زادت سرعة ماكينة مطابخ صنعاء الاستخبارية والإعلامية بشكل كبير لزرع الفرقة والتشتت بين أبناء الجنوب الواحد ' بل يريدون الفتنة والاقتتال بيننا انتقاما من هزيمتهم في الجنوب والتي لم يتوقعوها حتى في أسوأ كوابيسهم ولصرف الجنوبيين عن تثبيت الأمن في المناطق المحررة والهاء الجنوبيين عن استكمال تحرير المناطق غير المحررة ,هرع الاحتلال بكل أدواته وأساليبه القذرة في بث الإشاعات والأقاويل بلسان هذه المنطقة الجنوبية ضد تلك لضربنا ببعض ونبش واستحضار صراعات قديمة لتوظيفها لإغراضه الدنيئة حتى يرتب أوراقه ويلملم صفوفه ليتفرغ لنا ؛ لذا يجب عدم الانجرار وراء تلك الشائعات بل وإفشالها وعدم تصديقها وعدم نشرها أو نقلها حتى لا نخدم الاحتلال من حيث لا ندري ... فالجنوب واحد وما يسيء لمنطقة جنوبية يسيء للجنوب ككل ' فالحذر الحذر واليقظة اليقظة فالمعركة مع أبغض احتلال عرفه التاريخ لم تنته بعد . استكمالاً للجزء الأول من موضوع " حرب الشائعات ضد الجنوب " نتناول في هذا الجزء الأخير : كيفية التعامل مع الشائعات واحتواء تأثيراتها ؟ قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) ( الحجرات " آية 6 " على المستوى الشخصي : على كل منا إن يتبيّن صحة الخبر من عدمها وان لا نجعل السبق الإعلامي هو الهدف فليس كل منا وسيلة إعلامية أو وكالة إخبارية تسعى إلى السبق الصحفي والإعلامي ويفترض إن نضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار . على المستوى الشعبي : ويتعلق هذا الجانب بأفراد المجتمع، إذ عليهم قبل ترويج أي خبر يأتي إليهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي ضرورة العودة لمصادر الأخبار الرسمية والمصادر الموثوقة وتوخي الحيطة والتثبت في نقل المعلومات والأنباء، حتى يمكن قطع الطريق على أولئك الذين يسعون إلى إثارة البلبلة والفوضى والفتنة في مجتمعنا الجنوبي كما يتعين على أفراد المجتمع أيضاً، أن يتعاملوا مع استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بحذر ومسؤولية اجتماعية، وبوعي بخطورة تأثيرها السلبي، لأن ما ينشرونه قد يحدث أضراراً بالغة بالأمن والاستقرار ويخدم العدو على المستوى الرسمي : بما إن البيئة الخصبة لانتشار الشائعة هي عدم وجود معلومات أو مصادر موثوق بها للخبر , فانه ينبغي على الجهات الرسمية مثل محافظ عدن ومدير أمنها تعيين ناطقين رسميين باسميهما وكذا في باقي محافظات الجنوب حتى يتم قطع الطريق على مروجي الإشاعات من مطابخ صنعاء الإعلامية والاستخبارية .
على المستوى الأمني : يفترض على جهات الأمن الجنوبية ومحافظ عدن القيام بتنبيه وسائل الإعلام إلى تحري الدقة في الأخبار وتنبيه الناس إلى ضرورة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي استخداما ينفع ولا يضر والتوعية بكيفية استخدامها على الوجه الأمثل وبما يخدم الأمن والوطن الجنوبي وبأنه سيتم ملاحقة مروجي الإشاعات وتقديمهم للمحاكمة على المستوى القضائي : تطبيق النظام والقانون فيما يتعلق بنشر الأخبار والإشاعات الكاذبة والمغرضة أو التشهير بالغير 6 – على المستوى الديني والأخلاقي : التوعية الدينية لأفراد المجتمع الجنوبي، وذلك من منطلق أن الشائعات أمر مناف لما جاء به الدين الإسلامي جملة وتفصيلاً، لأن الدين يحرص على سلامة المجتمع من كل ما يصيب أفراده من أخلاق فاسدة أو عقائد باطلة أو سلوك سلبي وكل ما يخل بالأمن، والشائعات حذر منها القرآن الكريم في كثير من آياته ،حيث قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) - الحجرات " آية 6 "، كما حذرت منها السنة النبوية ,حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم : "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده" فنبّه إلى اللسان قبل اليد لأنه من المعروف أن "جراح السنام لها التئام ولا يلتئم ما جرح اللسان".كما نهى الإسلام أتباعه أن يطلقوا الكلام على عواهنه، ويُلغوا عقولهم عند كل شائعة، وتفكيرَهم عند كل ذائعة، أو ينساقوا وراء كل ناعق، ويُصدّقوا قول كل دَعيٍّ مارق، أخرج الإمام مسلم في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع ))، وفي رواية أخرى: ((كفى بالمرء إثماً)) . على المستوى الإعلامي : ولاسيما أن بعض المنافذ الإعلامية تحولت في الآونة الأخيرة من دون قصد إلى مروّج للشائعات، بتداولها معلومات غير موثوقة . وهذا يتطلب : أولاً ضرورة تدقيق وسائل الإعلام من صحة المعلومات التي تنشرها وذلك من الجهات الرسمية والناطقين الرسميين ، وثانياً وضع إستراتيجية إعلامية وقائية تستخدم وسائل الإعلام كافة من أجل توعية أفراد المجتمع بمفهوم الشائعات والظروف المرتبطة بها والمخاطر والآثار الناجمة عنها, وكيفية تحليلها للكشف عما تتضمنه من أكاذيب ومغالطات , كما ينبغي بذل مزيد من الجهود الإعلامية لتوعية أبناء الجنوب المتواجدين داخل الجنوب و خارجه بشأن خطر تناقل الشائعات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يقوم كثيرون بتناقل ما يصل إليهم من دون تثبت وإدراك لحجم انتشار هذا المحتوى وتأثيره السلبي، سواء على صعيد إثارة البلبلة أو تحقيق أهداف الجهة التي قامت بنشر هذا المحتوى للمرة الأولى . كما أنه من الضروري أيضاً تبني نهج إعلامي إيجابي مبادر بتكذيب الشائعات فوراً، وبكلمات واضحة وصريحة ؛ لإدراك خطر ترك مثل هذه الشائعات تفعل فعلها وسط الجمهور .