المتابع للأحداث الجارية في الجنوب منذ بداية الحرب الغاشمة وحتى يومنا هذا تجده دائما يتسائل ويضع النقاط على الحروف وكل مايدور في حوله أهداف تضرب في العمق مهما كانت ضررها فلأبد من التصحيح والإستفادة من الأخطاء الفادحة المؤلمة التي رافقت شعبنا بالماضي والحاضر وكانت السبب الرئيسي لما وصلت إليه بلادنا من وضع كارثي مأساوي لازلنا نكتوي ونتألم من جراحه الدامية بكل لحظة ودقيقة تمر من حياتنا بكل تأكيد أفتخرنا ولازلنا نفتخر بما حققته المقاومةالجنوبية من بطولات وإنتصارات وملاحم من التضحيات لأناس أوفياء عاهدوا الله والوطن بأنهم سيدافعون عن الكرامة والدين والحق والأرض فصدقوا هولاء وأفنوا حياتهم رخيصة وفضلوا الشهادة من أجل يعيش الآخرون بالرغم أنهم كانوا يريدون الحياة ويأملون بمستقبل جديد يؤمن لهم ولأجيالهم عيشة كريمة
على هذا العهد القاطع الذي جسدوه شهدائنا الأبرار رحمة الله عليهم يتوجب على شعب الجنوب المكافح الثائر بكل شرائحه الحفاظ على نشوة الإنتصارات ومكتسبات الثورة التحررية والثبات على الأرض المحررة للتصدي للأعمال الإرهابية المدبرة لزعزعة أمن واستقرار الجنوب وتحويله إلى مسرح للإغتيالات المتواصلة لغرض تصفية الكادر الجنوبي والعبث في مقدرات البلاد وإرباك المشهد السياسي من خلال زرع الخوف والقلق في نفوس أبناءه والسكينة العامة بشكل عام
تتعرض قضيتنا ووحدتنا وثورتنا في الجنوب إلى إعصار ومؤامرات سياسية كبيرة تظم عدة قوى متهيمنه حاقده تعمل ليلاً ونهاراً لإفشال كل الأحلام والطموحات والمنجزات بحيث إنها تعكر صفوة الفرحة من خلال بث المناطقية والعنصرية وإثارة الفتن وإعادة أحداث الماضي من تحت الركام عبر وسائل إعلامها المتخصصة للترويج المزيف لهذا الجانب الهام بقصد خلط الأوراق داخليا وإعادة ويلات الأيام المشؤمة
لن نرضى ولن نتهاون ممايحدث في مدينة عدن فالوطن ملكنا ومسؤليتنا جميعاً ودماء الأبطال غالية لاتقدر بثمن نحن ليس سعداء بما نسمع ونشاهد؟ لكن الأحداث البشعة التي تسفك يوميا أوجعتنا كثيراً وخاصةً عندما نودع فيها خيرة الرجال وأنبلهم برصاص غدر وخيانه ضالمه امام مرئ ومسمع الجميع فهي لن تستهدف شخصا محددا.. بل تغتال وطناًوأرضاً وانساناً لمن لايفهم عليه أن يعرف مايدور داخل الوطن وماهوا دوره النضالي في الوقت الحالي الذي يتطلب من كل الشرفاء والمخلصين الوقوف صفاً واحداً في مواجهة التحديات والدفاع عن النفس وملاحقة الخلاياء النائمة إلى مضاجعهم وأماكن تواجدهم وتجمعهم ورصد تحركاتهم والقضاء عليهم ونجعل البعض منهم عبرة لمن يعتبر أو تسول له نفسه المساس بأمن عدن وبقية مناطق الجنوب
إنقذوا الجنوب فالوقت لم يعد سهلاً كما تتخيلوه هناك قوى وأجندة وأحزاب لديها إمكانيات طائلة تستفيد من فارق الوقت لعمل التدابير القذرة والجبانة بحيث لا تتركوا الحبل على القارب في الإعتماد على رجال المقاومة الجنوبية بتأمين المنطقة أو على أشخاص قيادية لديهم ضغوطات عمل عديدة تجعلهم يفقدون السيطرة بالاستحواذ على الملف الأمني.. فتلك المهام هي على عاتق الشعب الجنوبي كافةً وبالذات في هذه المرحلة الفاصلة والمنعطف التاريخي الذي يمر به الجنوب
لن ينجح الملف الأمني الإ بسواعد الجميع من خلال التكاتف والتلاحم والتماسك والعمل في إطار واحد لتأمين المدن وبالذات مدينة السلام عدن الباسلة التي تحاول بعض النفوس وقوى الشر العفاشية المريضة إرجاعها إلى مدينة أشباح تحكمها عصابات بلطجية وجماعات إرهابية مسلحة وتصبح كما البلدان الأخرى التي سقطت في مستنقع قذر لم تتعافى منه وتعود إلى مجدها كما كانت وبحجم تلك التحديات علينا أن نقف نحن كشعب ضحئ بالغالي والنفيس الى جانب السلطة المحلية والقيادات الجنوبية لإعادة تأهيل وتفعيل دور المرافق الأمنية ووضع المعالجات الضرورية لتعزيز وتفعيل مؤسسات الدولة والعمل ضمن خطه موحده ممثله بقيادة المحافظ ومدير الأمن ورجال المقاومة الجنوبية والتصدي لأي فئه حتى وأن كانت محسوبه على المقاومة وهي خارجه عن النظام والقانون وتريد تواصل مسرحيتها الهزيلة من خلال تحويل بعض مرافق الدولة مكتسبا يصب لصالحها فهذه الأعمال سوف نواجها بجميع أشكال العنف ونضرب بيد من حديد ولن تذهب دماء الشهداء والتضحيات الجسام هدراً مهما كلف الثمن،
لماذا نترك القيادة تعمل لحالها ونكون أول المتفرجين عن مايحدث سوف يأتي يوما سنندم فيه ونعض اصابع الندم وتلك الأيام لاحت مؤاشرتها بسبب التخاذل والتماطل والقفله التي نعيش فيها. لقد حان الوقت ياشعب الجنوب لشحذ الهمم للعمل والدفاع عن الوطن والانتصارات والمنجزات وكل شبر وطئت الاقدام عليها فالجنوب مسؤولية الجميع.
