة تريم ريادتها وأن تتخلص المدينة من مشكلاتها وأبرزها طفح مجاري الصرف الصحي كي تظهر المدينة بحلة زاهية خصوصا أنها ذات قيمة كبيرة وما اختيارها عاصمة للثقافة الاسلامية الا دليل على ذلك. واختتم الوكيل المساعد كلمته بضرورة توفر دراسات وأبحاث تساعد السلطة على العمل، موكدا على أهمية مشاركة الجميع في صنع القرار كون البلد بلد الجميع شاكرا القائمين على الندوة على جهودهم المباركة. من جانبه عبّر الأستاذ حسين عيديد مدير عام هيئة الحفاظ على المدن التاريخية بالوادي عن سعادته بحضور هذه الندوة انطلاقا من أهمية مدينة تريم التاريخية، مشيرا الى أن الهيئة تولي تريم اهتمام بالغ وتسعى دائماً اعطائها الأولية لما تملكه المدينة من مخزون تاريخي كبير. بدوره شدد الدكتور محمد يسلم عبدالنور عضو مركز حضرموت للدراسات التاريخية راعي الفعالية على أهمية العمل من أجل الاهتمام بالمورث التاريخي والحضاري لمدينة تريم ، موضحاً أن مركز حضرموت يسعى دائماً الى الاهتمام بالتراث الحضرمي ، مبدياً أسفه على عدم استفادة تريم من فعالية تريم عاصمة الثقافة الاسلامية الاستفادة المرجوة. من جانبه هنئ الأستاذ أحمد الرباكي مدير مركز الرناد الأمة بحلول العام الميلادي الجديد وكذا المولد النبوي، مشيرا الى أن الحضارة أسمى ما للامة من تراث، منوهاً الى أن أهالي مدينة تريم كان لهم ابداع منذ أقدم العصور وكان لهم علوم وفنون نقلوها الى شرق أسيا. بدوره عبّر الدكتور السوري أحمد صلاح الدين رجب عن اعجابه الشديد بما شاهده من ابداع متفرد في العمارة الطينية في مدينة تريم، مشددا على ضرورة الحفاظ على هذا التراث الذي يجب أن نفخر به. عقب ذلك استعرض المهندسون أحمد حسين باعقيل ومحمد جعفر السقاف ومحمد محسن التميمي وماجد محمد القحوم مشروع تخرجهم (إعادة تأهيل وتطوير مدينة تريم القديمة) واثريت الندوة بالعديد من المداخلات القيمة. شهدت الندوة قصيدة شعرية القاها الشاعر محفوظ بن عثمان كما حظيت الندوة بنقل مباشر من اذاعة الماهر اف ام وتغطية من قناة بلقيس، حضر الندوة المهندس علي البحبوح مدير مكتب الأشغال العامة بتريم وعبدالله بن حميدان مدير مكتب الثقافة والدكتور عبدالقادر الكاف عميد كلية المجتمع وعددا من الشخصيات الاجتماعية وأرباب المؤسسات والجمعيات الثقافية والتراثية وجمع من المهتمين. وفي ختام الندوة تم تكريم المشاركين والجهات التي أسهمت في نجاحها ، هذا وخرجت الندوة بعدد من التوصيات أبرزها ضرورة عمل مركز أبحاث ، تشكيل لجنة لاستكمال مشاريع التخرج للطلاب ، تشكيل لجنة من المعلمين والمهندسين القدامى للجلوس مع المهندسين الجدد ، ضرورة المشاركة الشعبية للحفاظ على العمارة الطينية، عقد دورات لمعالمه العمارة الطينية مع المهندسين لتطوير قدراتهم ومهاراتهم.
