ماذا نقول عن الاختلالات الأمنية في عدنوالمحافظات الجنوبية المحررة؟ عجيبة وغريبة ان تكون عدن فيها الحكومة المطرودة من صنعاء برأسها وذيلها معها الحراك بأقصى يمينه وجميعهم جنوبيون وهي تتعرض لاختراق أمنى منقطع النظير. وهذه الدولة والحراك كلن منهما ينشد بنا دولة وإذا كان هذا الاختراق الأمني القاتل في ظل هذه الظروف المواتية من الدعم اللوجستي الضخم لتحالف ونحن عاجزون ان نحمي محافظة واحدة. كيف إذا تراجع هذا الدعم لأي سبب كان ... ماذا أنتم فاعلون؟ الحقيقة المرة للمسؤولين في عدن انهم يعيشون في حياة أقرب الى الجنون وبالأصح في حالة انفصام سياسي انعكس على شخصيتهم النفسية متكئين على الارائك بحماية الاخريين منتظرون ان يأتي فرج حتى ولو كان من عالم الوهم، لان الحراك المطالب بالانفصال موجود ضمن حكومة الوحدة والحكومة الوحدوية موجودة ضمن الانفصال وهذا هو الانفصام بعينه. فلا الحكومة لديها رجال دولة بمقياس وحدوي ولا الحراك لدية رجال بمقياس انفصال، هنا يعيش الجنوب مرحلة كارثية من أبنائها أنفسهم فبقراءة بسيطة للمشهد سيكتشف المرء ما ذكرناه سلفا، فلا ندري لماذا الرئيس وطاقم الحكومة منقسمين بالاحتجاب الى قسمين، جزء محتجب بين البحر والجبل والجزء الاخر في الرياض. فهل هكذا يا سادة تقوم الدول؟! إذا كان ليس لديكم مقدرة على حكم عدن المسطحة جغرافيا والمنبسطة وليس فيها اية عوائق لا سهلية ولا جبلية فكيف بكم تنتظرون حكم صنعاء، وما أدراك ما صنعاء. !! افلا تعقلون. فامتلكوا قليلا من الشجاعة وقدموا استقالاتكم عسى أن يخلف الله البلد بخير منكم، إما العيش بحياة رغدة في ظل الظروف الراهنة فأنها لعنة على صاحبها، واعلموا علم اليقين ان الشعب الجنوبي يدرك بأن العناصر المكونة من الحكومة من اعلاها الى اسفلها هم من لدن النظام السابق. فلا تعتقدوا ان الظروف التي جعلت الناس تقبل بكم في لحظة فارغة تستوجب شرب المرارة، دلالة على نظافتكم ونزاهتكم. فلا تتمادوا في اهمال امن المحافظات حتى لا يضطر الشعب الى فتح الملفات علنا، اما الاخويين المحافظ ومدير الامن فلا زال اهل عدن معولين عليهم الكثير رغم الإرهاصات في امن الوطن والمواطن، لكن ذلك ليس تقليل من اخلاصهم و وطنيتهم. المدهش حقا انهم لا يمتلكوا كوادر ومقومات فن القواعد الأمنية وإلا كيف يحشرون ثلاثة من كبار المسؤولين في سيارة واحدة او حتى موكب واحد في ظل هذا الانفلات الأمني والذي لايزال دم المحافظ السابق على الرصيف. وكفانا تعليق ما نفشل فيه على مشجب المخلوع والحوثي فإنهم بالتأكيد من مصلحتكم ان يعملوا ضدكم، وهل هذا يحتاج الى فطنه حتى تخبرونا به كلما عجزتم عن مهامكم.