قال نائف المزاحمي الناشط السياسي في ثورة الشباب الشعبية السلمية في عدن أن الثورة الشعبية ملك للشعب وليست لأي فئة أو حزب داعيا الشباب للقبول بالآخر وإلى الصمود وعدم التفريط بالعمل السلمي الذي سيقود إلى نجاح الثورة مهما طالت وأشار المزاحمي إلى أن عدن تتعرض لمؤامرة مستمرة لقتل مشروعها المدني داعيا الجميع للتعاون من أجل استعادة دورها التاريخي. حاوره/باسم الشعبي
* تتعرض عدن لمحاولات عديدة لجرها إلى العنف وآخرها ما حدث الأسبوع الماضي عندما أقدمت قوات من الجيش والأمن باقتحام ساحة الشهداء في المنصورة كيف تفسرون ذلك؟ عدن هي قبلة المدنية والتنوع والسلطة حاولت منذ اليوم الأول تحويلها إلى مربعات عسكرية وأمنية من خلال تقطيع أوصال المدينة. الحملات الأمنية هي بمثابة ضربات استباقية لقتل روح المدنية في عدن ومصادرة مشروع الدولة المدنية التي ينادي بها الشباب كما تهدف إلى إحلال ثقافة العنف والفوضى في عدن بدلا من ثقافة التسامح والقبول بالآخر وما إطلاق الرصاص وعسكرة المدينة واقتحام الساحات وتوزيع السلاح وقتل الأبرياء إلا دليل على ذلك. يقع على عاتق الشباب مسؤولية الحفاظ على عدن وإفشال كل محاولات جرها إلى العنف لأن لعدن مكانة كبيرة تكتسبها من موقعها الاستراتيجي الفريد ومن تاريخها العريق الموسوم بالتعدد والتنوع والتعايش وأن استعادة دورها التاريخي هو مسؤوليتنا نحن كشباب وهو الدور الذي يسهم ليس فقط في أمن وأستقرار أبناءها وإنما سينعكس بالفائدة على العالم أجمع.عدن تعرضت وتتعرض لمؤامرات مستمرة لتحويلها إلى ساحة صراع وهذا لا يستهدف أهلها فحسب وإنما كل من تربطه مصالح بها وعلينا جميعا أن نتعاون كشعب ومجتمع دولي في الحفاظ على هذه المدينة بما يحقق أمال وتطلعات الجميع.
* كيف تقيمون مشاركة الحراك السلمي في الثورة الشعبية؟ الحراك الجنوبي السلمي لعب دورا كبيرا فيما تشهده المنطقة من تحول ويكفيه شرفا أنه أول من اعتبر النضال السلمي أسلوبا مدنيا للتعبير عن قضيته وأول من واجه آلة القمع العسكرية بصدور عارية بمعنى أن ما وصل إليه الشباب اليوم كان للحراك دورا كبيرا فيه لكن بالمقابل فإن ثورة الشباب إذا ما حققت أهدافها وهي ستتحقق بإذن الله ستكون قد هيأت للحراك تحقيق مكاسب كثيرة وقربت من مسألة تحقيق أهدافه ومنها اصطفاف شرائح وقوى كثيرة تحت مظلة القضية الجنوبية باعتبارها قضية كل أبناء الجنوب وتكون بذلك قد نقلت الحراك من التقوقع في الأرياف والجبال إلى مدينة عدن ومن التجييش والعمل الجماهيري العفوي إلى العمل السياسي المنظم.
* هل تعتقد أن قيادات الحراك سوف تستجيب لدعوات الشباب الذين طالما طالبوا بإصلاح وضعه الداخلي؟ ان لم يتفاعلوا مع المتغيرات وبالذات مع موجات التغيير التي تمر بالمنطقة فإن المتغيرات سوف تتجاوزهم.قيادات الحراك مطالبة أكثر من غيرها بالتغيير الايجابي الذي يفضي إلى ايجاد صيغة تفاهم فيما بينها خاصة وأنه قد أصبح هناك أكثر من طرف حامل للقضية الجنوبية وبالتالي أصبحت قيادات الحراك ملزمة ليس فقط في إحداث صيغة تفاهم في داخلها وإنما تلزمها المتغيرات للانتقال إلى لعب أدوار إيجابية على مستوى الجنوب ومع بقية الأطراف في الساحة إذا ما أرادت تحقيق أهدافها.
* هناك من قيادات الحراك من أعتبر أن شعار اسقاط النظام سينهي القضية الجنوبية ما رائك؟ شخصيا استغرب على من يطرح هذا الكلام فقضية الجنوب ليست مجرد كوب على طاولة مهترئة وإنما هي قضية شعب ودولة ووطن وتقف على أرضية صلبة معمدة بدماء الشهداء والجرحى وطرح مثل هذا الكلام يصب في خانة التقديرات الخاطئة للمتغيرات والأحداث.
* جمعة "وفاء الشعب للجنوب" هل كان لها تأثير في أوساط أبناء الجنوب لا سيما من هم في الحراك على وجه الخصوص؟ الاعتراف الشعبي الواسع في الشمال بعدالة القضية الجنوبية وبان ما حدث في 7/7/2007 في عدن كان بمثابة الثورة الأولى التي فجرها الحراك السلمي تعد خطوة متقدمة ستجعل من القضية الجنوبية قضية رئيسية في المرحلة القادمة سيكون حلها بمثابة خروج الجميع إلى بر الأمان.
* كيف تتابعون التحركات الجنوبية في الداخل والخارج فيما يتعلق بحل القضية الجنوبية وهل تم إشراك شباب الثورة فيها؟ أية تحركات تهدف إلى إيجاد حل عادل وشامل لقضية الجنوب فنحن نباركها ومن لديه القدرة على المبادرة والتعامل مع المتغيرات ويؤمن بان الجنوب ملك لكل أبنائه ويؤمن بالتصالح والتسامح والقبول بالآخر ومن يسعى إلى بناء الدولة المدنية التي تحقق العيش الكريم للجميع يستحق منا التقدير أكان المبادر من الحراك أو من شباب الثورة أو من منظمات المجتمع المدني أو الأحزاب أو أخواننا الجنوبيين في السلطة أو معارضة الخارج. ولكي تنجح أية مبادرة في تصوري انه لابد من تحصينها بقراءة دقيقة للواقع والعوامل السياسية والاجتماعية والثقافية في الجنوب.بالنسبة لشباب الثورة أنصح بعدم تجاهلهم كونهم أصبحوا قوة لا يستهان بها فضلا عن كونهم عماد المستقبل.
* وما هي رسالتك لشباب الثورة في عدن ؟ عليهم بالصمود وعدم إتاحة الفرصة للسلطة بجرهم إلى العنف والتمسك بالعمل السلمي فهو أساس نجاح الثورة مهما طالت فهي منصورة بإذن الله كما أنه تقع عليهم مسؤولية القبول بالآخر وتعزيزها كثقافة مجتمعية راقية واللجوء للحوار في حل كافة القضايا محل التباين أو الخلاف وتقبل إسهامات الآخرين في الثورة فالثورة ليست ملك لأحد من الناس فهي ملك الجميع شباب وشيوخ ورجال ونساء عمال وطلاب وفلاحين وأطباء من هم في الأحزاب أو في الحراك ومن هم خارجها وهذا لا يلغي دور الشباب الذي فجر الثورة ويقودها الآن بل يعزز منه ويتكامل معه لأنه لا يمكن لأي ثورة أن تنجح ما لم يشارك فيها الجميع فهذه ثورة شعبية ملك الشعب وليست ملك أي فئة أو حزب. وتقع على الشباب مسؤولية كبيرة في تغيير واقعهم والاعتماد على أنفسهم وأثبات وجودهم في العمل السياسي والتنظيمي وإنشاء الكيانات التي تعبر عن تطلعاتهم وطموحاتهم مع الأخذ في الاعتبار بتجارب الآخرين في هذا المجال لأن أي عمل لا يستند إلى التنظيم لا يكتب له النجاح وما حققته الثورة إلى الآن سواء على صعيد العصيان المدني أو الصمود المستمر في وجه آلة القمع وغيرها يعد انجازا عظيما.